ينتظر سيدي محمد مصير جده ووالده في فقدان بصره، بعد أن بات توارث العمى أبرز ميزة يعرف بها سكان قرية دالي كمبة، البعيدة في عمق الصحراءالموريتانية، الواقعة على بعد 60 كلم من مقاطعة تمبدغه في أقصى الشرق الموريتاني.
أصيب المالي إسماعيل با بنوبة من هيستريا الضحك، تخفي ورائها آثار الخوف والفزع الشديدين، بينما يتذكر كيف نجا ورفاقه من الشرطة الموريتانية، أثناء قيامهم ببيع عدد من المخطوطات النادرة، القادمة من مدينة نمبالا الواقعة في الغرب المالي، في العاصمة الموريتانية نواكشوط.
يسخر السائق الموريتاني محمد المختار، من مسمى طريق "الأمل"، الذي يعد أطول الطرق الموريتانية طولا (يصل إلى 1107 كيلومترات)، إذ يرى المختار أن الطريق صار عنوانا لموت محقق يطارد المسافرين القادمين من وإلى العاصمة نواكشوط، وأن مسماه ينبغي أن يصبح "طريق الحزن"، بعد أن توفي العديد من الموريتانيين عليه من جميع الشرائح والأعمار (سياسيون ورجال أعمال ومثقفون وبسطاء).
لأكثر من ساعة تجولت خديجة بنت أعلي في سوق السمك بنواكشوط ومرت على أكثر من بائع لكنها لم تعد لأطفالها بغير القهر وقلة الحيلة، فغلاء الأسعار منعها من شراء كمية السمك التي جاءت لأجلها.
"بنت أعلي" التي ترتاد السوق أيام الجمع والعطل عادة، قالت "أسعار السمك لم تعد في متناول متوسطي الدخل والفقراء وسكان أحياء الصفيح".
باع العشريني الموريتاني داود ولد اعمر بطاقته التعريفية (الهوية الوطنية) والتي تمنحه حق التصويت في الانتخابات المحلية المزمع إجراؤها منتصف العام الجاري بـ10 آلاف أوقية (ما يعادل 29 دولارا أميركيا)، لناشط سياسي في حملة الانتساب لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم والتي بدأت في 28 مارس/ آذار الماضي وانتهت في 11 إبريل/ نيسان
ها هي مدينة روي عنها الكثير من الحكايات والقصص حتى أصبحت في ذهن الناس مجموعة أساطير تتحرك مثل رمال الصحراء التي تحدها. يوما ما كانت هذه المدينة امبراطورية عظمى وملكها يعد أغنى رجل في تاريخ البشرية، لكنها تتعرض للظلم والحرمان والعالم يتفرج غير مكترث بها وبإرث قارة تعاني من الحروب والنزاعات. انها مدينة تُمْبُكْتُو أو تينبكتو التي تقع على مسافة 900 كيلومتر شمال شرقي باماكو عاصمة مالي.
متأبطا كيس ألبان من أربع وعشرين علبة من الحجم الصغير، ينتظر الأربعيني الموريتاني السالك ولد محمد فال سيارة أجرة على ناصية سوق "أف"، جنوبي نواكشوط بعد أن اقتنى حاجة عائلته من الحليب المعلب منخفض السعر بسبب مداهمة تاريخ نهاية الصلاحية للمنتوج، الذي ما يزال "أمامه ثلاثة أسابيع قبل انتهاء صلاحيته، ولا خطر منه" كما يقول السالك بينما يشير إلى تاريخ العبوات التي سيطعهما لأطفاله.