عملاق الصواريخ ينتصر وصاحب الزر الأكبر ينحسر!

8 يناير, 2018 - 19:43

إذن؛ فقد نجح الرئيس (كيم جونغ أون) بجدارة و استحقاق، بشكل مباشر أو غير مباشر أن يُفهم (إن لم نقُلْ يقنع) حليفيْ أمريكا جارته وشقيقته الجنوبية كوريا واليابان أن الحوار معه هو الناجع وليس الإعتماد على أمريكا التي لا تبحث إلا عن مصالحها وتستغل الآخرين لتكريس مصالحها فقط، وتصدر لهمُ الأوامر بشراء أسلحتها بصورة إبتزازية صارخة وكأن أمريكا أتت ببيزنس مان أن يرأسها (بصرف النظر عن ملابسات وحيثيات الإتيان به) لينقذ شيئاً من إقتصادها المنهار.

كان ذلك واضحاً بعد أنِ اتفقت كوريا الجنوبية واليابان على التشاور قبل لقاء الرئيس الكوري الشمالي.
لقد انتظرت الدولتان الحليفتان لأمريكا طويلاً أن يفعل (صاحب الزر الأكبر) شيئاً للجم ما وصفه (صاحب الزر الأكبر)  (بصاحب الزر الأصغر) أو (برجل الصواريخ الصغير) خارج الجعجعة والطنطنة.  بَيْدَ أنه لم يفعل أي شيء لأنه تأكد له بما لا يدع مجالاً للشك أو الريب أن (صاحب الزر الأصغر) زره ليس بذاك الصغر وأن (رجل الصواريخ الصغير) ليس صغيراً كما توقعه.

لقد وضح للرئيس (ترامب) لا سيما بعد إطلاق كوريا الشمالية صاروخها الأهم والأرعب الباليستي العابر للقارات الذي كان يمكن بسلاسة أن يضرب مدينة (لوس أنجيليس) بولاية كاليفورنيا وينتقم للمكسيكيين.
لذلك ذهب للحلقة الضعيفة (ولا نقول الأضعف) معترفاً بالقدس عاصمةً للكيان الصهيوني (إمطلّعْ مراجله على العرب والمسلمين) لتغطية إحراجه أمام حليفيه كوريا الجنوبية واليابان متحججاً أن مسألة القدس تهم الأمن القومي الأمريكي أكثر من بيونغ يانغ.

قطعاً كوريا الجنوبية واليابان تأكد لهما ما تأكد لحليفهما الأمريكي أن بيونغ يانغ لم تحقق فحسب توازن الرعب النووي.  بل؛ تجاوزته بأشواط بعيدة وأن حتى مجرد اللعب معها سيكون مكلفاً وفادحاً.  طبعاً، كتاب (مايكل وولف وأشهد والله أنه ذيب) أسقط ورقة التوت التي كانت تغطي العورة السياسية للرئيس (صاحب الزر الأكبر) وأفقدته ما تبقى لدى حليفيه من صدقية تُذكر.

لا يُستبعد أن يُجمع الكونجرس على عزله فالرجل ليس كبيل كلينتون الذي (تلاعب بعِرض طالبة جامعية) وكاد أن يُعزل بسببها.  بيد أن الكونجرس إرتأى ربما أن الشرف الأمريكي ليس كما الشرف العربي (الذي تُراق على جوانبه الدمُ) فتم العفو عنه واستمر يمارس رئاسته.  (ريتشارد نيكسون) قبله كان مختلفاً فهو أضر بأخلاقيات السياسة الأمريكية بالتجسس على خصومه فقرر الكونجرس أن يجتمع لعزله.  بيد أنه استقال صوناً للكرامة الشخصية فهو غير (بيل كلينتون) فالحرية الجنسية ليست ضد الأخلاق.  بل؛ هي الأخلاق والتحضر.

ما ورد في كتاب (الذيب) كافٍ وكفيلٌ بأن يُعزل إلا إذا فعلت الماكنة اليهودية فعلتها بسبب أن (ترامب) أتى بما لم يأتِ به الأوائلُ!!!

.د. علي الهيل
أستاذ جامعي وكاتب قطري

رأي اليوم