إذا تدخلت فرنسا وآمريكا عسكريا فى النيجر فقد كالتا بمكيالين وقوضتا مبررات تدخلهما فى اكرانيا ؛
وإذا لم تتدخلا عسكريا ضيقتا على نفسيهما فرصة الاستمرار فى نهب الثروات النجيرية المسيلة لللعاب، وفتحتا منفذا جديدا فى الجدار الافريقي، الذي طالما كان محصنا ومحتكرا، يلج منه العدو اللدود (روسيا) إلى أرض لم يكن له فيها موطئ قدم؛
أما الإكواس فإنها إن تدخلت فى الشؤون الداخلية لدولة شقيقة فإنها ستنزل نفسها فى منزلة من يحارب بالوكالة عن مصالح لا ناقة له فيها ولا جمل، وفتحت الباب لحروب بينية أقل ما يمكن أن تخلفه هو مزيد من تمدد التطرف وتوسع دائرة الارهاب واستحكام الفشل، ضف إلى ذالك مجاهرتها بالوقوف إلى جانب "الشر"(فرنسا وامريكا) ومناصرة مصاصي دماء الافارقة الذين لا يكلون ولا يفترون عن بناء اقتصاداتهم وتأمين رفاهية شعوبهم على جثث الافارقة تجويعا وتقتيلا وتشريدا فى المنافي؛
أما إذا لم تتدخل فإن أحكامها ستكون معرضة للتساقط تباعا كقطع الدومنو بانقلابات تجد من الوجاهة لدى الشعوب الافريقية المقهورة والمهمشة والمستنزفة مواردها بالاتفاقيات المجحفة والنهب المنظم ما يضفى عليها لدى الشعوب ما لا يتمتع به حكام يروجون لديمقراطية قشرية وإنجازات سرابية، ويكرسون استمرارهم على الكراسي بانتخابات مزيفة النتائج يستمدون منها شرعية لا تسد رمق جائع ولا توظف عاطلا ولا تؤوي مشردا ولا تقنع متشبثا بالأرض متمسكا بالبقاء لا يرضى هجر وطنه لتحفيظ عجائز أروبا أو غسل كلابهم أو توزيع الخمور فى خمارات امريكا
حفظ الله بلدنا من كل الشرور ووقى قارتنا من كيد الكائدين وتربص المتربصين.