رئيس مجموعة الصدى للإعلام: التنسيق الأمني بين موريتانيا والمغرب بات ضرورة ملحة بسبب تدهور الأوضاع في مالي

11 يونيو, 2025 - 00:12

الصدى / جريدة هسبريس المغربية

فال محمد عبد الرحمن المجتبى، المدير العام لمجموعة الصدى للإعلام المستقلة، أن الانسحاب المفاجئ لمجموعة “فاغنر” من الأراضي المالية يشكل لحظة فارقة في المسار الأمني بالمنطقة لكونه يعمق هشاشة الوضع الأمني المتردي أصلا، ويعيد رسم خارطة التهديدات بطريقة غير متوقعة، لافتا إلى أن “هذا التطور يزيد من تعقيد المشهد ويضع دول الجوار، خاصة موريتانيا والمغرب، أمام تحدٍّ حقيقي، في الوقت الذي لا تزال فيه هوية الأطراف البديلة التي قد تحل محل “فاغنر” غامضة وغير واضحة المعالم”

جاء ذلك في تصريح لجريدة هسبريس المغربية، جاء فيه أن “دولة مالي تعاني منذ سنوات من ضعف واضح على مستوى بسط السيطرة المركزية، سواء في العاصمة أو في الأقاليم الحدودية، خصوصا شمال البلاد، حيث تهيمن جماعات مسلحة وحركات تمرد خارجة عن سلطة الدولة، مؤكدا أن “وجود “فاغنر” لم يكن حلا حقيقيا، بل ساهم أحيانا في تعقيد الأمور، بينما يؤدي انسحابها اليوم إلى فراغ أمني قد تستغله الحركات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية لإعادة الانتشار والتوسع”.”

وأوضح الإعلامي الخبير في الشأن الأمني بمنطقة الساحل أن التنسيق الأمني بين موريتانيا والمغرب بات ضرورة ملحة وليس خيارا، خصوصا أن تهديدات الجماعات الإرهابية والجريمة المنظمة صارت عابرة للحدود، وتستفيد من هشاشة الدولة المركزية المالية لتوسيع مجال نفوذها، مشيرا إلى أن “الأيام القليلة الماضية شهدت تطورا مهما على هذا الصعيد، من خلال زيارة وفد مغربي رفيع المستوى يمثل أجهزة الاستخبارات للعاصمة نواكشوط، حيث عقد اجتماعات موسعة مع قادة المؤسسات الأمنية الموريتانية في إطار تعزيز التعاون الاستخباراتي وتبادل المعطيات حول المخاطر المتصاعدة في المناطق الحدودية”.

وأبرز المجتبى أن هذا التعاون الأمني الثنائي يترجم وعيا استراتيجيا لدى البلدين بأهمية التحرك الاستباقي المشترك، خاصة في ضوء تزايد الهجمات المسلحة، وتعرض بعض المواطنين المغاربة في الفترات الأخيرة لاعتداءات في مناطق التماس مع شمال مالي، مشيرا إلى أن “ما يجمع موريتانيا والمغرب من روابط جغرافية واجتماعية، خصوصا في المناطق الحدودية، يفرض نوعا خاصا من التنسيق الأمني، الذي يراعي الحركية الديمغرافية وتداخل المصالح الاقتصادية للقبائل والسكان المحليين لدى الطرفين”.

ولفت المتحدث الانتباه إلى أن التحدي اليوم لا يقتصر على التعامل مع فراغ أمني ظرفي، بل يمتد إلى مواجهة مشروع توسعي متعدد الأوجه، تتغذى منه الحركات الإرهابية والانفصالية في آن واحد، مضيفا أن “الاستعداد لكل السيناريوهات يجب أن يكون على رأس أولويات الحكومتين في نواكشوط والرباط لأن استقرار الإقليم برمته بات مهددا، في الوقت الذي لم تعد فيه مالي قادرة بمفردها على احتواء هذا الانهيار، مما يستدعي مقاربة جماعية متماسكة تحمي الأمن القومي للدولتين”.