أعلن الاحتلال الصهيوني، في وقت مبكر من صباح السبت، ضربه لمواقع عسكرية إيرانية، ردا على الهجوم الذي نفذته طهران في الفاتح من أكتوبر الجاري، فيما تصدر الحديث عن حرب عالمية ثالثة شبكات التواصل الاجتماعي.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن عدة انفجارات وقعت على مدى ساعات في العاصمة وفي قواعد عسكرية قريبة، لكن لم تورد أنباء عن أضرار كبيرة، فيما قالت هيئة البث الإسرائيلية قبل فجر اليوم إن الجيش نفذ ثلاث موجات من الهجمات وإن العملية انتهت.
ونقلت وكالة تسنيم عن مصدر مطلع قوله إن ادعاء جيش الاحتلال الإسرائيلي باستهداف 20 موقعا في إيران غير واقعي، وإن عدد الأهداف التي ضربها أقل كثيرا من هذا العدد.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز نقلت عن مسؤولين إسرائيليين القول إن الهجوم على إيران انتهى بعد ضرب نحو 20 موقعا، بعد 4 ساعات من بداية العملية التي أطلق عليها الصهاينة اسم “أيام الرد”.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه أكمل الهجوم على أهداف عسكرية في إيران، وأن جميع طائراته عادت إلى قواعدها بسلام، وأن العملية حققت جميع أهدافها.
وقال مسؤول أميركي رفيع إن الرد الإسرائيلي على إيران انتهى، وطلب من طهران عدم الرد أو التصعيد، مؤكدا أنه لو قررت إيران الرد “فسنكون مستعدين تماما للدفاع عن إسرائيل مرة أخرى وستكون هناك عواقب وخيمة.
وأضاف أنه ينبغي أن يكون هذا هو نهاية تبادل الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيران، ما جعل هاشتاغ الحرب العالمية الثالثة يتصدر الترند.
من جانبها، نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين إسرائيليين قولهم “نأمل أن يؤدي الرد المدروس إلى وضع حد للردود المتبادلة”، أماصحيفة التايمز فنقلت عن مصدر استخباري إسرائيلي مطلع قوله “نجحنا في تحييد الدفاعات الجوية الإيرانية بشكل كامل”.
وقال المصدر إن “هذه رسالة واضحة بأن إسرائيل لديها حرية العمل في المجال الجوي الإيراني”، وحذّر من أن الرد الإيراني سيمنح إسرائيل الشرعية للنظر في أنواع أخرى من الأهداف.
وكان الهجوم الصهيوني قد بدأ قبيل الساعة الثانية فجرا على طهران، وبعد ذلك بفترة وجيزة أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري عن بدء هجوم دقيق وموجه على إيران.
ولاحقا تحدثت وسائل إعلام عبرية عن موجة ثانية، من الهجمات ضد إيران استهدفت مواقع بعضها في شيراز، ثم نقل موقع أكسيوس الأميركي عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين
أن إسرائيل استهدفت إيران بـ3 موجات من الضربات، وأن الموجات الأولى من تلك الضربات الإسرائيلية استهدفت نظام الدفاع الجوي لإيران.
ونقلت يديعوت أحرونوت عن مصدر إسرائيلي مطلع قوله إن الهجوم على إيران لا يشمل منشآت نووية أو نفطية. كما نقلت شبكة إن بي سي نيوز عن مسؤول أميركي قوله إنه يبدو أن ضربات إسرائيل مقتصرة على أهداف عسكرية ولا تشمل مراكز نووية أو منشآت طاقة.
وقالت القناة 12 العبرية إن الهجوم على إيران يتم على موجات ويستهدف منشآت عسكرية ومصانع إنتاج الصواريخ الباليستية، فيما قالت إذاعة جيش الاحتلال إنه سيتم إصدار إعلان رسمي قريبا بشأن الهجوم على إيران.
وذكرت صحيفة إسرائيل اليوم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت في غرفة تحت الأرض بمقر وزارة الدفاع، كما نقلت الإذاعة عن الناطق العسكري الإسرائيلي أن منظومات الدفاع الجوية الإسرائيلية والأميركية بالمنطقة متأهبة بشكل كامل.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن رئيس الأركان يتولى قيادة الهجوم على إيران من ملجأ سلاح الجو الإسرائيلي.
وكانت بعض التقارير قد تحدثت عن طائرات شبح غامضة، كانت تجول بحرية تامة في الأجواء الإيرانية قبل تنفيذ الهجمات الصهيونية، مهمتها جمع المعلومات والتجسس.
