في إذاعة الجمهورية الإسلامية الموريتانية من انواكشوط والتلفزة "الموريتانية": أصوات مدوية تصدع ب"الحقائق" المنشورة علي الأثيرة منذ عشرات السنين :
نسمع عن الماضي: عن شعب كريم، أصيل، ومجد تليد، وعلم غزير، وتاريخ من البطولات . وهذا صحيح
ونسمع عن الحاضر: دولة قوية وجيش مقدام وقيادة حكيمة وإنجازات لا تحصي ولا تعد ...فتختلط الأمور! هل هذا أيضا صحيح؟
لو أن النظام الحاكم كان يسعى حقا لبناء دولة المؤسسات، ولو أنه كان يحترم القانون، ولو أنه كان يحارب الفساد فعلا لمنح للسيناتور محمد ولد غدة أعلى الأوسمة لجهوده الكبيرة التي بذلها في محاربة الفساد.
حالة من الركود تطغى على المشهد السياسي الوطني هذه الأيام، وحالة من الضبابية تخيم على أجواء المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة بعد إعلان الحكومة أكثر من مرة عن عزمها تنفيذ مخرجات حوار اكتوبر 2016 الذي لم يشارك فيه المنتدى وأعلن عن رفض ما تمخض عنه من مخرجات، المنتدى المعارض يبدو أنه ركن إلى الدعة والراحة وابتعد عن الساحة في هذه اللحظة السياسية الحرجة، تاركا المجال أمام النظام ليسرح ويمرح في مشهد سياسي مرتبك أفرزه ذلك الحوار الأعرج الذي مات في مخاضه
إنهم كثر الذين يعلو شأنهم بعدما يكتبون أسوأ ما تستطيع أن تجود به، كتابا و شعراء و غيرهم، أقلامُهم الحانقة اللاذعة و تنفث أنفاسهم الغاضبة الكارهة من الكلام الأقصى بذاءة الألفاظ، و تم تعيينهم فورا في مناصب عالية قبل أن يجف مداد كلماتهم الحارقة و ينفد حبر تعاويذهم الشيطانية كما يرفعون إلى أعلى درجات التقدير و يحاطون بالعناية و الحضور الإعلامي البارز في كل القطاعات.
عزيزنا فوزي كن على ثقة أنك غال على كل الموريتانيين وأن لغتك وصوتك يشكلان ملح وتوابل قناة الجزيرة إن لم نقل الإعلام العربي ككل.
لقد تمكنت من اجتراح طريقك الخاص في كتابة التقارير الإخبارية وصبغتها بحنجرتك النيلية الساحرة .. ومن أكثر ما حبب الموريتانيين فيك أنك تغرف في صورك البلاغية من لغة القرآن وهي اللغة التي رضعناها نحن في محاظرنا ورضعتها انت في الخلاوي والزوايا .
يبدو أن العواصف والزلازل، التي بدأت تعصف بالمنطقة العربية- منذ أن أحرق البوعزيزي نفسه- وظلت تحكمها آلية الفعل والفعل المضاد، قد ولدت مآسي وحروبا أحرقت الأخضر واليابس في بعض البلدان العربية.. ونسفت ما تبقى من مظاهر الدولة في مناطق أخرى، وهيأت بلدانا أخرى للتصنيف ضمن الدول الفاشلة.
قال الله تعالى في محكم التنزيل" وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ"، وقال جلّ في علاه "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ"، وقال أيضا "أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ". صدق الله العظيم