احتفى كثير من الموريتانيين بمرور ذكرى الثاني عشر من دجمبر 1984، تاريخ الانقلاب الذي قاده الرئيس السابق معاوية ولد سيد أحمد ولد الطايع وتقلد إثره زمام الأمور في موريتانيا طيلة 21 سنة.
ورغم مضي 16 سنة على خروجه من السلطة؛ مازال الموريتانيون يختلفون في موقفهم من الرجل بين من يعتبره "مؤسس الفساد" في البلاد، ومن يعتبره "المؤسس الحقيقي للدولة الوطنية الموريتانية".
ومع ذلك لم يخف كثير من المدونين حالة من الحنين للرجل ولحكمه وحنكته وحكمته..
وكنموذج لما نشره وكتبه المعجبون به؛ ننشر التدوينة المطولة التالية للمدون سيد محمد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
12 - 12
تمر الذكرى وكأن شيئا لم يكن
كأن لم يكن بين الحجونِ إلى الصفا :: أنيسٌ ولم يَسمر بمكة سامر!!
معاويَّ داوِ ليعَاتْ :: ذَ الشعبْ إلِّ شورَكْ دَاوِ
واعجَلْ داوِ سابگ ما جاتْ :: تلكَ الأيامُ نداوِ (لُها)
يقول النابغة الغلاوي في نظمه (أم اطْرِيـد):
الحمد لله الغني الباقي :: مُبيد أهل الأرض والطِّبَاق
ثم الصلاة والسلام عبقـا :: على من استحال بعده البقا
هذا وذي تذكـرة للنـاس :: نظمتها تذكـرة للناسـي
سميتها بعقـد أم اطْرِيـد :: في عظة الواعظ والْمُريـد
قالت لنا أم الطريد الدنيـا :: ليست بشيء كلها لاثنيا
وشهد البَهْجَ لها على ذا :: وقلَّ من عن حكـم ذيـن لاذا
/
12 / 12
أفراح الشعب
مجموعة شعرية من و حي حركة 12 دجمبر التصحيحية
بين يدي هذه المجموعة:
الأستاذ /محمد محمود ولد ودادي
وزير الثقافة و الإعلام
ها هي ذي بين يديك –أيها القارئ الكريم- باقة من القصائد كتبها شعراء موريتانيون في غمرة الفرح و الابتهاج بعهد الحرية و المساواة و الوئام في وهج الزهو و الاعتزاز بالقائد الذي دشّن هذا العهد يوم 12 دجنبر 1984، فحطم الاغلال و رفع السيف المسلط على الرقاب و أعاد الأمن و الطمأنينة الى ربوع موريتانيا الحبيبة.
لقد كُتبَت هذ القصائد في مناسبات خاصة، فكانت ترحيبا صادقا و تقديرا و إكبارا لسيادة العقيد معاوية ولد سيد أحمد الطائع إبّان جولته في بعض المناطق الداخلية، أو في ذكرى حركة التصحيح و لكنها بمحتواها تتجاوز الحدث العابر إلى ما هو أعمق و أبقى، فهي ترسم جوانب لوحة قاتمة لوضع البلاد قبل حركة التصحيح،
وتسجل منجزات الحركة، و تحيي في رئيس الدولة نموذج الابن البار و المخلص المنقذ.
و قائع حية ..و حقائق مشهودة...
كانت البلاد قبل 12 دجنبر 1984 قد تحولت إلى سجن كبير لأبنائها فضاقت بهم الأرض بما رحبت ..و ساد الخوف و الهلع، و اكتظت السجون بالمواطنين و اضطر كثيرون إلى أن يطلبوا خارج موريتانيا الأمن الذي فقدوه داخلها. و رافق الرعب المتزايد تدهور متلاحق في الوضع الاقتصادي و المالي للدولة : مشارع تتعثر .. مديونية تتزايد ..أرصدة تتناقص لحد ينذر بالافلاس.
و في هذا الجو النفسي والاقتصادي الموبوء نمت ظواهر مرضية فتاكة بقيم المجتمع و كيان الدولة الحضاري : تفشت الرشوة و تنامت النزعات القبلية و الجهوية و الطائفية السياسية الضيقة لتحل محل الدولة التي عجزت أن تضع نفسها في خدمة الشعب فخسرت ثقته.