الرئيس الإيراني يتوعد بالرد الصارم
وكان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، قد توعد الكيان الصهيوني بتلقي رد صارم ولا يصدق في حال ارتكابه أي أخطاء ضد طهران، في إطار الهجوم المنتظر قبل الانتخابات الأمريكية.
وقال بزشكيان الأربعاء، خلال قمة بريكس، إن: “استمرار جرائم الكيان الصهيوني في غزة ولبنان لم يبق لنا خيارا غير الرد عليه”، مضيفا إنه “يواصل جرائمه بسبب الدعم الغربي وممارساته تهدف إلى إحراق المنطقة بأكملها”.
ومن جهته، قال رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف إن “الكيان الصهيوني بات أقل المناطق أمنا في العالم ولا يمكنه تحقيق النصر باغتيال قادة المقاومة”.
وقال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إن “أي اعتداء على المنشآت النووية الإيرانية سيقابل برد مدمر”، لافتا أن قدرات طهران الدفاعية والأمنية بلغت مستوى يمكنها من التصدي لأي تهديد.
بالمقابل نقلت القناة 12 العبرية أن الجيش أنهى استعداداته للهجوم على إيران، في حين قال وزير الدفاع يوآف غالانت إنه يجب على واشنطن أن تقف مع إسرائيل بعد تنفيذ الهجوم.
وقالت القناة إن نتنياهو “يعقد اجتماعا الليلة لبحث الرد على إيران ويحتمل أن ينفذ الهجوم خلال أيام”.
وأضافت أن الجيش الإسرائيلي رفع حالة التأهب في أنظمة الدفاع الجوي.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إنه يجب على واشنطن أن تقف مع إسرائيل بعد مهاجمتها إيران.
جاء ذلك أثناء لقاء بين غالانت ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي زار الثلاثاء إسرائيل ضمن جولة في المنطقة تهدف لإنهاء الحرب في غزة ولبنان، وفق الخارجية الأميركية.
وفي حديثه لبلينكن، قال غالانت إن بلاده تعول على دعم واشنطن “بعد مهاجمتها إيران”. وأكد في بيان أن الوقوف الأميركي مع إسرائيل سيعزز الردع الإقليمي “وسيضعف محور الشر”.
منازل كبار المسؤولين الإيرانيين ضمن بنك الأهداف
ومساء الإثنين 21 أكتوبر، نقلت “القناة 14” عن مسؤولين بجيش الاحتلال قولهم إنه استعدادا لشن هجوم على إيران، فإن اعتبارات الرد على محاولة اغتيال نتانياهو وعائلته ستدرج أيضا ضمن الأهداف بعد استهداف طائرة مسيرة لمنزله في قيساريا.
وقالت القناة: “لقد وضعت الخطط بالفعل على طاولة صناع القرار، وقد قدم المستوى العسكري والموساد الخطط لرئيس الوزراء ووزير الدفاع.. ولدى إسرائيل مجموعة واسعة من الخيارات، مثل المنشآت النووية والنفطية، والأهداف العسكرية والحكومية. وفي نهاية الأسبوع الماضي، تمت إضافة منازل كبار المسؤولين في إيران إلى بنك الأهداف”.
من جانبه توعد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اليوم الثلاثاء بالرد بشكل متناسب على أي هجوم تشنه إسرائيل ردا على هجوم صاروخي نفذته طهران مطلع الشهر الجاري.
كما حذر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي -في تصريحات له من الكويت اليوم الثلاثاء- من أن طهران سترد بالمثل على أي هجوم إسرائيلي.
وأضاف عراقجي أن الهجوم العسكري على منشآت إيران النووية والتهديد به “جريمة كبرى” تجب متابعتها عبر المحافل الدولية.
وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى أن كل دول المنطقة أبلغت طهران رفضها أي اعتداء على إيران وعلى منشآتها النووية، وقال أيضا “كل أصدقائنا طمأنونا بعدم استخدام أراضيهم وأجوائهم في الهجوم على إيران”.
ولفت إلى أن إيران تتابع عن كثب كل التحركات الأميركية في المنطقة سواء في البحار أو الأجواء، مؤكدا أن الوضع في غزة ولبنان كارثي ويجب وضع حد لهذا العدوان.
وقال عراقجي إن احتمال توسع رقعة الحرب وارد لتكون حربا شاملة في أرجاء المنطقة، وأضاف “بذلنا قصارى جهدنا لخفض التصعيد إلا أننا جاهزون لكل السيناريوهات ومواجهتها”، وفق تعبيره.
