كأنما القدر شاء أن يربط بين هذه الأرواح العظيمة في رحيلها كما في نضالها. فرحيل نصر الله، في اليوم ذاته الذي غادر فيه عبد الناصر، يحمل رسالة أن القضية التي دافع عنها الرجلان، ستظل حيّة نابضة في وجدان الأمة.
لا ريب أنّ وصول الاحتلال إلى مكان الأمين العام لـ”حزب الله”، حسن نصر الله، واغتياله بعد 18 سنة كاملة من نجاحه في التخفي، هو ضربة موجعة جديدة للحزب، بل هي أشدّها إيلاما وتأثيرا بعد اغتيال عدد من كبار قادته في الشهرين الأخيرين.
بعد نفوق ما يقرب من 200 ألف أسد، قبل قرن، بدأ العلماء والخبراء يحذّرون من انقراض الأسود التي أصبح عددها في البرية حاليا لا يتجاوز 20 ألف أسد، منذرين باحتمال تراجع هذا العدد يوما بعد يوم..
يذكر المفكر والفقيه القانوني محمد سليم العوا: “جاء طوفان الأقصى ليضع حدا للأوهام المتعلقة بعملية السلام، وبالعلاقات الطبيعية بين الصهيوني المحتل وبين العرب جميعا، مسلميهم ومسيحييهم… رأى العرب كما رأى العالم أن قهر العدو ممكن وأن مواجهته بغير جيوش نظامية تكبده خسائر فادحة لا قبل له باحتمالها، ومجرد وجود هذه الحقائق في أذهان الشباب العرب يفتح الأبواب لمرحلة ثقافية وسياسية، بل ووجودية جديدة… “.
جاءت زيارة رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، الأخيرة إلى نواكشوط برفقة وفد أوروبي رفيع المستوى، لتثير تساؤلات كثيرة حول أهدافها المعلنة وأبعادها الخفية. الزيارة تحمل رسائل مشفرة موجهة إلى القيادة الموريتانية، مما يعزز القلق لدى الرأي العام الوطني.
إعلان السياسة العامة للحكومة الذي قدمه معالي الوزير الأول المختار ولد اجاي أمام البرلما، اتسم بكثير من المعقولية والتأسيس الواقعي والفهم السليم لأهم التحديات والطموحات الوطنية والشعبية في هذه الفترة الحرجة.
ناهيك عن ما رافقه من مؤشرات على الوعي العميق بضرورة أن تكون الأهداف قابلة للتحقيق، وأيضا لقياس حدود ذلك التحقق ومداه..
لم تكن لنا صلات بليبيا الملكية لأنها كانت تدعم المغرب ضدنا، وإن كان دعمها له في غاية السرية، وتتصرف تجاهنا تصرفاً لائقاً عند الاقتضاء. فعندما كنت والوفد المرافق لي عائدين من القاهرة إلى تونس في أكتوبر 1964، اضطررنا للتوقف مدة 24 ساعة في طرابلس. وقد استقبلنا أحد الوزراء ومدير المراسم الملكية بالمطار وأحلُّونا أفخم الفنادق في طرابلس. ونظموا لنا زيارة للعاصمة ومتحفها الوطني. وأقاموا على شرفنا حفل عشاء فاخر وتحملوا كافة تكاليف إقامتنا بين ظهرانيهم.
أحدث الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترمب، صدمة كبيرة لدى “حلفائه” العرب، حينما صرّح قبل أيام قليلة قائلا: “مساحة إسرائيل تبدو صغيرة على الخارطة، وطالما فكّرتُ: كيف يمكن توسيعُها؟”.
شاءت الأقدار أن يقوم أبناء غزة وحدهم، دون العالم بأسره، ليؤدّوا صلاة فجر، بين النار والنار، في المكان الأخطر في العالم، والزمان الأخطر في التاريخ. وشاءت الأقدار أن تنام أمة سورة الفجر، وركن الصلاة وفريضة الجهاد، بملياري نسمة، نوما عميقا، لا أحلام فيه، ولا صحوة بعده. وشاءت الأقدار أن يتفرعن الصهاينة، للشهر الحادي عشر على التوالي، ويواصلوا إبادة شعب فلسطيني، لم يكن أعزل فقط، وإنما عزلوه بالنار وبالصمت الرهيب.