حول استقالة الريسيوني

28 أغسطس, 2022 - 11:58

 بعد أسابيع على موجة الاسهجان والاستنكار والتفنيد  التي قوبلت بها شطحات وتصريحات "مستفزة" طالت الجزائر وموريتانيا وآمال العديد من احرار الوطن العربي المتطلعين لدور إيجابي لنخب وعلماء هذه الأمة في تهيئة ظروف السكينة والاستقرار وتنوير معالم طريق التنمية والتقدم ... هاهو الإخواني أحمد الريسوني ينشر بيان استقاله اليوم 28\ أغشت\2022.
وجاء في البيان: “تمسكا مني بمواقفي وآرائي الثابتة الراسخة، التي لا تقبل المساومة، وحرصا على ممارسة حريتي في التعبير، بدون شروط ولا ضغوط، فقد قررت تقديم استقالتي من رئاسة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وأنا الآن في تواصل وتشاور مع فضيلة الأمين العام، لتفعيل قرار الاستقالة، وفق مقتضيات المادتين 21 و 22 من النظام الأساسي للاتحاد والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات”.
هكذا اختار الريسوني أن يصيغ نص استقالته من رئاسة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مؤكدا في نفس الوقت تمسكه بمواقفه المستفزة وآرائه الغير مؤسسة،مواصلاً خرجاته الغير موفقة!!!  
وكانت تصريحات الريسوني المسيئة التي اعتبر فيها أن "استقلال موريتانيا عن المغرب خطأ"، ودعا فيها لـ "الجهاد ضدّ الجزائر" و"الزحف نحو ولاية "تندوف" الجزائرية الحدودية، وضمها للتراب المغربي"- قد أحدث غضبا واسعا في الجزائر، و موريتانيا وكانت موجب حملة تنديد واستنكار واسعة في الداخل الجزائري والمغربي والموريتاني على حد سواء، وتبرأ منها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على لسان أمينه العام الذي أوضح ، في بيان أصدرته الهيئة ردا على تصريحات رئيسها، أن "ما قاله الريسوني في مقابلته التلفزيونية أو في غيرها حول الصحراء هذا رأيه الخاص قبل الرئاسة، وله الحق في أن يعبر عن رأيه الشخصي مع كامل الاحترام والتقدير له ولغيره، ولكنه ليس رأي الاتحاد".
وفي الجزائر، ندد المجتمع المدني والسياسي وحتى الديني، مؤكدين أن تصريحات  الريسوني تحمل معها شبح أزمة جديدة بين الجارتين.
واعتبرت جبهة التحرير الوطني، التي تمتلك أكبر كتلة برلمانية، أن "تصريحات الريسوني جاءت لتعيد إنتاج خطاب نظام المخزن المغربي، بخصوص ما يسمى الحقوق التاريخية المزعومة في أراضي دول الجوار".  كما صدر تعليق رسمي من السلطات الجزائرية عبر بيان للجنة الفتوى التابعة لوزارة الشؤون الدينية، قالت فيه إن تصريحات الريسوني "تتضمن تحريضا واضحا ودعوة صريحة إلى الاعتداء على سيادة الدول".
وأضاف البيان أن "الريسوني سولت له نفسه، ظلما وعدوانا، إثارة خطاب الكراهية، والدعوة إلى إشعال نيران الفتنة بين شعوب المنطقة ودولِها وحكوماتها".
وفي موريتانيا، وبعد غضب شعبي، خرجت الحكومة الموريتانية لترد بقوة على الريسوني وتنظيمه.
وخلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي الخاص باجتماع مجلس الوزراء، قال الناطق باسم الحكومة محمد ماء العينين ولد أييه، إن تصريحات الريسوني المتعلقة بموريتانيا “مستنكرة ومدانة”.
واعتبر ولد أييه أن التصريحات “لا تستند إلى أي مصدر قد يمنحها مصداقية”، مشددا على أنها “ضد شواهد التاريخ، والقوانين الدولية“.
كما أكد أنها “بعيدة عن كل ما من شأنه أن يبث الطمأنينة ويحقق احترام الآخر”، لافتا إلى أن صاحب هذا الكلام لم يقله إلا حين “تبرأ من أي جلباب يشي بالحكمة والمصداقية”.
وقبل الموقف الرسمي، نددت هيئة العلماء الموريتانيين بالتصريحات المستفزة للريسوني، واصفة إياها بـ "المريبة وغير الودية والمستفزة".
وأضافت الهيئة أن "هذا النوع من الدعوات تطاول على سيادة بلادنا ولا يرضي الأشقاء في المغرب، ونعتب على صاحبه في موريتانيا"...///....

رئيس التحرير:

الأستاذ محمد الهادي الزين