متقاعدو التعليم في موريتانيا: رصيد وطني لا يجوز تجاهله _ سيدي محمد اخليفه

21 نوفمبر, 2025 - 22:03

يشكّل متقاعدو التعليم في موريتانيا كنزًا معرفيًا وخبرة إنسانية تراكمت عبر عقود من العمل الصادق في تربية الأجيال وصناعة العقول. هؤلاء الذين أمضوا زهرة أعمارهم في قاعات الدرس، هم الجنود المجهولون الذين غرسوا القيم، وعلّموا الحروف، وصنعوا الوعي، وكانوا أساس كل نهضة علمية وثقافية عرفها البلد.

ومع ذلك، فإن الواقع المعيشي والاجتماعي لمعظم متقاعدي التعليم لا يرقى إلى حجم ما قدموه، إذ يعانون من تدني المعاشات، وغياب برامج العناية الصحية الخاصة، ونظرة مجتمعية لا تُقدّر ما بذلوه. فكيف لمجتمع أن يبني مستقبله دون أن يُكرم بناة ماضيه؟

إن تكريم متقاعدي التعليم ليس مجرّد عرفان بالجميل، بل هو ضرورة تربوية ووطنية، لأن المنظومة التعليمية ما زالت بحاجة إلى خبراتهم، عبر التأطير والاستشارة والمرافقة.

لذلك، يُنتظر من الدولة والمجتمع:

رفع معاشاتهم بما يضمن لهم العيش الكريم.
إدماجهم في مراكز التكوين والاستشارة.
تخصيص برامج صحية واجتماعية تراعي سنّهم وظروفهم.
تعزيز صورتهم في الخطاب الإعلامي والتربوي.
إن ردّ الجميل لمن ربّى أجيال الوطن، هو أول درس في الوفاء والانتماء.