وبشأن العلاقات مع دول الخليج، أكد وزير الخارجية الإيراني أن الحكومة الجديدة في بلاده ستمضي قدما في سياسة حسن الجوار، مشيرا إلى أن “العقوبات المفروضة علينا لن تكون حجر عثرة أمام تعزيز علاقاتنا الاقتصادية مع دول الخليج”.
ووصل عراقجي الكويت قادما من البحرين، ضمن جولة إقليمية قادته خلال الأسابيع الماضية لعدد من الدول في المنطقة شملت مصر والأردن ولبنان وسوريا والسعودية وقطر والعراق وسلطنة عمان وتركيا.
وحذرت إيران، الاثنين، من أن الولايات المتحدة ستتحمل “كامل المسؤولية” في حال شن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوما انتقاميا، وذلك بعدما أعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، أنه اطّلع على خطط الصهاينة بهذا الصدد.
ووصف الممثل الدائم لإيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، تصريحات بايدن بأنها “مقلقة للغاية واستفزازية”، وذلك في رسالة موجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، والرئاسة السويسرية لمجلس الأمن الدولي.
وكان الرئيس الأميركي رد بـ”نعم” عندما سأله أحد المراسلين، يوم الجمعة الماضي، عما إذا كان قد اطّلع على نحو جيد على كيفية وتوقيت الرد الإسرائيلي على الضربة الصاروخية التي وجهتها إيران في الأول من أكتوبر.
وجاء في رسالة إيرواني “هذا البيان التحريضي (لبايدن) يثير قلقا عميقا، لأنه يشير إلى موافقة الولايات المتحدة الضمنية ودعمها الصريح لعدوان عسكري إسرائيلي غير مشروع ضد إيران”.
وأضاف “لذلك ستتحمل الولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عن دورها في التحريض على أي أعمال عدوانية من جانب إسرائيل ضد إيران”، معتبرا أن ذلك سيشكل “انتهاكا صارخا للمبادئ الأساسية للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.
الرد على إيران أولا
وكان مسؤول بجيش الاحتلال الإسرائيلي قد كشف لصحيفة عبرية، أولوية الرد على الهجوم الإيراني الذي يرجح أن يكون قبل الانتخابات الأمريكية.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤول وصفته بالرفيع قوله: “لن يكون هناك تقدم في مفاوضات الرهائن قبل الانتهاء من الرد على إيران”.
ومنذ أيام قليلة كشفت صحف أمريكية أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وافق على ضرب مجموعة أهداف داخل إيران لكنه لن ينتظر الضوء الأخضر من واشنطن لتنفيذ الانتقام ردا على الهجوم الصاروخي الأخير.
ونقلت شبكة “إيه بي سي” الأميركية عن مصدر إسرائيلي قوله إن نتنياهو وافق على بنك أهداف لضربها داخل إيران، مشيرا لعدم تحديد جدول زمني للهجوم.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز قبل يومين عن مسؤولين أن الاحتلال الإسرائيلي وافق على تحديد أهداف عسكرية بإيران، وذلك في ظل تصريحات أميركية تطالبه بتجنب قصف المنشآت النفطية أو النووية.
ووفق مسؤول تحدثت إليه نيويورك تايمز، فإن الأهداف العسكرية في إيران تشمل منصات إطلاق الصواريخ والمسيّرات ومصانعها، وتشمل أيضا مباني حكومية.
وقال المسؤولون إن الأهداف قد تشمل أيضا مختبرات أبحاث نووية إيرانية، مع تجنب مواقع التخصيب.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، الثلاثاء، بأنه تم التوصل إلى توافق كامل على طريقة وتوقيت وقوة الرد على هجوم إيران خلال المشاورات الأمنية.
وأضافت الهيئة الرسمية أن خطة ضرب إيران تنتظر موافقة المجلس الوزاري المصغر لتنفيذها.
وكان نتنياهو طمأن الرئيس الأميركي جو بايدن خلال اتصال هاتفي بينهما قبل أيام بأن إسرائيل ستضرب منشآت عسكرية وليست نفطية أو نووية في إيران، وفق ما أوردت صحيفة واشنطن بوست.
لكن الصحيفة ذاتها نقلت عن مسؤول إسرائيلي قوله إن نتنياهو لن ينتظر الضوء الأخضر من واشنطن بخصوص الرد على طهران.
لا يمكن ضرب منشآت نووية إلا بسلاح أمريكي!
من جانب آخر، كشف خبراء أن الاحتلال الإسرائيلي لا يمكنه ضرب منشآت إيران النووية لأن السلاح الوحيد القادر على تدميرها لا تملكه غير دولة واحدة هي الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال تقرير نشره موقع الحرة أن لدى تل أبيب بنك أهداف واسع تستطيع أن تختار منه ما تريد لمهاجمة إيران عبر استهداف المواقع الحكومية أو منشآت النفط وحقوله أو المواقع العسكرية، لكن أبرز تلك الأهداف تبقى دون منازع المواقع النووية الأربع في نطنز وأراك وبوشهر وفوردو.
