تطاوين – تونس – ا ف ب – (د ب أ) – حذرت السلطات التونسية من امكانية تدهور الوضع في منطقة تطاوين الجنوبية حيث لقي متظاهر حتفه الاثنين خلال اعتصام تطور الى مواجهات مع قوات الامن.
وأفاد مراسل وكالة فرانس برس عن عدم تسجيل اي حادث بارز في تطاوين (500 كلم جنوبي العاصمة)، وكذلك في الكامور التي تبعد عنها حوالى 100 كلم ويعتصم سكانها منذ أشهر فيعرقلون حركة سير الشاحنات نحو حقول النفط والغاز في تطاوين للمطالبة بتقاسم أفضل للثروات وتوظيف اعداد من العاطلين عن العمل في حقول النفط في المنطقة.
والاثنين لقي متظاهر حتفه بعدما صدمته سيارة تابعة للحرس الوطني (الدرك) عن طريق “الخطأ” في الكامور، بحسب السلطات. إثر ذلك، تجمع سكان امام مقر ولاية تطاوين تضامنا مع حركة الاحتجاج في الكامور في تحرك سرعان ما اثار أعمال عنف تخللها احراق مراكز شرطة ودرك واصيب حوالى 20 عنصرا امنيا في المواجهات بحسب السلطات.
مساء الاثنين أكد المتحدث باسم الحرس الوطني خليفة الشيباني عبر اذاعة موزاييك الخاصة “وجود تحريض على شبكات التواصل الاجتماعي من اجل تأجيج الأوضاع و العصيان المدني في البلاد”
أضاف الشيباني ان “الارهاب و التهريب هما المستفيدان الأساسيان من حالة الفراغ”.
وكان وزير التشغيل عماد الحمامي المكلف التفاوض في ملف تطاوين اتهم “مرشحين للرئاسة وأحزاب مفلسة”، من دون تسمية احد، بالوقوف وراء هذه الاحداث.
وفيما دعا الى التهدئة والحوار أتهم الحمامي مجموعة صغيرة من المتظاهرين بالعمل على احراق المدينة، مضيفا “عندما يكون وراء الاحتجاجات أجندة سياسية أومصالح متضاربة.. فان التنافس السياسي سيحسم الأولى والقضاء هو الفيصل في الثانية”، مؤكدا على ضرورة حماية مواقع الإنتاج ومنع إيقافها ومتوعدا “كل من يتجاوز القانون سيدخل تحت طائلة القضاء”.
اما والي تطاوين محمد علي برهومي فتحدث عن “مؤامرة خطيرة” من دون الخوض في التفاصيل.
وتفاقم التوتر في نهاية الاسبوع في منطقة الكامور حيث يعتصم السكان قرب محطة لضخ النفط. وامام هذا التحرك الذي قطع طرقات نقل الغاز والنفط في تطاوين كلف الرئيس الباجي قائد السبسي الجيش في العاشر من أيار/مايو حماية حقول النفط والغاز ومناجم الفوسفات من أي تحركات احتجاجية قد تعطل انتاجها.
وتواجه حكومة الوحدة برئاسة يوسف الشاهد منذ تولي مهامها قبل أقل من عام موجة استياء اجتماعي متفاقمة خصوصا في مناطق الداخل.
وشهدت تونس أكبر موجة احتجاجات اجتماعية في كانون الثاني/يناير 2016 بعد ثورة 2011 التي اطاحت بنظام زين العابدين بن علي، تخللها مصرع متظاهر شاب اثناء احتجاجات للحصول على عمل في القصرين (غرب).
وتسود حالة من الهدوء الحذر في تطاوين جنوب تونس صباح اليوم الثلاثاء عقب يوم مشحون بأعمال العنف والشغب الاثنين أدت إلى وفاة شخص وجرح آخرين.
وسيطرت حالة الهدوء على أغلب مناطق ولاية تطاوين منذ مساء أمس بعد مواجهات استمرت لساعات النهار بين محتجين وقوات الأمن شابتها عمليات تخريب وحرق لمنشآت أمنية وعمومية.
وعادت الحركة إلى شوارع مدينة تطاوين مقر الولاية إلى طبيعتها بشكل تدريجي، حيث فتحت المحلات التجارية والمدارس أبوابها.
وذكرت تقارير إعلامية محلية أن اغلب المصابين من المحتجين غادروا المستشفى الجهوي باستثناء 10 مصابين لا يزالون يتلقون العلاج وحالتهم ليست بالخطيرة.
وكانت أعمال العنف بدأت بعد تفريق وحدات من الحرس الوطني صباح أمس محتجين كانوا يحاولون دخول منشأة نفطية عنوة في جهة “الكامور” يحرسها الجيش.
وقتل محتج بعد أن دهسته سيارة أمنية أثناء تفريق المحتجين.
ونقل جريح إلى مستشفى صفاقس (وسط تونس) حيث لا تزال حالته خطرة، كما أعلنت وزارة الداخلية عن اصابة 19 عنصرا أمنيا في مواجهات أمس ويرقد عنصر من الحماية المدنية بالعناية المركزة في المستشفى.
ويعقد البرلمان اليوم جلسة عامة سيناقش خلالها أحداث تطاوين.
ويطالب المحتجون في الولاية، التي تشهد أكبر نسبة بطالة في البلاد بما يفوق 32 بالمئة بحسب احصائيات 2016، بتشغيل 2000 من العاطلين بالشركات النفطية وتخصيص نسب من عائدات الشركات لتمويل مشاريع تنموية في الولاية. وعرضت الحكومة ألف فرصة عمل فورية في الشركات النفطية و500 فرصة عمل أخرى في العام المقبل، إلى جانب ألفي فرصة عمل في شركة بيئية حكومية مع تخصيص 50 مليون دينار للتنمية في تطاوين، لكن شقا من المحتجين رفض العرض الحكومي.
يشار إلى أن حالة الطوارئ لا تزال سارية في كامل أنحاء البلاد منذ التفجير الارهابي، الذي استهدف حافلة للأمن الرئاسي وسط العاصمة في 24 تشرين ثان/نوفمبر 2015 وخلف 12 قتيلا في صفوف الأمن.