لا حديث خلال هذه الأيام في موريتانيا إلا عن تراخيص التنقيب عن الذهب للأفراد، وقصص العائدين من ذهب أرض تيجيريت، شمالي موريتانيا، تتسيد الألسن، وحديثهم، إن كذبا أو صدقاً، يكون دائما مقدمة شوق مكتوم لرحلة تنقيب يعلم الغادي إليها تكاليفها وبعضا من مخاطرها، ويجهل كل ما يتعلق بعائداتها.
رغم كل ذلك فنواكشوط ترحل إلى الشمال صوب الذهب، ومن بقي فيها إما أن يحضر الشمال في أحاديثه وأمانيه، أو يتحدث عن الرحيل، في هذا الجو بدت شوارع المدينة باهتة ووجوه أهلها لا تخفي الدهشة والانبهار ببريق الذهب القادم من الشمال.
غير أن “حمى الذهب” والتنقيب عنه نفخت الروح في بعض أسواق نواكشوط، بينما يخشى انهيار أسعار الذهب في السوق الداخلية في ظل الحديث عن مضاربات يشهدها أكبر أسواق الذهب في موريتانيا، وبين التنقيب عن الذهب وبيعه، ولدت أسواق أخرى جانبية يقتات أصحابها على آمال المنقبين.