
الكتاﺏ ﺍﻟﻤﻤﻨﻮﻉ ﻟﻴﻮﺳﻒ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﻋﻦ “اﻟﺴﺎﺩﺍﺕ ” ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺸﺮﻩ ﺍﻟﻘﺬﺍﻓﻲ ﻧﻜﺎﻳﺔ ﻓﻴﻪ: ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺳﺘﻘﺎﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻛﺎﻣﻞ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻋﺸﻴﺔ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﻋﻠﻰ “ﻛﺎﻣﺐ ﺩﻳﻔﻴﺪ” ﻭﻗﺎﻝ ﺇﻥ “ﺍﻻﺳﺘﺮﺑﺘﻴﺰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ” ﺑﺪﺃ ﺑﺎﻟﻘﺪﺱ ﻭﺯﻳﺎﺭﺗﻬﺎ.. ﺍﻷﺩﻳﺐ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ: ﺍﻟﺴﺎﺩﺍﺕ ﻟﻢ ﻳﻨﺎﺩ ﺃﺣﺪﺍ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺇﻻ ﻣﻌﻠﻤﻪ “كيسنجر” ﻭﺳﻤﻰ ﺭﺟﻼ ﻭﻃﻨﻴﺎ ﻣﺴﻠﻤﺎ ﻓﺎﺿﻼ ﻛﻌﻤﺮ التلمساني "الكلب"!
ﺑﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ ﻗﻼﺋﻞ ﻭﺗﺤﺪﻳﺪﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ﺍﻟﻤﻘﺒﻞ، ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﻴﻼﺩ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺴﺎﺩﺍﺕ ﻣﺎﺋﺔ ﻋﺎﻡ ﺑﺎﻟﺘﻤﺎﻡ، ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺃ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﺀ ﺑﻪ ﻛﺒﻄﻞ ﻟﻠﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ .
ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﻣﻜﺮﻡ ﻣﺤﻤﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﻛﺘﺐ ﻣﻘﺎﻻ ﻓﻲ ﺍﻷﻫﺮﺍﻡ ﻣﻨﺬ ﺃﻳﺎﻡ ﻗﻼﺋﻞ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ ”اﻟﺴﺎﺩﺍﺕ ﺣﺪﻭﺗﺔ ﻣﺼﺮﻳﺔ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﻣﺎﺋﺔ ﻋﺎﻡ” ﻛﺎﻝ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﺪﻳﺢ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﻭﺍﺻﻔﺎ ﺇﻳﺎﻩ ﺑﺎﻟﻌﺒﻘﺮﻱ!
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺣﻖ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻣﻜﺮﻡ ﻣﺤﻤﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﻣﺤﺒﻲ ﺍﻟﺴﺎﺩﺍﺕ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻟﻮﺍ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﺅﻭﻥ، ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﺣﻖ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻓﻮﺍ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻜﻮﺕ ﻋﻨﻬﺎ ﺳﻮﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺃﻭ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺮﺅﺳﺎﺀ.
ﻭﻷﻥ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻋﺒﺮﺓ ﻭﻋﻈﺔ، ﻭﻣﻦ ﻭﻋﺎﻩ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻩ ﻓﻘﺪ ﺃﺿﺎﻑ ﺃﻋﻤﺎﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﺮﻩ، ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ، ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻘﺪﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﻋﺮﺿﺎ ﻟﻠﻤﻘﺎﻻﺕ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﺍﻷﺩﻳﺐ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ ﻳﻮﺳﻒ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﺇﺑﺎﻥ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﻴﺎﺕ، ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﻧﺸﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ، ﻓﻨﺸﺮﺕ ﺧﺎﺭﺟﻬﺎ ”ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺻﺤﻒ ﺍﻟﻜﻮﻳﺖ“، ﻭﻧﺸﺮﺗﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺫلك –ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ– ﺍﻟﻤﻨﺸﺄﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻨﺸﺮ ﻭﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ ﻭﺍلإﻋﻼﻥ ﺑﻄﺮﺍﺑﻠﺲ ﻓﻲ اﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺔ ﻋﺎﻡ 1984 ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ ”البحث ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺎﺩﺍﺕ”.
