من غرفة التجارة والصناعة والزراعة دعا الوزير الأول يحيى ولد حدمين من خلال خطابه الافتتاحي للورشة المنظمة من طرف وزارتي التجارة والزراعة حول الطرق المثلى لتنافسية الأرز الموريتاني؛ إلى بذل الجهود المطلوبة لتوسيع القاعدة الاستهلاكية للأرز المحلي وتخفيض تكاليف الإنتاج.
وهذا نص الخطاب:
"بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم
السادة الوزراء
السادة ممثلي الشركاء في التنمية
السادة رؤساء الاتحاديات المهنية
أيتها السيدات أيها السادة
لقد ظلت بلادنا لعدة عقود خارج المنظومة الإنتاجية لمادتي الأرز والقمح على الرغم من كونهما من المواد الأكثر استهلاكا على المستوى العالمي عامة وفي بلادنا بصورة أخص.
إلا أن إرادة الحكومة القوية في تحقيق الأمن الغذائي، تنفيذا للتعليمات السامية لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز، قد اتَّجَهَت إلى توفير أسباب الاكتفاء الذاتي من هاتين المادتين على المديين القريب والمتوسط.
وهكذا شهدت الخمسية الأخيرة توسعا في المساحات المزروعة، مما شكل طفرة كبيرة في العرض واكبتها زيادة معتبرة في الاستثمارات.
وفضلا عن المجهود الجبار في مجال تطوير زراعة الأرز، مكَّنت الإصلاحات الجوهرية التي تم القيام بها في مجال التنويع الزراعي من إدخال القمح في المنظومة الزراعية والشروع في وضعِ برنامجٍ طموح للتوسع في إنتاجه.
أيتها السيدات أيها السادة
في الوقت الذي ننوه فيه بتضحيات مزارعينا الجسيمة، وبما تبذله صناعاتنا الناشئة من جهود محمودة لمواكَبَةِ المنتَج، فإننا لا يمكن إلا أن نلاحظ أن آليات التسويق لا تزال محدودة.
وفي هذا الصدد قامت الحكومة، سعيا منها إلى توسيع القاعدة الاستهلاكية للأرز المحلي، وبالتعاون مع الرابطة الوطنية للتجار، بضخ كميات هامة من هذا الْمنتج في السوق، لتمكين المستهلكين في مختلف أنحاء الوطن من اكتشافِ الخصائصِ المميزةِ التي يتمتع بها.
كما تم إطلاق برنامج لاستصدار المواصفات في مجال الأرز، لمساعدة المتعاملين والمستهلكين على إيجادِ تقييم موحدٍ لجودةِ منتجاتِنا وتذليل العوائق الفنية التي تمنعُ تسويقها.
أيتها السيدات والسادة،
إن الأيام التفكيرية التي نشرف اليوم على انطلاقها، ستسمح لكم بمناقشة الآليات الكفيلة بزيادة تنافسية منتجاتِنا من مادتي الأرز والقمح، وتبادل الآراء بشأن اهتماماتكم وتصوراتكم المختلفة، وصولا إلى صياغة وثيقة ستكون المرجعَ الأساسيَ لأي تفكيرٍ مستقبلي في هذا المجالِ.
واسمحوا لي أن أدعو من هذا المقام كل الفاعلين الاقتصاديين إلى العملِ على خفض تكاليف الإنتاجِ وترقيةِ التنافسية للرفع من قدرة مُنتَجاتِنا على الصمودِ في وجه المنتجات المُستوردَة.
كما أدعو من خلالكم مواطنينا إلى الإقبال على استهلاك المنتجاتِ الوطنيةِ، إسهاما في تطوير التنمية الزراعية، ودعما لقدراتنا التشغيلية، وتعزيزا لاستقلالنا الاقتصادي.
وفي الختام أعلن، على بركة الله، انطلاق أعمال الأيامِ التفكيرية حول تنافسيةِ شعبةِ الأرز وتطويرِ زراعةِ القمح في بلادنا.
والسلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته