في قلب الشرق الأوسط، حيث تتشابك السياسات والنفوذ العسكري والدبلوماسي في مشهد معقد لا ينتهي، كشفت حرب الأيام الـ12 الأخيرة بين إيران وإسرائيل عن أوجه ضعف وقوة في بنية الصراع الإقليمي، وأعادت رسم ملامح التوازنات الإقليمية والدولية.
في قلب الصراعات الجيوسياسية المعاصرة، يتمترس الغرب خلف استراتيجية لا تعرف الهدوء ولا الالتزام بالقوانين المتعارف عليها أمميا. فتلك القوانين وُضعت لخداع الضعفاء بهدف إخضاعهم. ما يختبره الغرب في إيران ليس مجرد تصعيد سياسي أو مواجهة عسكرية، بل هو اختبار لأسلوب طويل الأمد من الهيمنة عبر التسلل من الداخل، وزعزعة استقرار الدول المستهدفة باستخدام الأدوات غير التقليدية من الحروب الهجينة.
تأكد لنا في كل مرة تُستهدَف دولة من دولنا أن الغرب إنما يتصرف ككتلة واحدة تجاه بقية العالم، وفي مسألة دعم الكيان الصهيوني بالتحديد يزداد الموقف صلابة، وإن اختلف الإخراج أو تم تقاسم الأدوار.. نراه اليوم في الموقف من العدوان على إيران، أمريكا تتطابق في مواقفها تماما مع الكيان الصهيوني وأحيانا تكون أكثر تشددا منه، وأوروبا مازالت تتحدث عن خطورة البرنامج النووي الإيراني السلمي على المنطقة وعليها و حتى على العالم!
أثبتت إيران، مرة أخرى، أنها قوة إقليمية ينبغي أن يحسب لها الجميع ألف حساب، ليس فقط على الصعيد العسكري إنما أيضا على الصعيد السياسي والإستراتيجي.
ما كان الصهاينة يتصوّرون أنه بعد الضربة الأولى التي قاموا بها ضدها والنتائج الأولية التي حققوها، أن القيادة الإيرانية ستتكيّف بهذه السرعة وترد بهذه الكيفية كما لو أن القيادات العسكرية والأمنية لم تمسّ بأذى.
عندما خرجت اللبرالية من تحت معطف الثورة الفرنسية وقرن أنوار النهضة في أوروبا، مركز العالم المعاصر.. وقتها، لم تكن تعرف أنها قد تتحول بعد نحو ثلاثة قرون، من الدفاع إلى الهجوم: من الدفاع عن القيم الفولتيرية وفلسفة الحق والحريات، إلى التنكر لهذا الإرث الذي أنتج أكبر نظام رأسمالي على أنقاض الإقطاعية المتهالكة من الداخل.
الذين جلدوا الزمن الناصري والقومية والعروبة والبعثية، ما تركوا ذاك الزمن- بما له وما عليه- يُكمل مساره، وما قدَّموا بديلا عنه، فما بلغته الأمة في شهر مايو الحالي، وهو ذكرى النكبة، لا أحد تصوّر وقوعه، وعلى الفلسطينيين أن يفهموا حقيقة بقائهم وحدهم في ساحة القتال، بعد أن انقسم العرب بين صامت مثل الأموات، لا يدري ما يجري من حوله وربما لا يريد أن يدري، ومساعد للكيان الصهيوني ولكل كيان يساعد هذا الكيان.
"إن العودة إلى الزمن ليست عودة إلى عقارب الساعة، بل إلى حركة الوعي"
منذ أن أدرك الإنسان أن الزمن لا ينتظر أحدًا، نشأت في الوعي البشري فكرة التقدم؛ ذلك السعي المستمر نحو تجاوز الذات، نحو مستقبل أكثر حرية ومعرفة وعدلاً. غير أن التأمل في الوضع العربي اليوم يبعث في النفس سؤالًا حارقًا: هل توقف الزمن عند العرب؟ وهل يعود هذا التوقف إلى تخلف حضاري ذاتي، أم إلى قوى خارجية فرضت عليهم عزلة عن حركة التاريخ؟
يقدّم الأكاديمي التونسي المختص في الشأن الليبي البشير الجويني قراءة لأسباب لتجدد الاشتباكات بين الفصائل المسلحة في ليبيا، وكان آخرها الأسبوع الماضي في العاصمة طرابلس، والتي أفضت إلى مقتل عبد الغني الككلي المعروف بـ”غنيوة” الذي كان يتولى منصب قائد جهاز دعم الاستقرار.
ويتحدث الجويني الذي ألف كتاب “ليبيا العميقة… حتحات على ما فات”، خبايا صراع القوى الكبرى في العالم والشركات المتعددة الجنسيات على التراب الليبي.
أكتب هذه المشاركة تعليقا على مداخلةٍ للدكتور خالد ولد محمد ولد أسيساح، وصفها بأنها (وجهة نظر علمية تأصيلية)، علق من خلالها على مداخلة للدكتور نور الدين ولد محمدو، وكان هذا الأخير قد ذكر في مداخلته أن لحراطين والبيظان "ألاَّ شِ وَاحَدْ"..