ﻳﻘﻮﻝ ﻳﻮﺳﻒ ﺇﺩﺭﻳﺲ: “اﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﻳﻮﻧﻴﻮ ﻋﺎﻡ 1982 ﺣﻴﻦ ﺍﺟﺘﺎﺣﺖ ﺟﻴﻮﺵ إﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺗﻀﺮﺏ ﻭﺗﺬبح ﻭﺗﻨﻜﻞ ﻭﺗﺤﺮﻕ ﻭﺗﻨﺴﻒ ﻭﺗﻘﺘﻞ ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻴﻦ، ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﺸﻴﻮﺥ، ﻭﻳﺘﻮﺝ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻤﺬاﺑﺢ ﺻﺒﺮﺍ ﻭﺷﺎﺗﻴﻼ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ.
ﻛﺎﻥ ﻏﺰﻭ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻧﻘﻄﺔ ﺗﺤﻮﻝ ﻛﺒﺮﻯ ﻓﻲ ﺗﻔﻜﻴﺮﻱ.. ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﺙ ﻣﻦ ﻛﺎﻣﺐ ﺩﻳﻔﻴﺪ ﻛﺎﻥ ﻗﺎﺻﺮﺍ إﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻋﺰﻝ ﻣﺼﺮ ﻋﻦ ﺷﻘﻴﻘﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺎﺕ، ﻭﺭﺑﻂ ﻣﺼﺮ ﺭﺑﻄﺎ ﻣﺤﻜﻤﺎ ﺑﺎﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺍﻻﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺑﺘﺤﻴﻴﺪ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﺃﻫﻢ ﺩﻭﻟﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﺼﺪﻱ ﻟﻸﻃﻤﺎﻉ ﺍﻻﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻻﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ”.
ﻭﺗﺎﺑﻊ ﺇﺩﺭﻳﺲ: “ﻭﻟﻜﻦ ﻏﺰﻭ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺃﻛﺪ ﻟﻲ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺄﻥ ﻛﺎﻣﺐ ﺩﻳﻔﻴﺪ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ إﻻ ﻣﺠﺮﺩ ﺧﻄﻮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ.. ﺃﻭ ﺑﺎأﺻﺢ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻗﺎﺩﻣﺔ ﻫﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻻﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻐﺎﺷﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ، ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺑﺔ ﻭﺍﻟﻤﺪﻋﻮﻣﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﻨﻮﺩﺓ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ”.
ﻭﺗﺎﺑﻊ: “ﻭﺣﻴﻦ ﺗﺴﺮﺏ ﺧﺒﺮ ﻛﺘﺎﺑﺘﻲ ﻟﻠﻤﻘﺎﻻﺕ ﻓﻲ ﺣﻮﺍﻟﻲ ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ 1983 إلى ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﺪ ﺍﻟﻜﻮﻳﺘﻴﺔ ﺗﻠﻘﻴﺖ ﻋﺮﺿﺎ ﻣﻦ ﺟﺮﻳﺪﺓ ﺍﻟﻘﺒﺲ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻣﺪﻳﺮ ﻣﻜﺘﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻟﻨﺸﺮ ﺍﻟﻤﻘﺎﻻﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺮﻳﺪﺓ ﻭﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ ﻧﺸﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭﻭﺍﻓﻘﺖ.. ﻓﻤﺴﺄﻟﺔ ﻧﺸﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻛﺎﻧﺖ ﻏﻴﺮ ﻭﺍﺭﺩﺓ ﺑﺎﻟﻤﺮﺓ، ﻷﺳﺒﺎﺏ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ، ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻫﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺭﺃﻳﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺤﺎﺻﺮﺍ، ﺑﺤﻴﺚ ﺇﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﺟﺪﺍ ﻣﻤﺎ ﻳﻬﻢ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻴﻪ ﻻ ﻳﻨﺸﺮ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﻨﺸﺮ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﺪ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪﺭ ﻓﻲ ﻟﻨﺪﻥ ﻭﺑﻴﺮﻭﺕ ﻭﺑﺎﺭﻳﺲ”.
