انطلقت اليوم الجمعة في جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا قمة منتدى التعاون الصيني الإفريقي، بحضور رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز إلى جانب الرئيس الصيني شي جي بينغ وعدد كبير من قادة القارة الإفريقية وعدد من المدعوين.
ويسعى الجانبان الصيني والإفريقي خلال هذا اللقاء، إلى تعزيز مكانتهما الاقتصادية في عالم أصبحت فيه الغلبة للتكتلات التجارية الكبيرة العابرة للقارات بحثا عن أسواق جديدة، في ظل تذبذب الوضع الاقتصادي ركودا وصعودا، والطموح الجامح للاستحواذ على الجزء الأكبر من التجارة البينية العالمية بين دول القارات الخمس.
ورحب الرئيس الجنوب افريقي جاكوب زوما في كلمته بضيوف بلاده الذي جاؤوا لتخليد مسيرة طويلة من التعاون الصيني الإفريقي الذي انعكس إيجابا على تنمية القارة برمتها.
وقال إن بلاده العضو في مجموعة العشرين لن تدخر جهدا من أجل تعزيز هذا التعاون خدمة للشراكة بين الجانبين بما ينعكس إيجابا على تطوير جهود التنمية في القارة الإفريقية.
وقدم الرئيس الصيني شي جي بينغ في خطابه أمام القمة حصيلة عن نتائج خمسة عشر سنة من إنشاء المنتدى الصيني الإفريقي مرسيا نموذجا يحتذى في التعاون جنوب جنوب.
وقال إن العلاقات الصينية الإفريقية تعيش أبهى أوقاتها، حيث يفتح الجانبان آفاقا جديدة لتعزيز التعاون المشترك وإرساء قواعد تنمية قوامها الصداقة والمصالح المشتركة.
من جهته قال الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي الرئيس الزيمباوي روبرت موغابي إن هذه القمة التي تجمع الشريكين في جوهانسبرج، تضاعف آمال الطرفين وقدرتهما على تشكيل قوة اقتصادية ضاربة تشكل بالفعل رقما لا يمكن تجاوزه، في ظل وجود إرادة سياسية راسخة منذ عقود مضت، استطاع خلالها كل طرف منهما تعميق عوامل الثقة وتبني سياسة اقتصادية بعيدة عن التجاذبات والإملاءات السياسية.
ويعود الحضور البارز في إفريقيا للصين، القوة الاقتصادية الأسرع نموا في العالم، إلى عقدين مضيا (أوائل التسعينات) وتم هذا الحضور تحت شعار "صداقة وشراكة بلا استغلال".
وتعتبر القارة الأفريقية من أكبر الأسواق الواعدة في العالم، معتمدة على مليار و100 مليون نسمة، ومساحة شاسعة تبلغ ثلاثين مليون كليو متر مربع، تشكل أقل من رُبع مساحة اليابسة من الكرة الأرضية (20%).. وتشكل بالنسبة للصين التي سوقا مفتوحة وميدانا يقل فيه منافسوها.
والقارة التي يبلغ نسبة نموها الاقتصادي سنويا حوالي 8ر5%، وهي نسبة تعتبر بمقاييس الاقتصاد العالمي مشجعة على الاستثمار، تمتلك ما يعادل 12% من الاحتياطي العالمي من البترول (124 مليار برميل)، إلى جانب 500 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي (10% من احتياطي الغاز في العالم).
وتحتل القارة عالميا الصدارة في إنتاج البلاتين باحتكارها حوالي 90% منه، ونصف احتياطي الذهب 50% و40% من إنتاج الأحجار الكريمة (الألماس) و30% من اليورانيوم و27% من إنتاج الكوبالت، إضافة إلى 9% من خام الحديد.
وتمتلك القارة ثروة سمكية كبيرة توفر فرص عمل لحوالي 10 ملايين مواطن إفريقي وتصل صادراتها إلى أكثر من 5ر2 مليار دولار سنويا.
وإضافة إلى مواردها الزراعية الهامة، تعتبر القارة من أهم موردي الخشب عالميا لتوفرها على غابات تمتد على مساحات شاسعة.
ميثاق/ وما