مونديال قطر والحقيقة المؤكدة..

14 ديسمبر, 2022 - 10:29

المظاهر المتتع د دة في مونديال كأس العالم في قطر و التي تظُهر و بوضوح وحدانية الشعب العربي من المحيط إلى الخليج، و إلتفافه حول قضيته المركزية فلسطين لم تفاجئنا نحن  أبناء الشعب العربي الواحد، و لكنها فاجئت كلاً من الأنظمة الرسمية العربية و دوائر القرار في العالم.  الأنظمة الرسمية العربية ترتكز في وجودها و استمرارية بقائها في السلطة على دعاية ممنهجة تبث ها باستمرار عبر  أجهزتها الإعلامية المتعددة ضد فكرة القومية العربية و ضد أي أمل بوطن عربي مو حد. و هذ ا متوق ع منها لأ ن وطن عربي واحد يعني زوالها. هذه الدعاية يرد  دها من هم في كنف النظم الرسمية و الدوائر الملتفة حولها و المستفيدون منها، و قد تنطلي على بعض أفراد من الشعب العربي بحسن ني ة و بدون تمحيص. و لذلك نري البعض منه م ينبري لمهاجمة القومية العربية و كأنها آفة من آفات العصر أو رجعية متخلفة، مع أ ن الوضع الجيوسياسي  للمنطقة العربية يثبت من الناحية الواقعية عدم إمكانية تحقيق الاستقرار فيها،  و بالتالى النهضة الشاملة و الدفاع عن مقدراتها و  صيانة حقوق و كرامة شعبها ، إلا  بوجود كيان مت حد )اتحاد فيدرالي كامل(. العالم العربي يجمعه تاريخ مشترك و لغة واحدة و قومية جامعة  ووحدة جغرافية متواصلة  و دين واحد )في معظمه(. و لذلك فإ  ن العرب أولى بأن يك و نوا وطنا موحداً م ن كثير من الإتحادات العالمية مث ل الهند و الصين و روسيا،  التي يتكون ك  ل منه ا من عشرات القوميات و الثقافات و الأديان و اللغات المختلفة و مع ذلك أوطان موحدة!  
 
دوائر القرار في العالم تفاجئت أيضاً و هي التي سعت وتسعى دائما لبث الفرقة بين ابناء الشعب العربي الواحد و وضعت الحدود المصطنعة منذ سنة 1916 عبر اتفاقية "سايكس-بيكو" و زرعت الكيان الصهيوني في قلب الأمة العربية لتفتيتها.  ذلك يرجع الى الحقائق التي تميز الأرض العربية كملتقى لثلاث قارات و كخازنة لثروات طبيعية متنوعة و كنقطة تقاط ع  للحضارات العالمية الرئيسية القديمة،  و كمنبع للأديان السماوية، ما جعلها  "بؤرة  كامنة لصراع الحضارات "!   فلا عج ب-  إذن-  أن يكون التآمر على المنطقة العربية بصورة أكثر تركيزا بسبب مميزاتها السابقة. و حي ث أ ن الوضع العربي الحالى  المفك ك لا يستطيع مواجهة التحديات المصيرية للأمة العربية، نجد القوى العالمية-التي تدرك ذلك جيد اً- تعمل كل جهدها لعرقلة ما يحلم به أبناء الشعب العربي بقيام إتحاد عربي على أسس ثابتة.  
 
المشروع العربي الذي لا يكف السياسيون العرب عن الحديث عنه و ضرورة وجوده لمواجهة التحديات المصيرية للأمة العربية لا يمكن أن يكون مشروعا  للأنظمة الرسمية، حيث ا ن كل ما أل م الوضع العربي من تفتت و إنحدار هي المسئولة عنه. و ستقودنا بال تأكيد إلى مزيد من الإنهيار و الضعف في المستقبل  .المشروع العربي يجب ان يتبناه الشعب العربي بطرق مبتكرة. و لهذا جاءت مبادرة   "الوطن العربي الإفتراضي "  ]1[  كإحدى المسارات الواقعية  لتجسيد الرغبة المل ح ة للشعب العرب ي في الإتحاد على أسس علمية و منهجية و كبدي ل لحالة الغياب العربي السائدة.  
 