و على الصعيد الإقليمي و الدولي، كانت الدولة تعيش عزلة خانقة نتيجة لفقدان عنصر الحكمة في السياسية الخارجية. و في هذه الظروف العصيبة جاءت حركة 12 دجنبر، فواجهت التركة الثقيلة مواجهة و طنية شجاعة : أفرغت السجون و أعادت الممتلكات المصادرة و أعادت للمواطن الثقة بوطنه و دولته و قررت أن مهمة الدولة هي توفير الأمن لمواطنيها و ضمان الحريات العمومية و ليس العكس .. و دعت الشعب إلى التخلص من الوصاية التي يفرضها عليه من لا يمثلون مصالحه و المشاركة في تسيير شؤونه ومحاربة أمراض الإدارة و المجتمع : الرشوة.. القبلية.. المحسوبية إلخ..
و على المستوى الاقتصادي: وضعت القيادة خطة تقويم سهرت على تنفيذها خير تنفيذ فأخرجت البلاد من مأزق حرج و كسبت ثقة الممولين و تقديرهم.
و على الصعيد الخارجي: مدت القيادة يد الإخاء إلى جيرانها و إلى جميع الدول الشقيقة و الصديقة، و فتحت مع الجميع عهدا جديدا من التعاون أساسه الحرص على سيادة الدولة و استقلالها و تقدير حقائق الشعب الموريتاني و مصالحه و الرغبة في تعزيز عوامل الوحدة و التكامل و التفاهم في المحيط العربي-الاسلامي-الافريقي, و على الساحة الدولية.
لقد غنى الشعراء لكل هذه المكاسب و ترجموا أفراح الجماهير و آمالها و مطامحها إلى كلام موزون مقفى، نابض بالصدق، مفعم بالحرارة مشبع بالأمل و الثقة والتفاؤل بالمستقبل ... و ما الشعراء إلا ضمير الشعب و لسانه المفصح عن وجدانه..و من هنا تأتي القيمة المتميزة لهذا الديوان.
ليست هذه القصائد من فئة المديح التقليدي الذي يدلل به الساسة و تستدر به العطايا و الهبات ..فلا مزايدة و لا تملق .. و لا تمسح بالأعتاب، و إنما هي حقائق حية و وقائع ملموسة : سيوف أغمدت، و أغلال كسرت، و آمال بعثت من مرقد طويل..
هي فرحة الخائف بالأمن و المظلوم بالانتصاف و الاسير بالانعتاق ...
حَسْبُ الشعراء أن يكونوا قد جمعوا فيها بين عقل المؤرخ و عاطفة الإنسان و خيال الأديب، دون ان يفقدوا الصلة بالواقع، و حسب الكلمة فيها شرفها ..
إن شرف الكلمة هو أن تطابق المعنى الذي وضعت له، لا تفيض عنه إن هو لم يفض عنها، و الكلمة –في هذا الديوان- شريفة بقدر ما هي صادقة.
محمد محمود ولد ودادي
وزير الثقافة و الإعلام
/
أعياد قومي تلاحقت
محمد سالم ولد عدّود
معاويُ إني لست بالمتزلّف :: و لست لقرض الشعر بالمتكلّف
و لكنها أعياد قومي تلاحقت :: فما تقذف الأفراح في القلب يقذف
هنيئا لك العيدان فاسلم لثالث :: بكانون يحيي ذكره كل منصف
ربيع و تشرين المجيد تعانقا :: و قد وقفا في الصفّ أكرم موقف
ليستقبلا كانونك المشرق الذي :: يطل على الآفاق إطلال مشرف
لبست من العيدين أبهج حلّة :: فأبل و أخلف ثم أبل و أخلف
و جدّد من الإسلام ما كان قد عفا :: و لا تن و انبذ لوم كل معنف
و سسنا بتوفيق و حلم و ضاعفن :: جهودك في ضم الشتات و كثّف
فإنك إن أخلصت الله في الذي::تحاول تنجح، ما الكريم بمخلف
/
تحية لدجمبر
أحمدُ ولد عبد القادر
دجنبر وافى طالعا يتبختر :: تغنى له الأفلاك و الكون أزهر
نشيد سلام قرت العين وقعه :: أهازيج يحدوهن نصر مؤزر
دجنبر هل أهدى لك الورد و السنى :: أكاليل في أردانها تتعطر؟
و كيف وأنت النور و الشمس ظاهرت :: ربيعا و برداها خزامى و عنبر؟
أحبك حبي للبلاد و إنه :: هو الحب لا حبا سواه فيبهر
و لست بمدّاح لقوم و إن علوا :: و لكن فضل الأرض للأرض يذكر
مسحت دموعا كنّ جمرا تقرّحت :: مساربه سيلا يجيش و يسعر
و جئت لتمحو كلّ قيد ملطّخ :: ينوش رقابا في الدجى تتكسر
و نادت بك الأكوان و الدهر شاهد :: ألا إنما الإنسان فيك المظفّر
خلقنا بهذي الأرض قوما أعزّة :: و أنفسنا بالخير تبنى و تعْمر
إذا غاب عنّا الماء و الخبز لم تغب :: كرامتنا فيما نقول و نبصر
و ترضعنا الصحراء روح انعتاقها :: نسيما طليقا في العوالم يخطر
فكيف تربينا السلاسل أمة :: سوى ما خلقنا كيف نحيا و نقهر؟!