ﻭﺗﺎﺑﻊ ﺇﺩﺭﻳﺲ: “ﻭﺣﻴﻦ ﻗﺮﺃﺕ ﻣﺬﻛﺮﺍﺕ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻛﺎﻣﻞ” ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ الذي ﺍﺳﺘﻘﺎﻝ ﻋﺸﻴﺔ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻛﺎﻣﺐ ﺩﻳﻔﻴﺪ” ﻭﺟﺪﺕ ﺃﻥ ﻣﺼﺮ ﻗﺪ ﺃﺿﻴﺮﺕ ﺿﺮﺭﺍ ﻫﺎﺋﻼ ﺑﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺑﺎﺗﻔﺎﻗﻴﺎﺕ ﻛﺎﻣﺐ ﺩﻳﻔﻴﺪ.“
ﻭﺍﺧﺘﺘﻢ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻪ ﻗﺎﺋﻼ: ”ﺃﺗﻘﺪﻡ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﻻﺕ إﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﺍﻟﻤﺪﻋﻲ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻛﻲ ﻣﻄﺎﻟﺒﺎ ﺑﺎﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﻌﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﻛﺘﺒﺘﻬﺎ ﻭﺷﺎﻛﻴﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻛﻞ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ ﻭﺍلإﻋﻼﻣﻴﺔ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺭﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻟﻺﻫﺎﻧﺔ ﺍﻟﻌﻠﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺟﻬﺖ ﻟﻲ ﺩﻭﻥ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺃﻭ ﻣﺴﺘﻨﺪ..
ﻭﺃﻧﺎ ﺭﺍﺽ ﺑﺤﻜﻢ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﺍﻟﻌﺎﺩﻝ ﻭﺭﺍﺽ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﺑﺤﻜﻢ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﻓﺒﻌﺪ ﺭﺿﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ﻟﻴﺲ ﺃﺟﻤﻞ ﻣﻦ ﺭﺿﺎﺀ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ”.
ﻛﺎﻣﺐ ﺩﻳﻔﻴﺪ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻧﻬﺎﻳﺔ
ﻳﻘﻮﻝ ﻳﻮﺳﻒ ﺇﺩﺭﻳﺲ: ﺑﺘﺼﻮﻳﺮ ﻭﺗﺼﻮﺭ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻛﺎﻣﻞ ﺃﻥ ﺍﻻﺳﺘﺮﺑﺘﻴﺰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺑﺪﺃ ﺑﺎﻟﻘﺪﺱ ﻭﺯﻳﺎﺭﺗﻬﺎ، ﻭﺑﺘﺼﻮﻳﺮ ﻭﺗﺼﻮﺭ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻫﻴﻜﻞ ﺃﻧﻪ ﺑﺪﺃ ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮﺍﺕ 18 ﻭ 19 ”ﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺍﻟﺤﺮﺍﻣﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﺴﻤﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﺮﺍﻣﻴﺔ ﻭﺍﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻛﻤﺎ ﻳﺴﻤﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﻌﺐ.”
ﻳﻘﻮﻝ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺎﺩﺍﺕ: “ﻟﻢ ﻳﻨﺎﺩ ﺃﺣﺪﺍ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺇﻻ ﻣﻌﻠﻤﻪ ﻛﻴﺴﻨﺠﺮ، ﻭﻳﺴﻤﻲ ﺭﺟلا ﻭﻃﻨيا ﻣﺴﻠما ﻓﺎﺿلا ﻛﻌﻤﺮ ﺍﻟﺘﻠﻤﺴﺎﻧﻲ ﺑﺎﻟﻜﻠﺐ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺴﻤﻲ ﺍﻟﻤﺠﺮﻡ ﺑﻴﺠﻦ ﺑﺄﺧﻴﻪ ﻭﺻﺪﻳﻘﻪ ﺍﻟﻮﻓﻲ.. ﻭﻗﺪ ﺣﺎﺳﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺴﺎﺩﺍﺕ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ.”