المبادرة تمث ل مساراً عملياً مبن ي اً على مراحل للتنفيذ مع جدول زمن ي، و تستفيد من مميزات الفضاء الافتراضي لتوحيد العالم العربي على أُسسٍ علمية و  منهجية.  
مخاطب ةً الل بنة الأولى في الكيان العرب ي، و  هي الإنسا ن العربي نفسه، ترتكز المبادرة على أساسين رمزيي  ن )العلم و بطاقة الهوية( و على قاعدة دستورية )الدستور الافتراضي ( و على خمس برامج عملية، ثلاثة منها تتعامل مع الحاضر و اثنتان تحض  ر للمستقبل  .و  المبادرة  تستهدف القاعدة الصلبة التي تقف عليها أعمدة التفر ق و الإنقسام العربي و التي تتمث ل في أمرين أولهما غياب- أو تغيي ب- الوعي الكامل عند الإنسان العربي بالحقائق الجيوسياسية للوطن العربي، و ثانيهما الإحباط المتراكم عند المواطن العربي بسبب  فش ل  محاولات  سابقة  متسرعة للوحدة العربية حتى أصابه كثير من اليأس من امكانية تحقيقها!  
الهدف الأساسي التي تقوم عليه المبادرة،إذن، هي معالجة هذين الأمرين  -عبر مخاطبة العقل الجمعي العربي بواسطة   "برنامج الإقناع "  من خلال  كشف و بيان الحقائق الخاصة بالوضع العربي من ك ل الجوانب و بشكل علمي منهجي و ملموس، تثبت الحاجة البديهية و الملحة لوجود الكيان العربي المو ح د بشكل عقلاني. و كذلك إنتشال عقل الإنسان العربي من حالة الإحباط  عبر الدعوة-  و الح  ث-  الى التفكير، حيث أن مجرد بدء المرء في التفكير الجدي في مشكلة ما، هو أول الطريق الصحيح و الآمن للوصول الى التغيير الإيجابي. 
 
المبادرة تهتم ببناء الوطن العربي المو حد في عقول أبنائه أولاً، معتبرةً أن البناء في العقول يمثل أقوى و أكثر الأبنية ثباتا و استقراراً ، و بالتالي ستضعف تدريجيا القاعدة الصلبة التي تقف عليها أعمدة التفر ق و الإنقسام العربي، و ستصبح رخوة، و ما تلبث أن تبدأ هذة الأعمدة بالسقوط بصورة ذاتية! و ستنهار تدريجياً كل ركائز و شواهد الإنقسام العربي، و حينها سيتجه الشعب العربي بصورة طوعية و حضارية )هو من يقرر توقيتها و كيفي  تها( لتجسيد و تطبيق الإتحاد فعلياً على الأرض. 
و لا تنتم ي المبادرة لأي ات جاه أو حزب سياسي أو حركة  فكرية ما، و لا تسعى لذل ك ، بل تمث ل قاسماً مشتركاً بين مختلف التو جهات الفكرية و السياسية والأيديولوجية. وهي  خطة منهجية لا تمث  ل حركة ثورية، و ليس في منهجها الدعوة الى مسيرات شعبية أو أي عمل حركي، و لا تحتاج لذلك! لمزيد من التفاصيل، يرجى الإطلاع على منصة المبادرة:http://virtualarabwatan.com  
 
 
)تهنئة واجبة: ألف مبروك للمنتخب العربي المغربي  انجازه الرائع و تأهله لنصف نهائي كأس العالم -مبروك لكل الشعب العربي(  
 
  http://virtualarabwatan.com ]1[

 د. أنور محمد موسى-غزة-فلسطين

إضافة تعليق جديد