بيروت ـ (أ ف ب) – يثير شريط فيديو يتم تداوله على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي غضباً، لا سيما بين الأكراد، إذ يظهر مسلحين يمثلون بجثة امرأة قال مسؤولون أكراد إنها المقاتلة الكردية بارين كوباني.
واتهم المرصد السوري لحقوق الانسان وقياديون أكراد مقاتلي الفصائل المشاركة في الهجوم التركي على منطقة عفرين في شمال سوريا بالعملية وتصوير الفيلم الذي نشره المرصد الخميس.
ويظهر في المقطع الأول من الفيديو نحو عشرة مقاتلين بعضهم مسلح حول جثة مقاتلة ممددة على الأرض، مرتدية بنطالاً أزرق وجعبة عسكرية، ويقول أحدهم إنها من “الغنائم”.
ويطلق المقاتلون صيحات التكبير حولها فيما يدوس اثنان منهم على الأقل على صدرها.
في المقطع الثاني، تظهر المقاتلة بعد تجريدها في الجزء الأعلى من جسدها من ملابسها بالكامل وتشويه جثتها، الى جانب غصن من الزيتون.
ويُسمع أحد المقاتلين وهو ينوه بجمالها قبل أن يهم أحدهم بوضع قدمه على صدرها المشوه، ويسمع في الخلفية صوت أحدهم يدعوهم الى التوقف عن فعل ذلك.
وندد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن بما اعتبره “وحشية لا مثيل لها”.
وفي تعليق نشره على حسابه على موقع فيسبوك، قال المتحدث باسم قوات سوريا الديموقراطية مصطفى بالي “بارين كوباني.. تذكروا هذا الاسم”، مضيفا “تخيلوا وحشية وهمجية هؤلاء الغزاة مع جثث فتياتنا، فكيف سيكون تصرفهم معنا فيما لو وقعنا أحياء في قبضته؟”.
وتابع “هذا الكم الهائل من الحقد والوحشية يضعنا أمام خيار واحد لا نتزحزح عنه هو الاستمرار في المقاومة”.
وكتب صحافي كردي على حسابه على موقع “فيسبوك” الجمعة “نقول: صباح الخير بارين كوباني، ولا تقلقي أبداً سوف نثأر لروحك حتماً”.
ونشرت مجموعات القوات الكردية وقوات سوريا الديموقراطية المخصصة للتواصل مع وسائل الاعلام على تطبيق واتساب مقاطع الفيديو. وقالت إنها تعود لبارين كوباني، “الشهيدة التي تم التمثيل بجثتها من قبل الإرهابيين المتحالفين مع الدولة التركية العضوة في حلف الناتو” (حلف شمال الاطلسي).
ووصفت الإدارة الذاتية لإقليم الجزيرة (الحسكة) في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه منفذي العملية بـ”سفاحي داعش والنصرة المنضوين تحت القيادة التركية”، وبـ”الفاشيين المتوحشين”.
وحملت “الحكومة التركية مسؤولية العمل الشنيع″ الذي “لا يمكن لبشر تصور بشاعته”.
وقال عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن “مقاتلاً من الفصائل السورية المشاركة مع القوات التركية في عملية غصن الزيتون أرسل الفيديو للمرصد”.
ونقل عبد الرحمن عن المقاتل بأنه تم “تصوير الجثة والتمثيل بها الثلاثاء بعد العثور عليها في قرية قرنة في ناحية بلبلة في منطقة عفرين” حيث تدور منذ مطلع الأسبوع معارك عنيفة بين قوات عملية “غصن الزيتون” والوحدات الكردية.
وتداول ناشطون صوراً للمقاتلة تظهر فيها بزيها العسكري مبتسمة الى جانب صورة تظهر التمثيل بجثتها.
وتعد وحدات حماية المرأة التي قاتلت بارين في صفوفها شريكاً رئيسياً لوحدات حماية الشعب في القتال على الجبهات، لا سيما في مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا.