عندما يجمع خمسة من علية الأمة على أمر فذاك دليل على أنه نال المصداقية من أوسع أبوابها لأن هؤلاء الخمس لا يمكن أن يخرجوا جميعهم عن دائرة "السمو" وعلى العامة من الناس والخاصة من أولياء الأمور ورموز التميز.
لم أكن لأكتب في هذا الموضوع الخطير لولا أني وجدت دلائل وأخبار متواترة عن وجوده في مجتمعنا بطرق خفية محترسة وأخاف أن يصبح بالتعود مسألة عادية كالكثير من السلوكيات الدخيلة على هذا المجتمع الفطري البدوي والتي لم نؤثر فيها إما يأسا من الإصلاح أو بفعل التعود على حد قول الشاعر:
منذ أن أعلن حزب التجمع الوطني للإصلاح و التنمية (تواصل) عن تحديد موعد مؤتمره الثالث أيام 22-23-24 دجمبر 2017، و تناقل الناس خبر ترك الرئيس محمد جميل منصور لرئاسة الحزب بعد إكمال مأموريته الثانية، منذ ذلك الوقت والرأي العام الوطني يخوض في نقاش خليفة الرئيس جميل، وسالَ حبرٌ كثيرٌ في محاولة الإجابة على السؤال: من هو الرئيس القادم لحزب (تواصل)؟
ها قد تفرق مداد كلمات النشيد الوطني بين أنامل الشعراء و طفقت كلماته تحمل شتى الأحاسيس: مبهمها و مستنيرها في متنوع و مختلف التراكيب اللفظية و إن في وحدة البحر ليشدو بها الوطن في حلة جديدة راميا وراءه جزء من ميلاده بلدا موحدا مستقلا رايته معلومة خفاقة بخضرة و صفرة يبتسم لهما السماء و يعانق، و نشيده متماسك شعريا تُسمعه لغة ثرية ندية أخاذة بشهادة الغير و تحمل كل تعريف بالبلد.
حين تتحدث عن حكم ولد عبد العزيز للدولة الموريتانية منذ انقلابه فجر الخامس من أغسطس 2008 ستدرك لا شك حجم المشاكل التي واجهها الشعب الموريتاني على مختلف الصعد وكل المجالات. ولن يعوزك فكر ولا دلائل يمكن من خلالهما أن ترى ما واجهه الشعب الموريتاني من صعوبات على المستوى الاقتصادي حيث تم بيع الثورة السمكية عبر اتفاق شرعته كتيبة من الأفاكين كان قد فع بها إلى البرلمان على شكل مستقلين عام 2006.
لا شك أن الأحزاب هي عصب الحياة السياسية وشريان الوعي الشعبي، تلعب الدور الأكثر تأثيراً في المشهد السياسي طالما تزودت بالمقومات الحزبية المتعارف عليها، وامتلكت شعبية حقيقية وقدرة على تحريك الشارع، تكسبها القوة على التأثير في صناعة القرار وتصحيح بوصلة سياسة الحكومة بما يتوافق ويحقق أمال المواطنين.
حتى الآن لم استوعب هذه الشماعة التي يسمونها "التحفظ" والتي يتذرع بها مسؤولوا الأغلبية عندما يتعلق الأمر بصومهم الأبدي عن الكلام في الوسائط الإجتماعية، فكل الذرائع التي يسوقونها تبريرا لجدار الصمت الرهيب الذي يضربونه على السنتهم مجرد أبنية عنكبوت متهافتة، فما هذا التحفظ أو التوهيم المكشوف الذي لايوجد لدى مسؤولي دول العالم شرقها وغربها ؟