
إذا أمعنّا النّظر في الآيات الخمس التي تحدّثت عن غاية الصيام وأحكامه من سورة البقرة (183- 187)، فإنّ أول ما يسترعي انتباهنا أنّ الله –جلّت حكمته- بدأ بالحديث عن الغاية السامية للصيام وهي تحصيل التقوى، قبل أن يتحدّث عن أحكام الصيام، بل إنّه –جلّ وعلا- بعد كلّ حديث في الأحكام الفقهية، يعود ليذكّر بالمعاني الروحية للصيام، وكأنّه يعلّم عباده أن يهتمّوا بصيام القلب والرّوح قبل الاهتمام بصيام البطن والفرج، ويهتمّوا بحدود الله أكثر من اهتمامهم بحدود الصيا