رسالة مفتوحة إلى صاحب الفخامة الرئيس محمد الشيخ الغزواني
حفظه الله ورعاه.
السلام عليكم
سيدي الرئيس
أنا من الذين علقوا عليكم أملا كبيرا.. رغم قنوطي المبرر من وجود عسكري أو مدني في هذا البلد يُعوَّل عليه في تغيير الأمور نحو الأفضل..
وبالمناسبة ما زلت أعتقد أنه بإمكانكم فعل شيء.
سيدي الرئيس
لقد عارضتُ باستماتة المشككين في قدرتكم على إدارة ملف نهب سلفكم..
وعارضتُ المشككين في أنكم ستغيِّرون طريقة الحكم ..
و وقد عارضتُ ذلك لسببين :
أولا:ثقتي المسبقة في شخصكم كقائد عسكري..واعتمادا على شهادات بعض مقربيكم من الضباط
ثانيا:خطاب ترشحكم..الذي فهمتُ منه طموحا..وإرادة قوية ..وإشارات عميقة مثل"وللعهد عندي معناه"
سيِّدي الرئيس
لا أخفيكم سرّا،كنت أتوقع منكم تعاملا حازما مع كل من تحوم حوله شبه الفساد..
-لم أتوقع إعدامهم..
-لم أتوقع سجنهم المؤبد..
لكن توقعت عزلهم..وإبعادهم عن تسيير الشأن العام..
وتحديد معايير لذلك..لا مساومة فيها
(أضعف الإيمان)
في هذه:أعلن أني هُزمتُ أخيرا ..
لم أكن على حق للأسف..
فقد تعاملتم بالحلم المبالغ فيه ،في نظري ،واللامبالاة في نظر غيري،معهم..حتى سيطروا على تسييركم واستأثروا بهذه المأمورية..نهبوا ماشاء الله..وعيَّنوا أبناءهم وأصهارهم وزوجاتهم..وباعوا المناصب الانتخابية..وقد سمعتهم تصريح القائل(دبِّيتَ شاريينها ابفظِّتنا)
وسمعتُ أنكم الآن تقترحون على بعض أعضاء حكومتكم الإقالة،وعند رفضه ،ترِقون له ،وتتراجعون عن القرار..
أرجو أن يكون ذلك كذبا..
سيدي الرئيس
لقد صدَقَك من قال لكم :إن:
الأحزاب السياسية"دافْره"
وينبغي "قطع لسانها "بمبلغ معتبر..وليفعل ماشاء بعد ذلك..
وصدَقوك :إن الأحزاب لا تريد أن تخسر انتخاب نواب منها ..حتى ولو كانت الانتخابات هزلية وفضولية..
نعم صدقوك ولكن هل تعتقد أنهم نصحوك؟؟
سيدي الرئيس أذكركم بأنكم رئيس للشعب كله..ولستم رئيسا لرؤساء الأحزاب و"كبار الناخبين"
سيدي الرئيس
لا أريد الدخول في التفاصيل
لكن -كما تعلمون-هذا لم يعد زمن التدجين والاعتماد على قادة الأطراف السياسية والمحاباة..
أنت لست بحاجة إلى حزب ولا وزير لكي يعاد انتخابك..
فنحن شعب ينتخب من "يستطيع النجاح"
ربما سمعتم كبار المثقفين وقادة من النخبة يقولون لمواطنين في قراهم :"صوِّتوا للحزب الحاكم لتصلكم الخدمات مثل الماء والكهرباء"
سيدي الرئيس
لا أريد الدخول في التفاصيل..
لأنكم تعلمون بالتأكيد أن النخبة تتمالأُ لتحييد الرئيس إذا همَّ بالإصلاح ..
إلا ترى أنهم مثلا،أقنعوكم ب عبارة(المدرسة الجمهورية)
وهي كلمة
لا وجود لها في قاموس التربية والتعليم..وكان آخر اسخدام لهذا المصطلح في فرنسا منذ قرون..
لكن المضحك أنك عندما تبحث عن المقصود منها عند القطاع المعني تجدهم يطلقونها على (المدرسة العمومية)
وتقابلها
(المدرسة الخصوصية)
هل ترضون سيدي بمواصلة هذا المسار؟؟؟
هل ترضون أن يكون عمل الحكومة هو:
انتخابكم الأول..
ثم التهيئة لانتخابكم الثاني..
ثم ماذا؟؟؟
سيدي
أطلب منكم
أن تعلنوا في خطاب إلى الأمة..
أو في زيارات للداخل
موقفكم وتبرروا ما يحدث..
وهل ما زلتم تعتقدون أنه بإمكانكم
تقديم أحسن مما قدمتم..
شكرا لكم سيدي الرئيس
لم أندم على دعمكم..
ومازلت من داعميكم
لكن من عادتي تقديم
"التغذية الراجعة"
مواطن موريتاني
من جاليتكم في الولايات المتحدة
خدمتُ بلدي موظفا 35سنة
معاشي عندكم
عشرة آلاف أوقية
فهل تصلكم رسائل ذوي الدخل المنخفض؟؟
-----------
أحمد المقري