تمر علينا الذكرى الثالثة لتنصيب فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني؛ وهي مناسبة تستحق وقفة تأمل وتفكير؛ مراجعة وتثمينا للمنجزات الكبيرة التي تحققت في هذه الفترة الوجيزة؛ رغم ما طبعها من أحداث وتطورات عالمية غير مناسبة، واستشرافا للمستقبل الواعد في ظل استمرار تلكم الإنجازات كما وكيفا.
ولست هنا في وارد إجراء عملية جرد شاملة لما تحقق للوطن والشعب من مكاسب وإنجازات خلال هذه الفترة، ولا حتى في وارد الشرح المستفيض للتحديات المذهلة التي واجهها بلدنا كما هو حال جميع بلدان العالم من حولنا.
إن ما أود بلوغه من هذا المقال هو فقط إلقاء نظرة خاطفة على نماذج مما حققه فخامة الرئيس لشعبنا وبلدنا في ظروف استثنائية عالمية لا تحتاج شرحا ولا توصيفا.
ولعل من أبرز ما يمكن أن يلفت انتباهي كمنتخب مؤتمن على مصالح الناخبين؛ هو ذلك التطور الاستيراتيجي العميق الذي أحدثه فخامة رئيس الجمهورية على مستوى سياسية اللامركزية المنتهجة في بلادنا؛ من خلال استحداث مجلس أعلى للامركزية، وتعزيز دور المؤسسات اللامركزية على جميع المستويات، وإزالة العقبات القانونية والإدارية التي كانت تحد من فاعلية الجهات والسلطات اللامركزية ومن قدرتها على الإنجاز والعطاء.
ليس ذلكم فحسب؛ بل إن فخامة الرئيس أصر على إعطاء السياسة التنموية الحكيمة والمحكمة التي انتهجها كل أبعادها الاجتماعية والأخلاقية، وكل مضامينها العينية المحددة والملموسة؛ فكانت سياسة التحويلات النقدية للأسر الفقيرة والطبقات الهشة التي خصصت لدعمها ميزانيات بمليارات الأوقية؛ شملت كل أشكال الدعم والمساعدة كالهبات الشهرية، والدعم الغذائي والتأمين الصحي.. وغيره.
ولم يكن شيء من ذلك كله؛ مانعا أو بديلا عن سياسية التوسع في المشاريع التنموية ذات الأهداف الاستيراتيجية بعيدة المدى وبالغة الأثر على الوضع المعيشي للسكان؛ فكانت المشاريع الطموحة في مجالات الزراعة، والري، والتنمية الحيوانية، وحماية وتطوير الثروة البحرية...
وغني عن التنبيه أن كل هذا تم ويتم في ظل جو فريد من الانسجام الاجتماعي والانفتاح السياسي والتهدئة الشاملة طال عهد الموريتانيين بمثله، والتوجه الجاد لإصلاح إدارتنا إصلاحا مؤسسيا، وتفعيل أدوات محاربة الفساد الإداري والمالي بعيدا عن الديماغوجيا والدعاية السياسية أو تصفية الحسابات الشخصية.
كما تم ويتم كل هذا بالتوازي مع سياسة إصلاح شاملة ومتدرجة وطموحة لنظامنا التربوي، ولمؤسساته وبرامجه وهيآته؛ وعيا بحقيقة أن إصلاح الإنسان وتكوينه وطنيا وعلميا هو المقدمة السليمة لكل تنمية مستديمة أو نهضة شاملة يراد لها البقاء والاستمرار؛ فكان تعهد فخامته بتأسيس المدرسة الجمهورية التي يستحقها بلدنا وأبناؤه وأجياله المتلاحقة.
واستلهاما لتوجيهاته، وأخذا بتعهداته، وتقديرا واحتراما لبرامجه وأولوياته؛ فقد حرصنا في بلدية تفرغ زينة على أن نظل شريكا أمينا ونشيطا في تنفيذ تلك البرامج والتوجهات، وعلى تحمل نصيبنا في الوفاء بما يخصنا من مسؤوليات.
وفي هذا المجال حرصت البلدية على تنمية وتطوير تدخلاتها ذات الأبعاد الاجتماعية؛ فاتجهت لمآزرة ودعم فئاتنا الهشة وأسرنا الأكثر احتياجا سواء تعلق الأمر بالتحويلات النقدية أو بمختلف أشكال الرعاية الصحية والدعم بالسلال الغذائية.
وإدراكا منها لأبعاد سياسية رئيس الجمهورية الهادفة إلى إصلاح نظامنا التعليمي؛ حرصت البلدية أيضا على الانخراط التام في الجهد الوطني القائم تنفيذا لتعهدات الرئيس في هذا الصدد واحتراما لأولوياته في هذا المجال.
وفي هذا الإطار تبنت بلدية تفرغ زينة مشروعا طموحا للمساعدة في النهوض بقطاع التعليم؛ وذلك من خلال رعاية المؤسسات والمدارس والتعليمية، والمساهمة في ترميم بعض تلك المؤسسات وتشييد بعضها الآخر؛ وتزويدها بمختلف الأدوات التعليمية؛ فضلا عن رصد الجوائز والمحفزات المادية تشجيعا لطلابنا وتلامذتنا.
إنه حقا عهد مختلف؛ يعيشه بلدنا؛ وتنفتح معه أبواب الأمل واسعة على مستقبل واعد طال ما حلمت به أجيال سابقة.
ولا شك أن الذكرى الثالثة لتنصيب فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني؛ هي مناسبة لتوجيه تهنئة مستحقة للموريتانيين جميعا رئيسا وحكومة وشعبا؛ ليس فقط بمناسبة ما تحقق؛ بل أيضا بمناسبة ما ينتظر تحقيقه في المديين القريب والمتوسط؛ ما دمنا متشبثين برئيسنا وبنهجه، وبخياراته الوطنية وأهدافه الطموحة.
وأيضا مادمنا حريصين على مآزرته ودعمه والسير معه بإخلاص حتى تحقيق كامل أهدافنا المشروعة في التنمية الشاملة، والنهضة الكاملة؛ حتى نحتل المكانة اللائقة بنا بين الأمم.
وهذا هو رجاؤنا، وأملنا، وهو عهدنا وتعهدنا.. إن شاء الله.
وكان الله في عوننا أجمعين
الطالب ولد المحجوب
عمدة بلدية تفرغ زينة