بيان
في 27 من إبريل 2011 كانت الأمة الموريتانية على موعد مع حدث كان له ما بعده يتعلق الأمر بالحرق الرمزي لبعض الكتب التي تمجد و تضفي طابع الشرعية الدينية على استغلال المسلم لأخيه المسلم. هذه الكتب التي باتت تعرف بكتب النخاسة تم حرقها في هذا اليوم من طرف حركة ايرا الانعتاقية و بإشراف مباشر من الزعيم بيرام الداه اعبيد.
لم يكن ذلك الحدث إلا بداية تحول في فهم و سلوك مجتمع كامل لقضية خطيرة باتت تؤرق الجميع ألا وهي معضلة العبودية و شرعنتها في موريتانيا. لم تكن عملية الحرق تلك عفوية بل كانت مدروسة و منظمة بشكل جيد بعد أن أدى الجميع صلاة الجمعة و تم شرح الدوافع الحقيقة لحرق مثل هذه الكتب التي أساءت إلى دين الله المبني على العدل و المساواة بين خلقه و أساءت إلى نبي الله المصطفى الذي كرس حياته الشريفة الطاهرة للقضاء على الاسترقاق و نبذه و نبذ كل صفات التكبر و التفاضل بين البشر إلا على أساس التقوى .
لم تقبل الإقطاعية الاستعبادية المهيمنة و المدعومة من المنظومة الدينية التقليدية هذا الخروج عن العهدة و رأت في هذه الصحوة المبكرة خطرا يحرمها من ريع عضلات العبيد الذي كانت تقتات عليه و هو إرث الأجداد لا يجوز التفريط فيه لذا كانت ردة فعلها سريعة و عنيفة جدا و مضللة للرأي العام الشعبي بتزوير الحقائق و إتهام زعيم الحركة بيرام الداه اعبيد بحرق القرآن الكريم و الردة.
لقد استغل النظام حينها الفرصة رغم إدراكه الجيد ببطلان كل تلك الادعاءات لكنه أراد التخلص من خصم مزعج و عنيد و بكل ثمن فزج برئيس الحركة و رفاقه في السجن جورا ، لكن موجة الغليان زادت حدتها حين تحركت الجماهير الانعتاقية المنتصرة لقضيتها و دكت الشوارع في داخل البلاد في مشهد كاد يعصف ببقاء أمة لولا تدخل رئيس الحركة بيرام الداه اعبيد من سجنه و دعوته للتهدئة و التمسك بالنضال السلمي ثم إن الضغط الخارجي كان حاضرا و مزعجا للسلطات و الذي شمل هذه المرة الدول الإسلامية و المرجعيات الإسلامية العالمية التي عابت على موريتانيا التمسك بمثل هذه المتون و طالبتها بالتخلص منها فورا.
إن مبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية ايرا و في الذكرى السادسة للمحرقة المجيدة :
- تطالب بالإفراج الفوري عن سجينيها موسى بيرام و عبد الله معطل السالك اللذان ذنبهما الوحيد هو مناهضتهما للعبودية.
- تدعو لتطهير البلاد من هذه المتون الظلامية الاستعبادية و التي تتنافى و نصوص الشريعة الإسلامية السمحة و كذا دستور البلاد المتفقين على المساواة و العدالة للجميع.
-تدعو السلطات القائمة في البلاد إلى التصرف بحكمة حيال ظاهرة العبودية و الكف عن المراوغة التي لم و لن تجدي نفعا.
- توجه نداء إلى كل رجال الدين الصادقين مع ربهم إلى إزالة اللبس عن مضامين تلك الكتب التي تم حرقها و تبيان عيوبها بكل أمانة و صدق.
- تدعو المفكرين التنويريين و رجال السياسة و الأدب الأحرار إلى الخروج عن صمتهم بخصوص المسألة و العمل مع حركة ايرا لتسويتها بشكل نهائي.
- تدعو إلى مراجعة كاملة للمناهج التربوية خاصة الجزء المتعلق بالتعليم الأصلي حتى يكون مطابقا لمناهج الشرع المعتمدة في كل الدول الإسلامية.
- الاعتراف بفضل حركة ايرا في فك معضلة هذه المتون الظلامية و اشراكها كفاعل أساسي في إعادة صياغة المنهاج التربية بشقيها المعاصر و الأصلي.
انواكشوط 27 أبريل 2017
اللجنة الإعلامية