أعاد مراسيم زواجه حسب التقاليد الموريتانية في الزي والرقص
نواكشوط ـ «القدس العربي» ـ عبد الله مولود: حزن كبير جدا ذاك الذي ينتاب حاليا أندريه لاري سفير الولايات المتحدة في نواكشوط المغرم بموريتانيا بعد أن علم بتحويله عن بلد أحب كل شيء فيه.
ومن شدة تعلقه بموريتانيا ختم السفير مقامه فيها بقرار غريب هو إعادة تنظيم حفل زواجه الذي مضت عليه عقود عدة، على الطريقة الموريتانية.
وهكذا ألزم زوجته أن تسلم شعر رأسها لمصففة موريتانية تقليدية وهو ما تم بالفعل، حيث أصلحت المصففة شعر السيدة السفيرة وحلته رأسها بعقود من الخرز الثمين وبعصائب مذهبة (الصورة).
ولبست زوجة السفير ملحفة العروس الموريتانية وهي من قماش «النيلة» المصبوغ بالسواد، وتعطرت بعطور بدوية أصيلة قبل أن تزف للسفير في حفلة حضرها أصدقاؤه.
وخلال الحفل وطبقا لعادات الزواج الموريتانية، حمل السفير زوجته الخمسينية أمام المدعوين وتحت الزغاريد الصحراوية الحارة وفي خضم إيقاع الموسيقى وتصفيقات الحاضرين.
بهذا الزواج المعاد استكمل السفير لاري آخر أمانيه في موريتانيا التي انحشر منذ يوم وصوله الأول إليها، في عمق قضاياها ومشاكلها.
وسبق لرواد شبكة التواصل أن انشغلوا قبل هذا بصور للسفير لاري وهو فيها يغسل الصحون ويوزع وجبات على الفقراء.
لم تفت هذه الصرعة الجديدة من صرعات السفير على المغردين والمدونين الذين اتخذوها مادة للسخرية والاستغراب، فهذا السفير، حسب المغردين، غير واضح وله مآرب في هذه التصرفات تستحق المتابعة والاستكناه.
وعلق المدون محمد الأمين قائلا «هذا الذي يغسل الصحون ويوزع بنفسه الإفطار ليس وزير التوجيه الإسلامي في الجمهورية الإسلامية الموريتانية، ولا هو رئيس رابطة علماء موريتانيا، ولا هو رئيس هيئة الفتوى والمظالم، ولا برئيس المجلس الإسلامي الأعلى، إنه ليس أحد أولئك، بل إنه سفير أمريكا في بلادنا، إنه المدعو لاري اندريه، والذي من المؤكد أنه لم يفعل هذا لوجه الله، ولا من أجل موريتانيا، وإنما فعله ليتغلغل أكثر في هذا البلد الطيب، وذلك حتى يسهل عليه تنفيذ ما يخطط له».
وتمثل المدون الحسن لحبيب ببيت قديم من الشعر مفاده أن السفير يفعل ما يشاء فالجو خال له: «خلا لك الجو فبيضي واصفري ** ونقري ما شئت أن تنقري».
وتساءل عبد الله ولد مناه قائلا «أنا لا أفهم لماذا تتغاضى الحكومة الموريتانية عن ممارسات هذا الدجال الأمريكي؟».
وأعاد أحمدو محمدو للأذهان أدوارا سابقة لعبها السفير لاري في السودان فعلق يقول «كل هذا قام به في السودان عندما كان سفيرا هناك، لكنه في الأخير فعل فعلته».
وكان لاري أزعج الكثيرين أحزابا ومنظمات مجتمعية منذ بدأ عمله أواخر العام المنصرم بأنشطة مكثفة مريبة بدأت بأكل اللحم المشوي في المطاعم الشعبية، مرورا بلبس الزي الموريتاني من الفضفاضة «الدراعة» للثام، وانتهت بدس الأنف في أخطر ملف حقوقي في موريتانيا هو ملف الرق.
ومن ضمن نشاطاته الملفتة، تناوله وجبات في مطعم لا يرضى الموريتاني المتوسط دخوله، ومنها غسله الصحون في أحد أحياء نواكشوط أثناء الإعداد لإفطار نظمه للفقراء.
وسجل الشيخ بكاي «زيارة للسفير الأمريكي لعدد من مدن الداخل التي يحجم الموريتانيون عن زيارتها الآن حتى يعتدل الجو. ماذا يريد السفير…؟».
وتحدث المدونون ضمن استعراضهم لنشاطات السفير الأمريكي الملفت استقبالات خصصت له في أرياف موريتانيا ومدنها الداخلية بالطبول والطلقات النارية المرحبة، واعتبروها «جولات تثير الكثير من الاستغراب».
وكان السفير قد أجاب صحافياً سأله عن الهدف من جولاته قائلاً: «أنا سفير في كل موريتانيا لا في نواكشوط وحدها».
ودون الصحافي بكاي عن السفير قائلاً «جال على كل الولايات، عقد اجتماعات مع مسؤولي الإدارة ورؤساء المصالح. التقى المواطنين. استقبل بالزغاريد والطلق الناري الترحيبي. ولا أدري بم قام أيضاً من الأمور المستورة. يحيرني السفير الأمريكي في نواكشوط وأستغرب موقف السلطات من أنشطته «المستفزة».
وتحدث عن قيام السفير لاري بلعب دور ابن الحارة في حيه بالعاصمة الموريتانية، حيث عقد ابن الحارة اجتماعاً مع جيران السفارة الأمريكية التي تبنيها أمريكا بمواصفات أمنية متطورة. السفير أكد للجيران أن السفارة ستجلب لهم الخير، وقال «عاصرت ستة من حكام موريتانيا ولم يحدث أن اختلط سفير غربي ولا عربي بالموريتانيين إلى هذه الدرجة حتى السفير العراقي السابق الرفيعي لم يجرؤ على هذا المستوى من التدخل».
واختصر المدون أحمد فال تخوف الموريتانيين من أنشطة السفير قائلاً «يجب على ولد عبد العزيز أن يغمز السفير ويفهمه أن العمل الدبلوماسي ليس شرطاً فيه أكل المشوي بالأحياء الشعبية، ولا إقامة الإفطارات الجماعية ولا الاحتفال بليلة القدر».