مالي دولة جارة صديقة وشقيقة؛ وهي جزء مميز ومتقدم من عمقنا الاستراتيجي في قارتنا الإفريقية.
أما عن التداخل العرقي والأواصر التاريخية والدينية والاجتماعية المتينة بين الشعبين الموريتاني والمالي؛ فحدث ولا حرج.
من هذا المنطلق؛ فإن الحديث عن أي مشاركة موريتانية (رسمية أو شعبية) في حصار هذا الجار سيكون هو عين الخطإ والعار، والغباوة والبوار.
صحيح أن الحرية والديموقراطية مطلبان شعبيان مشروعان وجديان في قارتنا السمراء، كما صحيح أيضا أن شعوبنا تستحقهما وتستحق أكثر منهما..
لكن صحيح أيضا أن الحرية والديموقراطية هما فضيلتان تكتسبهما الشعوب نضالا لا استجداء للغير، ولا نزولا عند ضغوطه وإكراهاته وتغولاته.. ومن باب تحصيل حاصل أن الذين يضغطون الآن على الشقيقة مالي بحجة حماية المسار الديموقراطي؛ لن يكون لضغوطهم من نتيجة غير زيادة معاناة شعبها الصبور؛ ثم فرض أجندتهم الخاصة وحماية نفوذهم في هذا البلد المنكوب.
أما الشعب المالي (وكذلك شأن كل شعوبنا العربية والإفريقية)؛ فهو قمين بتحقيق كل آماله وأحلامه وتطلعاته المشروعة في الحرية، والديموقراطية، والتنمية، والوحدة الوطنية؛ إذا ترك له الخيار الداخلي الحر بعيدا عن التدخلات والإملاءات الخارجية.. وإن خير أصدقاء هذا الشعب هو من يساعده بالدعم غير المشروط، وبالإسناد غير الممنون؛ وليس بالاستعلاء والتجبر والحصار.. وهذا هو ما يليق أن يكون عليه الموقف الموريتاني الرسمي والشعبي، وهو ما نتمنى أن يكون؛ بل ما نثق أنه لابد أن يكون..
و: "إن أخاك الحق من يسعى معك
ومن يضر نفسه لينفعك
ومن إذا ريب الزمان صدعك
شتت فيك شمله ليجمعك"