جاءت الشريعة الاسلامية للمحافظة على كليات خمس هي الدين والنفس والمال والنسب والعرض .
وهذه التراتبية مطردة غير متخلفة فى كل أوامر الشرع ونواهيه وفى كل أحوال المكلف من استطاعة وضرورة ..
غير أن هذه المحافظة قد لا تستقيم الا بالإخلال ببعض مفرداتها من أجل الإبقاء على الآكد والأهم ..
وهكذا اعتبر الإسلام المحافظة على الدين آكد من المحافظة على النفس لأن الإخلال بالدين إخلال بغاية الوجود (وما خلقت الجن والإنس الا ليعبدون ..)
وواقع الحال يؤكد أن المسجد الأقصى - وهو قبلة المسلمين الأولى - فى خطر شديد وقد لاحظنا ما تم من تدنيسه من طرف عصابات الصهاينة حيث جعلوا محرابه وصحنه لعبة لهم ولا يستبعد أنه من ضمن خططهم هدمه وبناء هيكلهم المزعوم ..
لهذا فإن استرخاص الأنفس فى الدفاع عنه واجب ديني لا تنبغي المناكفة فيه ..
وأما كثرة الأنفس المزهوقة من المسلمين فلا ينبغي النظر اليها فلقد استشهد فى معارك الردة أغلب قراء القرآن الكريم ولم يعب أحد على الخليفة دفعه للناس فى مغالبة غير متكافئة ..
ثم إن هؤلاء المسلمين فى غزة مقتولون على حال سواء بالتقسيط او بالجملة ما دام الاحتلال يستولى على الأرض ويدنس المقدسات ..
ولقد قال شوقي :
وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق ..