ظلَّ الموريتاني ينظر للبحر على أنه مجرّد جسم غريب يستلقي بعيدا في وِحدَته الأبدية، وتضع كتلته المائية الضَّخمة حاجزا جغرافيا صارما لامتداد اليابسة ناحية الغرب؛ لذلك لم يتغنَّ الشعراء الموريتانيون بالبحر، لقد كانت الجبال والهضاب والوديان وغيرها من أشكال الطبيعة وتمظهراتها أكثر حضورا منه في الوجدان المجتمعي والذاكرة الأدبية، رغم أن البحر يضجُّ في باطنه بالثروات والأرزاق من أسماك ومعادن، وتلُفُّ ظاهره زرقة فاتنة تسحر العين حين تذوب في أحضانها أشعة الش