في كرة القدم الأفريقية والعربية يوجد مراكز قوى معروفة لأي متابع مثل منتخبات شمال أفريقيا وإنجازاتها التي أصبحت واضحة سواء بسبب أفرادها المحترفين في الدوريات الأوروبية أو على مستوى إنجازات المنتخبات في البطولات القارية والعالمية مثل مصر والجزائر.
في كرة القدم الأفريقية والعربية يوجد مراكز قوى معروفة لأي متابع مثل منتخبات شمال أفريقيا وإنجازاتها التي أصبحت واضحة سواء بسبب أفرادها المحترفين في الدوريات الأوروبية أو على مستوى إنجازات المنتخبات في البطولات القارية والعالمية مثل مصر والجزائر.
لكن بعيداً عن الإنجازات التي تم ذكرها بالنسبة لكرة القدم العربية هناك تاريخ وإنجاز يحدث ببطء وبذكاء وباحترافية شديدة في موريتانيا بعيداً عن الضجة الإعلامية خلال الفترة الحالية فالأمر أشبه بثورة كروية حقيقية في بلد عربي يمتلك مواهب مميزة تريد توحيد صفوف الشعب المُسالم المنهك من الأوضاع السياسية المتوترة تحت راية كرة القدم.
منتخب موريتانيا يذهل الجميع بما يقدمه من مستوى مميز خلال أخر عام تحديداً في تصفيات كأس أمم أفريقيا 2017 والتي ستقام بالجابون وبالرغم من تواجده في مجموعة قاتلة بمعنى الكلمة مع منتخبات مميزة ولها باع في القارة مثل الكاميرون وجنوب أفريقيا بل وحتى جامبيا فالمنتخبات الثلاثة لهم نجوم محترفة ومستوى أقوى من موريتانيا في كرة القدم ولكن أبناء نواكشوط أبهروا العالم بمعنى الكلمة!.
في البداية قدم منتخب موريتانيا مباراة تاريخية ضد الكاميرون في العاصمة ياوندي وخسر في أخر دقيقة بهدف مهاجم بورتو فينسنت أبو بكر ولكن في ثاني مبارياته بنواكشوط ضد منتخب جنوب أفريقيا قدم أفضل 90 دقيقة بتاريخه الكروي وحقق الفوز بنتيجة 3-1 وبعدها حصد ثلاثة نقاط أخرى بفوز مهم وتاريخي على جامبيا بهدفين مقابل هدف ومؤخراً تعادل سلبياً مع جامبيا ليصل للنقطة السابعة في وصافة مجموعته وبفارق نقطة واحدة فقط عن الكاميرون المتصدر برصيد 8 نقاط .
سر نجاح المنتخب الموريتاني وتوهجه وتقديمه لكرة قدم مميزة يعود إلى المدرب الفرنسي كورينتين مارتينيز الذي كون مجموعة مميزة من اللاعبين المحترفين في أوروبا والمتواجدين في الدوري المحلي وفي الدوريات الأفريقية الكبرى واستبعاد العناصر التي لا تلعب من أجل تقديم شيء حقيقي للفريق وهذا هو ما جعل لمنتخب موريتانيا شخصية مميزة بالملعب وتنافس رائع بين اللاعبين في كل مباراة.
أهم عناصر المنتخب الموريتاني هو المهاجم مولاي أحمد خليل ” بسام ” المتألق مع نادي الرياضي القنسطيني الجزائري فهو يحتل صدارة هدافي المنتخب برصيد 3 أهداف ومطلوب في العديد من الأندية الخليجية بسبب مستواه المميز بجانب ببكر باجيلي صاحب اللمسات الفنية المميزة والبينيات الرائعة والأداء الثابت من النجوم المحترفة في أوروبا مثل حمزة ولد جوار مدافع نادي كان الفرنسي وديالو جديلي لاعب خط وسط نادي نانسي الفرنسي.
يتبقى لمنتخب موريتانيا مباراتين في غاية الصعوبة والأهمية فالأولى ضد متصدر المجموعة المنتخب الكاميروني في نواكشوط في شهر يونيو المُقبل والفوز خلالها يعني تصدر المقاتلين الخضر للمجموعة وصعود موريتانيا لكأس أمم أفريقيا بنسبة مؤكدة خاصة أن جنوب أفريقيا ستواجه جامبيا في العاصمة بانجول أي خارج قواعدها وفرص فوزها ليست مضمونة بينما المباراة الأخرى ستكون في جوهانسبرج ضد جنوب أفريقيا.
الثورة التي تحدث في موريتانيا على صعيد كرة القدم هى ثورة حميدة نتمنى أن تتوج يوماً ما ببطولة أو حتى تُشارك في بطولة قارية أو ربما عالمية لما لا فالمستحيل أصبح ” ليس موريتاني “.