تلك المواقع الأربع يخدم كل منها وظيفة مختلفة في البرنامج النووي الإيراني. فمحطة بوشهر تحتوي على مفاعل نووي عامل، في حين إذا انتقلنا إلى نطنز وفوردو، فسنرى أن الموقعين يضمان منشآت تخصيب اليورانيوم.
كما أن منشأة آراك مخصصة لإنتاج البلوتونيوم، وهذه المنشآت الأربع، إضافة إلى منشآت سرية أخرى، تعمل بشكل متكامل للوصول إلى الطاقة النووية التي تسعى إليها طهران.
لكن بحسب خبراء وتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تمتد المنشآت الأربع من سطح الأرض إلى عمق يصل حتى ثمانين مترا، مع ما يتخللها من أنفاق يبلغ طولها كيلومترات عدة، قضت إيران أعواما طويلة في حفرها، وهو ما يحتم على الاحتلال الإسرائيلي، في حال قرر ضرب تلك المنشآت، استخدام السلاح الوحيد القادر للوصول إلى هذا العمق وهو قنبلة (GBU-57A/B) الأميركية التي لا تملكها إسرائيل.
تعرف هذه القنبلة أيضا باسم القنبلة الخارقة للدروع الضخمة (MOP)، وهي قنبلة تقليدية تزن أربعة عشر طنا، ويبلغ طولها ستة أمتار، وتعمل بنظام ملاحة دقيق.
لا يمكن حمل هذه القنبلة عبر أي من الطائرات المقاتلة التي يملكها الاحتلال الإسرائيلي بما فيها طائرات F35، بل في الواقع فإن هذه القنابل يمكن أن تحمل فقط عبر القاذفة الشبح الأميركية “بي تو سبيريت” التي لا يملك منها سلاح الجو الإسرائيلي، وهو ما يدفع إلى احتمال غير مرجح اليوم يتعلق بمشاركة أميركية مباشرة في الضربة.
أما في حال قررت إسرائيل عدم استهداف المنشآت المخفية جيدا تحت الأرض وفي الانفاق، فإنها ستضطر بحسب محللين عسكريين لإشراك سرب من مئة طائرة مقاتلة وطائرات أخرى لحماية القاذفات في حال أرادت إلحاق ضرر غير معروف الحجم بالبرنامج النووي الإيراني.
لكن قبل الوصول لأهدافها، أيا تكن، على الطائرات الإسرائيلية إيجاد حل لمسألة دخول الأجواء الأردنية والخليجية في طريقها، وإن نجحت بذلك، وفق تفاهمات معينة يبقى أن تتخطى الدفاعات الجوية الإيرانية المنتشرة بكثافة كأنظمة S300 الروسية، وخرداد وأرمان محليتي الصنع.
الانتخابات الأمريكية وقطع رأس الأفعى
كشفت آخر التقارير الإخبارية مخطط الصهاينة لضرب إيران قبل الانتخابات الأمريكية، ردا على هجومها الصاروخي الذي شنّته في الفاتح من أكتوبر الجاري، حيث تحدث وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير عن الفرصة السانحة لقطع رأس الأفعى.
ونقلت قناة “i24NEWS” العبرية عن مسؤولين، الإثنين، أن رد جيش الاحتلال المرتقب على الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران عليها، سيكون “قبل الانتخابات الأميركية” المقررة في نوفمبر المقبل.
وأوضح مسؤول إسرائيلي وصفته “i24NEWS” بـ”الكبير”، أن الهجوم على إيران “سيأتي مع اكتمال الاستعداد والتنسيق له مع الولايات المتحدة”.
وأضاف: “نهتم جدا في إسرائيل بتوفير أقصى حد من التنسيق مع الإدراة الأميركية، وعدم اتخاذ إجراء يمكن تفسيره على أنه تدخل سياسي في الانتخابات، فلا توجد نية للتأثير على أي من المرشحين”.
ونقلت القناة عن “مسؤولين”، قولهم إن من المتوقع أن يأتي “الرد الإسرائيلي قبل الانتخابات الأميركية”، واستطردوا بالقول: “لا يمكننا الانتظار لفترة أطول بكثير فيما يتعلق بهجوم إيراني بهذا الحجم”.
وأشارت المصادر إلى أن الرد المنتظر “قد يأتي على شكل موجات، وسلسلة من الهجمات، وليس فقط على شكل هجوم كبير لمرة واحدة”.
