
– وصفت رئيسة هيئة بن بيه الخيرية حبيبة أوكونيل ما يحدث في قطاع غـ.زة بأنه "جريمة ضد الإنسانية"، متحدثة عن "أطفال يُدفنون تحت الركام، وعائلات تُمحى من الوجود، وشعب يُمحى من الذاكرة بينما العالم يتفرج".
حبيبة أوكونيل – وهي زوجة الشيخ المحفوظ ولد بيه –و في رسالة وجّهتها للحكومة الأمريكية أن "الصمت في وجه هذا الظلم ليس خيارًا"، وطالبت "كمواطنة أمريكية، وكإنسانة أن تتخذ الحكومة الأمريكية موقفًا أخلاقيًا وشجاعا"، كما طالبتها بأن "تستخدم صوتها، وقوّتها، ومكانتها في العالم لوقف هذا الألم، والدفاع عن القيم التي جعلت من أمريكا يومًا رمزًا للحرية والكرامة".
وأكدت أوكونيل – وهي تحمل الجنسيتين الموريتانية والأمريكية – أنها تقول هذا وهي "مفعمة بالأمل أن تستمع أمريكا ليس فقط لحلفائها في السلطة، بل أيضًا لحلفائها في الضمير. أن تسمع أصوات الشعوب التي ترتفع من الشوارع، ومن البيوت، ومن القلوب في كل مكان".
وأكدت أوكونيل في تدوينة على حسابها في فيسبوك أن الموريتانيين وقفوا دائمًا إلى جانب المظلومين، وعلاقتهم بفلسـ.طين علاقة وجدانية عميقة، تتجاوز السياسة لتلامس الضمير، مردفة أن هذا هو نفس الموقف الذي جعل موريتانيا تُندد بالفصل العنصري في جنوب إفريقيا، وتُخلد ذلك بإطلاق اسم نيلسون مانديلا على أحد أكبر شوارع العاصمة. وغنت المرحومة ديمي بنت آبه، أيقونة الفن الموريتاني، من قلبها: "يا رب لا برتايد"، في أغنية خالدة لا تزال حية في الذاكرة الجماعية.
وأردفت أنه يؤلمها أن ترى بلدها الأم "يشارك في الأزمة الإنسانية في فلسـ.طين، بدلًا من الوقوف إلى جانب شعبها"، منبهة إلى أنه "طالما نُظِر إلى الولايات المتحدة على أنها منارة للحرية ومدافعة عن حقوق الإنسان. أما اليوم، فإن صمتها — أو دعمها — في وجه هذا الظلم الهائل مؤلم للغاية".
وقالت أوكونيل إن آلاف الموريتانيين خرجوا قبل يومين، في إطار يوم عالمي للإضراب والاحتجاج، في مظاهرة سلمية أمام السفارة الأمريكية في نواكشوط، وحملوا في قلوبهم الحزن، وفي أصواتهم الكرامة، ووقفوا من أجل فلسطين، لا باسم السياسة، بل باسم الإنسانية، مؤكدة أن "مواقفهم هذه زادتني فخرًا بانتمائي لهذا الوطن الشريف".
ووصفت أوكونيل نفسها بأنها "أمريكية الأصل، وموريتانية بالاختيار" مشيرة إلى أنها وُلدتُ ونشأتُ في الولايات المتحدة، لكنها تكتب اليوم بصفتها "امرأة اختارت موريتانيا وطنًا لها، لا عن صدفة، بل عن قناعة، اخترت هذا البلد لما يحمله من قيم، وعمق، وصدق، وإحساس راسخ بالعدالة. أنا موريتانية بالاختيار، وبكل فخر".
ووصفت موريتانيا بأنها "بلد يتميّز بوضوحه الأخلاقي، وبإنسانيته العميقة. أمة بسيطة في عيشها، ولكنها عظيمة في مواقفها. هنا، يعيش الناس بتواضع، ويتحدثون بصدق، ويشعرون بآلام الآخرين وكأنها آلامهم".