ﻟﻨﺒﺪﺃ ﺗﺼﺤﻴﺢ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺨﻄﺈ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ..
❞ﻣﺎ ﻳﻔﺘﺨﺮ ﺑﻪ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ﻏﻴﺮ ﻣﺆﺳﺲ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ؛ ﻓﺒﻌﺾ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻴﻪ ﺃﻫﻞ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ ﺃﻧﺴﺎﺑﺎ ﻟﻴﺲ ﺷﻲﺀ ﻣﻨﻪ ﻧﺴﺒﺎ:
ﻓﺎﻟﺰﺍﻭﻱ ﻟﻴﺲ ﻧﺴﺒﺎ؛ ﺑﻞ ﻫﻮ ﻣﺼﻄﻠﺢ، ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓﻲ ﻧﻈﺎﻣﻨﺎ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻳﺘﻮﻟﻮﻥ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺸﺆﻭﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻓﻜﻞ ﻣﻦ ﺗﻌﻠﻢ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻃﺎﻟﺐ ﻋﻠﻢ، ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺼﻴﺮ ﻣﻌﻠﻤﺎ ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻧﺴﺒﻪ.
ﻓﻤﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻤﺪﺡ "ﺍﻟﺰﺍﻭﻱ" ﻳﺼﻔﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺭﺛﺔ ﺍﻟﻤﺤﻤﺪﻳﻴﻦ ﻭﻳُﻌﻠﻢ ﺍﻟﻌﻠﻢ.
ﻭﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻘﺪﺡ ﻓﻴﻪ -ﻭﻫﻮ ﻛﺜﻴﺮ- ﻳﺼﻔﻪ ﺑﻤﺜﺎﻟﺐ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺀ، ﻭﻫﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺑﻌﻠﻤﻬﻢ.
ﻭ"ﺍﻟﻌﺮْﺑﻲ" ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺻﻄﻠﺤﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﻟﻴﺲ ﻧﺴﺒﺎ؛ ﺑﻞ ﺇﻧﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺮﻭﻥ ﺍلأﺧﻴﺮﺓ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ -ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻏﻠﺒﻬﺎ ﺫﺍ ﻧﺴﺐ ﻋﺮﺑﻲ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻣﻦ ﺳﻼﻟﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ- ﺗﻐﻠﺒﺖ ﻭﺻﺎﺭﺕ ﺃﻣﺮﺍﺀ.
ﻓﻤﻦ ﺃﺭاﺩ ﺍﻣﺘﺪﺍﺣﻬﻢ، ﻳﺼﻔﻬﻢ ﺑﺎﻟﺠﻬﺎﺩ، ﻭﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ، ﻭﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺗﻘﻮﻳﺘﻪ.
ﻭﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺜﻠﺒﻬﻢ، ﻳﺼﻔﻬﻢ ﺑﻤﺜﺎﻟﺐ ﺃﻣﺮﺍﺀ ﺍﻟﺠﻮﺭ؛ ﻭﺍﻷﻣﻴﺮ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ ﻋﻴﻮﺑﻪ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺣﺘﻰ ﺇﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻧﻈﻢ ﻓﻲ ﺗﻜﻔﻴﺮ ﺑﻨﻲ ﺣﺴﺎﻥ. ﻭﻟﻴﺲ ﺫﻟﻚ ﺑﺘﻜﻔﻴﺮ ﺑﻞ ﻫﻲ ﻓﺘﻮﻯ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺄﻣﺮﺍﺀ ﺟﺎﺋﺮﻳﻦ ﻭﻻ ﻋﻼﻗﺔ لجورهم ﺑﻨﺴﺒﻬﻢ؛ ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﺜﺎﻟﺐ ﺍﻟﺰﻭﺍﻳﺎ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﻨﺴﺒﻬﻢ.
ﻛﺬﻟﻚ "ﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ" ﻣﺼﻄﻠﺢ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﻨﺴﺐ؛ ﺑﻞ ﻫﻲ ﺣﺮﻓﺔ ﺑﺎﻟﻘﻄﻊ، وﻫﻲ ﻣﻦ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﺤﺮﻑ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻤﻦ ﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪﻩ ﺇﻻ ﻣﻌﻴﺎﺭ ﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ؛ ﻷﻥ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻧﺒﻴﻪ ﺩﺍﻭﻭﺩ، ﻛﺎﻥ ﻳﺄﻛﻞ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ ﻳﺪﻩ، ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺣﻘﻪ: ﴿ﻭَﺃَﻟَﻨَّﺎ ﻟَﻪُ ﺍﻟْﺤَﺪِﻳﺪ﴾ ﻭﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺑﻤﻦ ﻓﻴﻬﻢ ﺧﻠﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺨﺘﺼﺮ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺻﺪﺭﻩ ﺑﻔﺮﻭﺽ ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﺔ ﻭﻋﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺤﺮﻑ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ. ﻭﻋﻠﻴﻪ فـ " ﺍﻣﻌﻠﻢ " ﻟﻴﺲ ﺑﻨﺴﺐ. ﻭﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﻣﻦ "ﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ" ﻧﺴﺒﻪ ﻟﻴﺲ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﺑﺎﻟﻘﻄﻊ. ﻭﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﻣﻦ "ﺇيگاﻭﻥ" ﻧﺴﺒﻪ ﻟﻴﺲ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﺑﺎﻟﻘﻄﻊ. ﻭﻛﺬﻟﻚ "ﻟﺤﺮﺍﻃﻴﻦ".
ﺇﺫﻥ، ﻟﻨﻘﺘﺪ ﺑﺎﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻏﻴﺮﻭﺍ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﻗﺼﻴﺮﺓ، ﻭﻧﺒﺬﻝ ﺟﻬﺪﺍ ﻣﺨﻠﺼﺎ ﺻﺎﺩﻗﺎ، ﻭﺳﻴﺆﺗﻲ ﺃﻛﻠﻪ، ﻭﺳﻴﺆﺛﺮ ﻛﻤﺎ ﺗﺆﺛﺮ ﻗﻄﺮﺍﺕ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺒﻞ. ﻭﻟﻨﻀﻊ ﻟﺒﻨﺔ ﺇﻥ ﻟﻢ ﻧﻘﻄﻒ ﺛﻤﺮﺗﻬﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﻘﻄﻔﻬﺎ ﺃﺟﻴﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻴﺐ؛ ﻟﻜﻦ ﻟﻨﺒﺪﺃ ﺗﺼﺤﻴﺢ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺨﻄﺈ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ❝.