لم تنته لحد الآن هزات زيارة محمد بن سلمان الأخيرة لموريتانيا، فقد اشتعل جدل أمس على مواقع التواصل إثر تغريدة انتقد فيها المفكر الإسلامي البارز الدكتور محمد مختار الشنقيطي قطعة شعرية تقرب بها الشيخ أحمد حبيب الرحمن مفتي موريتانيا للأمير الزائر.
وتحت عنوان “عمائم السوء”، كتب الشنقيطي وهو أستاذ الأخلاق السياسية وتاريخ الأديان بجامعة حمَد بن خليفة في قطر: “إمام مسجد السعودية في موريتانيا يمدح محمد بن سلمان بأبيات شعرية ركيكة، مثال بليغٌ على انتهاك أعراض الكلمات وامتهان كرامة القلم “.
واشتعل الجدل ساخنا إثر تداول هذه التغريدة بين من يعتبرون الشنقيطي متطاولا على سماحة الإمام الأكبر ومن يعتبرونه صادعا بكلمة حق؛ وكانت الصحافية منى الدي القيادية في حزب التكتل المعارض أول من علق مؤيدا للدكتور الشنقيطي حيث كتبت: “ولد حبيب الرحمن ليس أعلم من الشنقيطي بل حاز الشنقيطي كل المعارف التقليدية وكل العلوم الدينية وزادها بالتاريخ والفلسفة واللغات وأصبح مفكرا تحترمه الأمم الأخرى ويتهجم عليه كل من هب ودب من أبناء وطنه”.
وأضافت: “فكيف تحرمون لحم ولد حبيب الرحمن وتحلون لحم الشنقيطي أم أن العالم إذا تقوقع في العلوم الشرعية ولبس عمامة كبيرة أصبح عالما وأصبح لحمه مسموما وإذا حاز معارف عصرية مع العلوم الشرعية ولبس ربطة عنق وسترة عصرية انتفت عنه صفة العالم وأصبح لحمه حلالا زلالا”.
وزادت: “إذا امتدح الظالم اشتد غضب الله، وبن سلمان ظالم ومجرم ثم إن الحق يعرف بالحق ولا يعرف بالرجال والحق واضح هنا وعن نفسي أردد كلامه عز وجل “رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين”.
ودخل المدون احمد ولد محمد الأمين عجاج الجدل ليكتب: “رغم أن الشنقيطي لا يجامل فقد أساء هنا وقل أدبه، مع أن الأبيات كانت فعلا ركيكة، وليست في وقتها وزمانها الله يستر على الوطن وعلمائه ومثقفيه”.
وكتب المدون النشط محمد الأمين الإمام: “ما كان لعلماء موريتانيا ولا لغيرهم من العلماء أن يترددوا على موائد السلطان، ولا أن يفتوا تحت الطلب، ولا يقفوا مع الظالم حيث كان؛ فالعلماء ورثة الأنبياء يجب تقديرهم واحترامهم وهم فخر الأمة وتاجها وعليهم قول الحق لا يخافون في الله لومة لائم وهفواتهم لا تقارن بهفوات غيرهم فهم بالنسبة للأمة مثل الملح للطعام، ما كان للشنقيطي أن يتهجم على ولد حبيب الرحمن البتة، لكن للأسف علماء موريتانيا هم من تسببوا فيما يواجهونه من غرس للأظافر”.
وكانت القطعة الشعرية التي نظمها الإمام حبيب الرحمن ترحيبا بمحمد بن سلمان وسجلها بصوته ونشرها على “اليوتوب” قد أثارت انتقادات واسعة داخل عالم التدوين وخارجه، حيث اعتبرها الكثيرون غير لائقة بإمام يتولى أعلى منصب ديني في موريتانيا.
القدس العربي