
وسط ترقب العالم لإعلان وقف إطلاق النار في غزة، كشفت مصادر متعددة آخر المستجدات بشأن الاتفاق الجاري بين حركة حماس وجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وبحسب ما أفادت وسائل إعلام عبرية فقد أجرى رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء مشاورات أمنية بشأن الصفقة المرتقبة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة بمشاركة فريق التفاوض الموجود بالدوحة عبر تقنية الفيديو.
وذكر موقع والا العبري عن مسؤول مطلع أن وفد إسرائيل في العاصمة القطرية الدوحة يناقش أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم بموجب الصفقة.
كما نقل الموقع عن وزارة القضاء الإسرائيلية أن الوزارة تعمل على قائمة بأسماء المحتجزين الفلسطينيين المقترح إخلاء سبيلهم لنشرها.
من جانبه أفاد موقع تايمز أوف إسرائيل أن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش لم يحسم أمره بشأن صفقة الرهائن، ولم يوضح في بيانه كيف ينوي التصويت على الصفقة المتبلورة من المفاوضات.
وقال سموتريتش: “نعيش في لحظة حاسمة ومصيرية بالنسبة لأمن ومستقبل ووجود دولة إسرائيل.. الأمر الوحيد الذي يشغلني هو كيفية الفوز وتدمير حماس وإعادة جميع رهائننا إلى ديارهم”.
وأردف: “لن أهدأ أو أسكت حتى تتحقق أهداف الحرب”.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان: “نأمل إتمام صفقة الرهائن في غزة هذا الأسبوع”، أما حركة حماس فقد أعلنت في وقت سابق أنها لم تسلم حتى الآن ردها على مسودة اتفاق وقف إطلاق النار المقترح بغزة.
وأوضح مصدر من الحركة لوكالة رويترز أن تأخر رد حماس يرجع إلى أن إسرائيل لم تسلم حتى الآن الخرائط التي ستوضح المناطق التي ستنسحب منها قواتها.
وأشار إلى أن هذه الخرائط تشمل الانسحاب من محور نتساريم لتأمين عودة النازحين إلى بيوتهم، وكذلك الانسحاب من محور فيلادلفيا على الحدود مع مصر، وأيضا الانسحاب من جباليا في شمالي قطاع غزة ورفح في جنوبي القطاع.
وكانت حماس قالت إنها أجرت سلسلة من الاتصالات والمشاورات مع قادة الفصائل الفلسطينية بقصد وضعهم في مسار التقدم الحاصل في المفاوضات الجارية بالدوحة.
إلى ذلك نقلت وكالة رويترز عن مسؤول إسرائيلي أن مفاوضات صفقة التبادل وصلت إلى مرحلة حرجة رغم أن بعض التفاصيل تحتاج إلى حل.
أبزر بنود اتفاق وقف إطلاق النار
والاثنين تناقلت عدة مصادر أنباء سارة بشأن اتفاق إطلاق النار بقطاع غزة، الذي بات وشيكا، كما أوردت أهم بنوده، فيما تحدثت صحف عبرية عن موقف قيادة الاحتلال من تسليم جثمان السنوار الذي طالبت به حماس كجزء من الصفقة.
وبحسب تقرير نشره موقع الجزيرة نت فقد تم تحقيق تقدم كبير في المفاوضات التي تستضيفها الدوحة بين حركة حماس والكيان الصهيوني، مما عزز فرص الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين خلال الساعات المقبلة.
وذكرت رويترز أن المشاركين في مفاوضات الدوحة من المقرر أن يجتمعوا، الثلاثاء، لوضع اللمسات النهائية على الاتفاق، ونقلت عن مسؤول مطلع على المفاوضات أن الوسطاء سلموا حماس والاحتلال الإسرائيلي مسودة نهائية للاتفاق.
من جانبها، قالت القناة 13 العبرية إن التقديرات في تل أبيب تشير إلى الإعلان عن التوصل للاتفاق بعد ظهر اليوم.
ومن المتوقع أن يحضر بريت ماكغورك مبعوث الرئيس الأميركي جو بايدن وستيفن ويتكوف مبعوث الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط محادثات اليوم الثلاثاء في الدوحة.
ويأتي ذلك بعد تصريحات من مختلف الأطراف تؤكد إحراز تقدم، إذ قال الرئيس الأميركي إن الاتفاق “على وشك” أن يصبح واقعا، فيما اعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن الطرفين “أقرب من أي وقت مضى” إلى التوصل إلى اتفاق.
وأكدت حركة حماس أن المفاوضات تحرز تقدما جيدا، فيما ذكر مسؤول إسرائيلي أن المفاوضات بلغت مراحل متقدمة.
وتحدث مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان عن تحقيق تقارب كبير في المواقف “بشأن النقاط الأكثر أهمية”.
