كيف يغطي "الصحافيون" أخبار كورونا؟

28 أبريل, 2020 - 10:42

دأب الصحافيون على أن يكونوا في واجهة الأحداث على اختلافها، وفي أي مكان مهما كانت درجة الخطورة، بما في ذلك مناطق الحروب الدامية، فقط من أجل تأمين المعلومة الصحيحة. اليوم، وفي ظل انتشار وباء كورونا على مستوى العالم، وجد الصحافيون الميدانيون أنفسهم أمام تحدٍ جديد عنوانه: كيف يمكن التوفيق بين واجب المهنة دون التعرّض للإصابة التي لا يمكن التكهن بكيفية حدوثها؟

إضافة إلى ذلك، يفرض موضوع كورونا تحديات من نوع آخر، المعلومات الرسمية، دقة مطابقة التصريحات للواقع ولا ننسى الانتماء المؤسسي للصحفي، فالصحفي الحر المستقل يتفاعل مع الأخبار بطريقة تختلف عن صحفيي المواقع الحكومية.

"أنقل للمؤسسة تحركات الناس"

 

المختار بابا، مراسل القناة الموريتانية المكلف بتغطية الأحداث المتعلقة بفيروس كورونا، على المناطق الحدودية لبلاده مع الجزائر والمغرب والسنغال ومالي.

كان المختار بابا مكلفاً من قبل مؤسسته الحكومية برصد من يدخل، ومن يغادر البلاد عبر الحدود، ومراقبة الإجراءات الاحترازية التي تقوم بها الدولة، ما جعله يحتك مباشرة بالناس، سواء المواطنين الموريتانيين أو الجاليات الأخرى من دول الجوار.

هذا الحال وضع المختار بابا كصحافي ميداني أمام تحدٍ كبير وهو التواجد بين جمهور كبير دون معرفة ما إذا كان بينهم من يحمل الفيروس أو لا، لكن مسؤولية العمل وتحدي المهنة، كما يرى، يفرضان الدخول للنقاط الساخنة، "لرصد ما يدور في كواليس المعابر الحدودية بالصورة والصوت"، على حد تعبيره.

ويتفق المختار بابا مع فايزة في الثقة بتصريحات الحكومة، وتقدير تجاوبها معه في تغطية الأحداث، مستفيداً أيضاً من انتمائه لمؤسسة إعلامية رسمية في تأدية مهامه الصحفية.

بقول مختار بابا لرصيف22: "رغم أن بلادنا لم تسجل حالات كبيرة للمصابين بكورونا، إلا أنني في تغطيتي واجهت الكثير من الصعوبات لا سيما الطبيعية، نظراً لتواجدي في مناطق حدودية أتابع حملات الجيش والأمن ضد المتسربين بحراً أو براً، وهذه الأماكن شبه خالية، حيث لا منازل أو غرف للراحة ولا مطاعم أو مقاهي، كلها مغلقة، ما جعلنا نبيت في العراء في أكثر من مناسبة. ولم تتوقف أزمتنا عند هذا الحد، فالكهرباء والإنترنت المقطوعان لأوقات طويلة يجعلانا نضطر للتنقل لمسافات طويلة لأماكن تتوفر فيها شبكة الكهرباء والإنترنت، لنقوم بإرسال المادة الإعلامية لمؤسساتنا".

وكانت أخبار تناقلها نشطاء السوشال ميديا، عن موريتانيين مقيمين خارج البلاد، تدور حول تورّط حكومتهم في حملة تجارب للقاح كورونا، وقد أصدرت وزارة الصحة بياناً رسمياً نفت فيه المشاركة في هذه التجارب.

وتعد موريتانيا من ضمن الدول العربية الأقل تضرراً بفيروس كورونا حتى الآن، حيث سجلت 6 حالات إصابة، شفيت منها اثنتان، وتوفيت حالة واحدة، ومنذ  ما يقارب الأسبوع فرضت السلطات الموريتانية حظر التجول ليلاً، كما منعت التنقل بين المحافظات، بسبب فيروس كورونا المستجد.

رصيف 22: