قال المحامي تقي الله ولد أيده، عضو فريق الدفاع عن الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز(63 عامًا)، إن موكله رفض الحديث للمحققين في إدارة الأمن.
وأوضح المحامي في تصريحات نقلتها عنه وسائل إعلام محلية، اليوم الثلاثاء، في نواكشوط أنه التقى اليوم بموكله، وأن ظروف اعتقاله لا تليق برئيس دولة حسب قوله.
وذكر أن الرئيس السابق قام بتذكير المحامين بأنه رئيس جمهورية سابق ويتمتع بحصانة لا تخول لهم قانونيا مساءلته وأنه يتمتع بحصانة ولا ينبغي استجوابه إلا من قبل محكمة العدل السامية وفي حالة الخيانة العظمى.
رفض للتعاون
ورفض الرئيس الموريتاني السابق محمد ولد عبد العزيز الإجابة على أسئلة المحققين، رغم مرور أربع وعشرين ساعة على وجوده في قبضة الأمن الموريتاني، وخاصة الأسئلة المتعلقة بـ «الملف الأمني»، وفق ما أكدت مصادر قريبة من التحقيق لـ «صحراء ميديا».
وقالت هذه المصادر إن ولد عبد العزيز عندما وصل إلى إدارة الأمن الوطني، مساء أمس الاثنين، احتج على استجوابه من طرف الشرطة، وقال إن ذلك من اختصاص محكمة العدل السامية وحدها، بصفته رئيساً سابقاً للجمهورية.
وبعد ساعتين من الأخذ والرد وافق الرئيس السابق على التعاون مع المحققين والإجابة على أسئلتهم، ولكنه عاد إلى الصمت بعد أن فتح المحققون معه ملفاً أمنياً حساساً، فأصر على أنه لن يتحدث إلا بحضور محاميه، وهو ما عرقل سير الاستجواب الليلة البارحة.
وأكدت المصادر أن المحققين سمحوا لاثنين من فريق الدفاع عن الرئيس السابق بلقائه، وبحضور التحقيق الابتدائي معه، ولكنه تمسك بموقفه الرافض للإجابة على أسئلة المحققين، وقال لهم إنه لن يتحدث ولن يرد على أسئلتهم حتى ولو جلبوا له كل المحامين في العالم.
وأمام إصرار الرئيس السابق على الصمت من المنتظر أن يلجأ المحققون إلى مواجهته بالأدلة التي بحوزتهم، سواء تلك المتعلقة بالجرائم الاقتصادية والمالية التي يشتبه في تورطه فيها، أو «الملف الأمني الحساس» الذي لم تتسرب عنه أي معلومات.
كما سيلجأ المحققون إلى مواجهة الرئيس السابق بمن وصفتهم المصادر بأنهم كانوا «شركاؤه» في الشبهات التي تلاحقه، وهم في أغلبهم وزراء ومسؤولون سابقون، بالإضافة إلى بعض المقربين منه والمحسوبين عليه، وفق تعبير مصدر قريب من التحقيق.
وخلال أربع وعشرين ساعة كاملة قضاها ولد عبد العزيز مع قطب مكافحة الجرائم الاقتصادية والمالية، أكدت المصادر أن إدارة الأمن الوطني سمحت لأفراد من عائلة الرئيس السابق بلقائه، وجلبوا له أدويته مع بعض الوجبات.
من جهة أخرى التقى وزير الخارجية الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد بعدد من السفراء الغربيين، وشرح لهم التطورات الأخيرة المتعلقة باستجواب الرئيس السابق، وأبلغهم بأن «موريتانيا اتخذت الإجراءات اللازمة لضمان الحقوق الكاملة للرئيس السابق بما فيها لقاء عائلته ومحاميه».
فيما أصدرت النيابة العامة بياناً أعلنت فيه أن إجراءات الاستدعاء والاستجواب تمت وفق القوانين المعمول بها مع ضمان جميع الحقوق التي يكفلها القانون للرئيس السابق وجميع المشمولين في الملف.
وأضافت النيابة أن «جميع الحقوق المقررة في القوانين للمشتبه بهم تم تمكينهم منها على قدم المساواة، ودون تمييز، بما فيها حق اللقاء مع المحامين في ظروف تكفل سرية اللقاء وتضمن حق الدفاع»، وفق نص البيان.
في غضون ذلك، تسربت اليوم الثلاثاء رسالة وجهها المحققون إلى البنوك الموريتانية تطلب أرقام وكشوف حسابات 76 شخصية موريتانية من المشمولين في التحقيق، أغلبهم وزراء سابقين وأفراداً من المحيط العائلي للرئيس السابق.
وأفادت مصادر عديدة أن العديد من الوزراء السابقين المشمولين في التحقيق تم استدعاءهم غداً للمثول أمام المحققين، في انتظار مواجهتهم المباشرة مع الرئيس السابق، في إطار التحقيق حول شبهات فساد أثارها تقرير صادر عن لجنة تحقيق برلمانية، أحيل إلى وزارة العدل التي أحالتها بدورها إلى النيابة العامة لفتح «تحقيق ابتدائي» حوله، وفق مقتضيات قانون محاربة الفساد المعتمد عام 2016.
وأغلقت وحدات من الشرطة الموريتانية، زوال اليوم الثلاثاء، الشوارع المؤدية إلى منزل الرئيس السابق، وذلك بعد تجمهر مجموعة من أنصار وأقارب الرئيس السابق، مطالبين بالإفراج الفوري عنه.
ونشر نجل الرئيس السابق بدر ولد عبد العزيز، عبر الفيسبوك منشوراً يدعو فيه من وصفهم بأنهم «مناصرينا وأصدقائنا» إلى البقاء في منازلهم واحترام الدولة والنظام والقانون.
كما طلب نجل الرئيس السابق من الأمن «إخلاء الشوارع المحيطة بمنزلنا من المتجمهرين»، مشيراً إلى وجود «مندسين» من أجل «الشيطنة والتحريض»، على حد وصفه.