وأوضح أنه تم إحراز تقدم في قضايا بينها صيغة تبادل الأسرى والمحتجزين، و”تموضع القوات الإسرائيلية خلال الانسحاب من قطاع غزة”، وكيفية زيادة المساعدات الإنسانية بعد وقف إطلاق النار. وقال إن “الخلافات تُحلّ ببطء، الواحد تلو الآخر”.
ونقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن مسؤولين أن التقدم في محادثات غزة جاء بعد اجتماع متوتر بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وستيفن ويتكوف.
وأضافت الصحيفة العبرية أن مبعوث ترامب ضغط على نتنياهو لقبول التنازلات اللازمة لإتمام الصفقة قبل تنصيب ترامب يوم 20 من الشهر الجاري.
وأكدت حماس مرارا جاهزيتها لإبرام اتفاق، بل ووافقت بالفعل في ماي الماضي على مقترح طرحه بايدن، لكن نتنياهو تراجع عنه بإصراره على استمرار الحرب وعدم سحب الجيش من غزة.
تفاصيل الاتفاق
ووفقا لما نقلته وكالة رويترز، يتضمن الاتفاق المرتقب عددا من النقاط أبرزها إطلاق سراح 33 محتجزا إسرائيليا في غزة منهم أطفال ونساء ومجندات ورجال فوق الـ50 وجرحى ومرضى.
وإذا سارت الأمور على النحو المخطط لها، ستبدأ مفاوضات بشأن مرحلة ثانية في اليوم السادس عشر من دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
وخلال المرحلة الثانية، سيُطلق سراح باقي المحتجزين الأحياء، ومنهم الجنود والرجال في سن الخدمة العسكرية، فضلا عن إعادة جثث القتلى منهم.
وفي مقابل إطلاق سراح كل محتجز إسرائيلي، سيفرج الاحتلال عن عدد من الأسرى الفلسطينيين من بينهم أصحاب أحكام طويلة.
من جانب آخر، ينص الاتفاق على انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي على مراحل مع بقائها قرب الحدود “للدفاع عن المدن والبلدات الإسرائيلية”.
وبالإضافة إلى ذلك، ستكون هناك ترتيبات أمنية فيما يتعلق بمحور فيلادلفيا (صلاح الدين) جنوبي قطاع غزة، مع انسحاب الاحتلال من أجزاء منه بعد الأيام الأولى من الاتفاق.
وسيتم السماح لسكان شمال غزة بالعودة إلى مناطقهم مع وضع آلية لضمان عدم نقل الأسلحة إلى هناك. كما ستنسحب قوات الاحتلال الإسرائيلي من معبر نتساريم في وسط غزة، مع زيادة كمية المساعدات الإنسانية المرسلة إلى قطاع غزة.
وذكرت رويترز أن واحدة من أكثر القضايا الغامضة في المفاوضات تتعلق بالجهة التي ستحكم قطاع غزة بعد الحرب، ورجحت أن الجولة الحالية من المحادثات لم تعالج هذه القضية بسبب تعقيدها واحتمال أن تؤدي إلى عرقلة التوصل إلى اتفاق.
كارثة على أمن الاحتلال!
قالت مصادر إعلامية إن تدخل إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب سهل عملية التقدم في المفاوضات، مضيفة أن حركة “حماس” أبدت ليونة كبيرة في الأيام الأخيرة، إثر تلقيها تعهدات مفادها أن إدارة ترمب لن تسمح بعودة الحرب بعد بدء تطبيق الاتفاق.
وعلى النقيض من ذلك، وصف وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي صفقة التبادل التي يجري التباحث بشأنها بالكارثة على الأمن القومي لتل أبيب، وقال إنه لن يكون جزءا مما سماه “صفقة استسلام تشمل الإفراج عن كبار الإرهابيين ووقف الحرب وإهدار الإنجازات التي تحققت” على حد قوله.
وذكر سموتريتش أنه حان الوقت لاحتلال القطاع والسيطرة على المساعدات وفتح أبواب الجحيم حتى استسلام حماس وإعادة المختطفين، وفق تعبيره.
وفي هذا الصدد قالت صحيفة “إسرائيل اليوم” إن عائلات المحتجزين الإسرائيليين تواجه سموتريتش في لجنة المالية بالكنيست لمعارضته صفقة التبادل ووصفها بالكارثة.
ماذا عن جثمان السنوار؟
ومع الحديث عن قرب التوصل لاتفاق لوقف النار كشفت بعض التقارير أن حماس طالبت بتسلم جثمان زعيمها يحيى السنوار، الذي استشهد في رفح شهر أكتوبر الماضي، ضمن المرحلة الأولى من تبادل الأسرى.
وفي السياق أوضح مسؤول بجيش الاحتلال إنهم لن يسلموا جثمان السنوار إلى حماس كجزء من الصفقة.
وأضافت المصادر أن قيادة الاحتلال لا تزال تناقش مع الوسطاء إبعاد شقيق السنوار عن غزة، مشيرة إلى أنها تريد أيضاً إبعاد عدد من الأسرى مدة لا تقل عن 5 سنوات.
الشروق أونلاين