
الغربة يا صديقي! احتراق بلا دُخان، قراءة بلا أبجديّة، وجع صارخ بلا سابق جراح. لذلك يستحيل على الغارق في مستنقع الغربة، أن يخترع من معاني الاشتياق عيدا سعيدا أو يُموسق سنفونية متناغمة، من قواميس الحنين. فلا يمكن للابتسامة الرنّانة أن تختزل ظلمات الأوجاع، لتشقّ طريقا إلى شفة الانسان المغترب. في صباح العيد يهشم الأنين أضلعنا نحن الضاربون في الأرض، ويُذكِّرنا الألم المتضاعف ليل نهار بما يُضيّعه منا مرور الزمان. الاغتراب يا عزيزي !