إذا ملك الإنسان حقّ احترامه :: فكلّ اعتبار بعد ذلك يصغر
دجنبر مرحى فالرؤى تلد الرؤى :: مجنحة تحنو إليك و تعبر
طلعت طلوع الفجر و الليل نائم :: و سرت مسار البدر يعلو و يكبر
و إنّ رجالا قرّبوك لفتية::ستذكرهم أيامنا حين نفخر
تقدّم بنا إن السبيل طويلة :: إلى أن يغطى الجدب للخصب مظهر
و نرفع من أمجادنا و تراثنا :: مشاعل يدعوها الغد المتطور
فذكراك باق في القلوب مناطها :: تغنى لها الأفلاك و الكون أزهر
/
دجمبر عيد المجد
ناجي محمد الإمام
دجمبر في الآماد عيدك أسطع::و حمدك موفور و ذكرك أرفع
فعهدك تصحيح و و عدك منجز::وقولك مفعول و فعلك أنجع
بيانك تقويم و صوتك ثورة::و هديك إيمان إلى الحقّ مهيع
و امنك تأمين و أمرك نافذ::و عرضك محفوظ و ووجهك أنصع
أتيت كما الغيث المرب فأمرعت::ربانا و فعل الخير للأرض ممرع
دجنبر هل ينساك شعب عتقته::و قد كان فيه الجور يرعى و يرتع
أينسى و كان القيد و الخوف سيدي::بلاد يعض الجوع منها و يقطع
أينسى نيوب الموت تنهش جلده::أينسى يد الجلاّد تكوي و تصفع؟
أينسى عزيزا ذلّ في كل مهمه::يطارده نذل الطبائع أجدع؟
"أبا أحمد" فجّرت نبع دجنبر::فأرويت ظامي المجد و المجد مربع
"أبا أحمد" حرّرت شعبا مكبلا::فأضحى على سامي العلا يتربّع
هو الشعب ما نامت على الضيم عينه::و عمر الطواغيت الزمان مضيع
"أبا أحمد" مرحى فعش متفرّدا::على قنن التاريخ تسمو و ترفع
"أبا أحمد" شنقيط و المجد وسمها::على هامك المرفوع بالخلد يطبع
تبايع فيك الابن و القائد الذي::على يده الآمال تبنى و تصنع
أبا أحمد "شنقيط" أعطتك سرّها::و إنك للأسرار أهل و موضع
أبا أحمد فاهنأ بعيد دجنبر ::فدهرك أعياد و مدحك مطلع
لواؤك منصور و جندك غالب::و حظّك موفور و نورك أسطع
أبا أحمد فاهنأ بشعب تقوده::فإنك أنت "السيف" و القوم "تُبَّع"ّ.