والإثنين، نقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن مسؤول أميركي لم تسمه، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أبلغ الرئيس الأميركي جو بايدن بأنه لن يستهدف المنشآت النووية والنفطية الإيرانية، فيما حدد الفترة الزمنية للرد.
وحسب المسؤول، فإن نتانياهو أكد “استعداده لضرب المنشآت العسكرية”.
وتابع: “الإجراء الانتقامي سيكون محسوباً لتجنب تصور التدخل السياسي في الانتخابات الأميركية. فهم نتنياهو أن نطاق الضربة الإسرائيلية لديه القدرة على إعادة تشكيل السباق الرئاسي”.
وأشار أيضًا إلى أن “الضربة الإسرائيلية على إيران ستنفذ قبل الانتخابات الأميركية، لأن عدم التحرك قد يفسره الإيرانيون على أنه علامة ضعف”.
بن غفير يغازل نتنياهو!
وبينما تترقب منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني، وسط تسريبات بأن تل أبيب ستحصر ردها بالمواقع العسكرية الإيرانية، أطل وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير معلقا.
وقال الوزير المتطرف في تصريحات صحفية اليوم الثلاثاء، إن لدى إسرائيل الآن “فرصة من أجل قطع رأس الأفعى عبر ضرب إيران”، وفق تعبيره.
كما أشاد برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، معتبراً أنه “يعمل على اتخاذ قرارات شجاعة”، حسب ما نقلت وسائل إعلام محلية.
إلى ذلك، رأى أن تل أبيب كانت لتنجح في إعادة الأسرى لو توقفت عن إدخال الوقود إلى قطاع غزة.
وكشف بن غفير الذي طالما دافع عن انتهاكات المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وغيرها، أنه وزع 170 ألف قطعة سلاح على الإسرائيليين خلال 8 أشهر.
استهداف المنشآت النووية ورد قاتل!
من جانب آخر كانت نتائج استطلاع للرأي في تل أبيب قد أظهرت أن 54% من الصهاينة يؤيدون استهداف المنشآت النووية الإيرانية، فيما توعد وزير الدفاع يوآف غالانت برد قاتل ومفاجئ على الهجوم الذي شنته طهران مطلع الشهر الجاري.
ووفق وكالة الأناضول التركية فقد أوضح الاستطلاع أن من أيدوا استهداف المنشآت النووية الإيرانية يرون أن هذا الاستهداف يمثل “نجاحا لإسرائيل وحكومتها”، في حين رأى 25% أن الهجوم على رموز نظام المرشد الإيراني علي خامنئي هو “النجاح الأهم”.
كذلك أظهرت نتائج الاستطلاع -الذي أجرته القناة العبرية الـ14 الخاصة المقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وشمل 472 إسرائيليا ممن تزيد أعمارهم على 18 عاما- أن 13% يعتقدون أن الهجوم على البنية التحتية للنفط والغاز بإيران هو “النجاح الأعظم”، بينما لم تفصح النسبة المتبقية (8%) عن أي رأي.
ويأتي الاستطلاع بينما تترقب إيران هجوما إسرائيليا محتملا عليها، بعد هجومها على إسرائيل قبل نحو أسبوعين، ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران أواخر جويلية الماضي، وإعلان تل أبيب اغتيالها الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله في ضاحية بيروت الجنوبية أواخر سبتمبر الماضي.
في ذات السياق توعد وزير دفاع الاحتلال يوآف غالانت إن الرد الإسرائيلي على الهجوم الصاروخي الإيراني سيكون “قاتلا ودقيقا ومفاجئا على نحو لن تعرف فيه طهران ما الذي حدث وكيف حدث”، على حد تعبيره.
وتوعد نتنياهو بأن تدفع إيران ثمن هجومها الصاروخي، بينما قالت طهران إن أي رد انتقامي سيقابل “بدمار هائل”، مما أثار مخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقا في المنطقة المنتجة للنفط قد تنجر إليها الولايات المتحدة.
وكان وزيران إسرائيليان سابقان قد دعيا بشكل عاجل وملح لتدمير منشآت إيران النووية، كونها تشكل حسبهما تهديدا على وجود الدولة العبرية.
وقالت وزيرة العدل الإسرائيلية السابقة أيليت شاكيد: “على إسرائيل استغلال الظرف الراهن وتدمير المنشآت النووية الإيرانية”، وهو الرأي الذي وافقها عليه رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت بالقول إن الجيش بإمكانه ذلك لأنها تشكل خطرا على وجود إسرائيل.
الشروق أونلاين