مما بشّر به رسول الله – عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم – أن هذا الدين الحنيف الذي أتمّه الله، وأكمله، ورضيه للعالمين سيبلغ المشارق والمغارب، ولن تبقى دار لن يدخلها بعز عزيز أو بذل ذليل، وها نحن نرى بأعيننا الإسلام وهو يمتد شرقا وغربا وشمالا وجنوبا.. ويدخله النبغاء والنبهاء والعلماء والحكماء..
في يوم الإثنين الماضي 9/9/2024 أوردت الشروق في صفحتها الثانية أن الدولة التي يعتنق أهلها الإسلام أكثر من غيرها هي دولة الفيلبين.
والفيليبين دولة تقع في المحيط الهادي في مشرق الشمس، وقد دخلها الإسلام عن طريق التجار الأندونيسيين وغيرهما مما يسفّه دعاوى المستشرقين وأتباعهم والقائلين أن الإسلام انتشر بالسيف.. فأي جيش إسلامي وصل إلى الفيليبين يا من لكم أعين لا تبصرون بها؟
ولكن “الدين” الذي انتشر بالسيف حقيقة هو هذا الدين المنسوب – ظلما – إلى سيدنا عيسى بن مريم – عليهما السلام – والفيليبين نفسها شاهدة عليها، إذ ما أن وصلها الصليبيون الإسبان في القرن السادس عشر حتى أجبروا أكثر سكان البلاد – رهبا ورغبا – على الدخول في دين يؤمن أحد أكبر دعاتها، وهو قديسهم أوغسطين بأنه “دين معقول”، (أنظر: شارل جينبر: المسيحية، تعريب: عبد الحليم محمود، ص9)، وأنه “اعتقاد زائف”. كما عنون الكاتب الألماني كارل هاينز ديشز أحد كتبه، ولم يسلم من المسخ الصليبي حتى إسم البلاد التي أصبحت تسمى “الفيليبين” نسبة إلى الملك الإسباني الصليبي فيليب الثاني.
لقد بقيت بقية من المسلمين في الفيليبين تقدرها السلطات الرسمية بنسبة أقل من 5% وتقدرها مصادر محايدة بنسبة 11% ونيف..
عندما كنت أقرأ ما أوردته الشروق تذكرت أخا من مدينة بجاية، مقيما في كندا، واسمه عبد الحميد حمودة، زارني في شهر جوان الماضي، وما كانت لي معه سابق معرفة.
تحدثنا عن أحوال الجالية الإسلامية في كندا، وأن الإسلام ينتشر فيها ذاتيا، لأنه “دين معقول” ولأن المجتمع الكندي “يتوحش”، لأنه يفقد يوميا إنسانيته، ويتردى في حمأة الحيوانية وفي مقدمتها ما يسمونه “المثلية”.
ثم أخبرني الأخ عبد الحميد أن جماعة من المسلمين،- ومنهم فيليبينيون – أجمعوا على أن يجمعوا مبلغا من المال ليقيموا به مسجدا في شمال الفيليبين، واتفقوا على أن يطلقوا عليه إسم الإمام المرتضى عبد الحميد ابن باديس، ففرحت، وشجعت الأخ عبد الحميد، وحمّلته تبليغ تحياتي إلى القائمين على هذا المشروع الباديسي، وصدق الأصدق قيلا وحديثا في قوله: “يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون” والمشركون واللائكيون، والمثليون في العالم كله، مادام الأمر كله لله.