ﻭﺍﻋﺘﺒﺮ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﺃﻥ ﺃﺑﺸﻊ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺍﺭﺗﻜﺒﺖ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺷﻌﺒﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﺗﺎﺭﻳﺨﻪ هي ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺗﺠﺮﻳﺪﻩ ﻣﻦ ﺛﻮﺭﺗﻪ ﻭﺣﻘﻮﻗﻪ ﻭﺍﺷﺘﺮﺍﻛﻴﺘﻪ ﻭﺳﻼﺣﻪ ﻭﺃﺷﻘﺎﺋﻪ ﻭﺗﺎﺭﻳﺨﻪ، ﻭﺗﺮﻛﻪ ﻋﺮﻳﺎﻧﺎ ﻳﺮﺗﺠﻒ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺬﺋﺎﺏ.
ﻭﺍﺧﺘﺘﻢ ﺇﺩﺭﻳﺲ ﻗﺎﺋﻼ: “ﻟﻦ ﻳﻨﺠﺪﻧﺎ ﺃﺣﺪ ﻓﻲ ﻫﺬ ﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﺨﻴﻒ ﺇﻻ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ ﻛﻌﺮﺏ، ﻓﻨﺤﻦ ﻏﺮﻳﻖ ﻳﺴﺘﻐﻴﺚ ﺑﻐﺮﻳﻖ، ﻓﻬﻞ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻏﺮﻳﻖ ﺃﻥ ﻳﻨﺠﺪ ﻏﺮﻳﻘﺎ؟
ﻧﻌﻢ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻭﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻪ ﺗﺒﺪﺃ ﺑﺄﻥ ﻳﺪﺭﻙ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﻗﻔﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺘﺼﻮﺭ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﺸﺎﻃﺊ، ﺃﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻵﺧﺮ ﻏﺮﻳﻖ ﻳﻐﺮﻕ ..
ﻟﻮ ﺃﺩﺭﻛﻨﺎ ﺃﻧﻨﺎ ﻛﻠﻨﺎ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ، ﻛﻠﻨﺎ ﻏﺮﻗﻰ ﻭﻧﻐﺮﻕ، ﺃﻭ ﺣﺘﻤﺎ ﺳﻨﻐﺮﻕ، ﺇﺫﺍ ﺑﻘﻴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺎﻝ، ﺭﺑﻤﺎ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ؛ ﺃﻗﻮﻝ ﺭﺑﻤﺎ ﻟﻮ ﺃﺩﺭﻛﻨﺎ ﻫﺬﺍ؛ لأﻣﻜﻨﻨﺎ ﻟﻮ ﺗﺸﺎﺑﻜﺖ ﺃﻳﺪﻳﻨﺎ ﻣﺠﺮﺩ ﺗﺘﺸﺎﺑﻚ ﺃﻳﺪﻳﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺼﻨﻊ ﺑﺄﺟﺴﺎﺩﻧﺎ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻛﺘﻠﺔ ﺗﻄﻔﻮ، ﻭﺣﺘﻤﺎ ﺗﻄﻔﻮ ﺇﺫﺍ ﺗﺸﺎﺑﻜﺖ، ﻓﺴﻴﻌﻤﻞ ﺣﻴﻨﺬﺍﻙ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻟﻴﺲ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ﻭﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍلأﻋﻮﺝ
ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻝ: ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺒﺮ ﺍﻟﺤﺠﻢ ﺯﺍﺩﺕ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﻔﻮ، ﻓﻠﻨﻜﺒﺮ ﺣﺠﻤﺎ ﻟﻨﻌﻴﺶ، ﻓﻠﻨﺘﺸﺎﺑﻚ ﻟﻨﻜﺒﺮ ﺣﺠﻤﺎ، ﻓﻠﻨﻜﻒ ﺃﻥ ﻧﺴﺘﻐﻴﺚ، ﻓﺎﻟﻤﻐﻴﺚ ﻫﻮ ﻧﺤﻦ ﺃﻳﻀﺎ، ﻳﺎ ﻣﻐﻴﺚ ﺃﻏﺜﻨﺎ ”.
لمطالعة أصل الموضوع وفي مصدره اضغط على الرابط:
https://www.raialyoum.com/index.php/الكتاب-الممنوع-ليوسف-إدريس-عن-السادات/