/
كانون ملحمة العشاق
محمد كابر هاشم
كانون فجر و أشواق و ملحمة::و نجمة من نجوم المجد غرّاء
كانون مئذنة شما و مأسدة::معطا و سنبلة خضراء فيحاء
كانون ملحمة العشاق سنبلة::و نخلة فرعت في التيه معطاء
النخل من قبل ضاقت عراجنه::و استُنزف النسغ و الأملاح و الماء
ما إن ترى البسر في أعلى شمارخه::إلا و تسقطه نكباء هوجاء
به استطالت عجاف النخيل باسقة::و استأنست بحفيف البان ورقاء
الخيل من قبله هجن مغارسها::لا الخيل خيل و لا البيداء بيداء
أستغفر الله إلا ما تناقله::عن حرب داحس و الغبراء أنباء
من قبله أحرف الجر استعين بها::في الفعل بل صار في الأفعال أسماء
من قبله الأصمعي أضحى مغمغمة ::حروفه و استطاب اللحن فرّاء
دمع الحرائر كانون يكفكفه::فاليوم لا دمعة خرساء حراء
/
"أسوت الجراح" للشاعر
الخليل النحوي
لما أسأرت فيك الشهامة و الندى::لثارات مجد فيك ما ذهبت سدى
لعهد رعى الاحرار فيك ذمامه::لمجـــد قديــــم المأثرات تجدّدا
أهلل يا أرض البطولات و الفدا::و أهزج مزهوا و أصدح منــشدا
هنيئا لهذ الشعب عيد انعتاقه::أما كان قبل اليوم حرا مقيدا؟
رهين جنايات أسير دعاية::تمـزقه شلوا و تطعمه الـردى
و تنكر منه وجهه و انتماءه::كأن ليس قحا في المضارب سيدا
أمتهم من دب لا من جريرة::و مضطهد, لم يات سوءا و ما اعتدى
و باكية العينين شاكية الحشى::يؤرقها ألاّ مجيب سوى الصدى
جراح و أنات هنا و هناك..لا ::تغادر كثبان البلاد و لا الكدى
تبث الجوى و الرعب في كل خيمة ::وقد وسعت شعبا مهيضا مسهدا
تضيق به سوح البلاد رحيبة::فيسعى طريدا حيث كان مشردا
هموم تسنمت الذرى فجلوتها::و خلصت منها الآن و الأين و المدى
أسوت الجراح الداميات ثواعبا::فجفت، و أغمدت الخناجر و المدى
و كفكفت، لوّنت الدموع التي همت::فصارت ندى البشرى، وما كانت الندى
محضتكَ ودّي لم أكن متزلفا::على دخن، كلاّ و لا متوددا
و لكنه الإنصاف و الخير يُبتغى::و ما زرع الشعب العظيم ليُحْصَدا
لأيامه البيضاء هذي و قبلها::تقحم يوما قائظ الحر أسودا
و ضحّى و عانى لا تفل شباته::فغور في سوح الكفاح و أنجدا
فكنت به برا وفيا لعهده::تلم بجد شمله المتبددا
و تلبسه ثوب الأمان بأرضه::فلا غرو أن غنى بذكرك أو شدا
يبادلك الحب الذي أنت أهله::و يفتح صدرا كان بالهمّ موصدا
و يبسط كف العهد ..هذي يد الوفا::لما تبتغي منا العلى، فابسط اليدا
ألا أيها الآتي مع الفجر ومضة::تبدد عنه الغيهب المتبلدا
على القدر الموعود كان دجمبر::و كنت لأ عياد الكرامة موعدا
تهوّم في الآفاق أعراس بهجة::بها ادرع الشعب البشائر و ارتدى
لك الله إما كنت لله فانطلق::و عش للعلى, للمجد, للحق للهدى
تبوأ مكينا ما تشاء من الذرى::على دربك الميمون, لا تخف العدا
و لا ترتضي للشعب إلا انعتاقه::أنرت العشايا ان يعود مصفدا
و سسه برفق إنه الخير كلّه::و شيّد له بالعدل صرحا ممردا
و وطّئ له الأكناف بالحلم و ادعه::يُلَبّ, كما لبيتَ حين دعا الندا
لأنت ابنه البر الذي يزدهي به::و أنت الذي بوأته الأمن مقعدا
و كنت بما أوليته فخر يومه::فيا فخره في اليوم كن فخره غدا.
/
الجو أسبل رحمة
الداه بن الطلبه
عصم الرئيس و صحبه من عار::طغيان حكم م العدالة عاري
ظلم العباد بقتلهم و مساجن::غصت من الأشراف و الأبرار
غصب و جور و انتهاك محارم::تبذير مال الغير للأشرار
غيرتمُ مجرى حياة شؤمها::باد بكلّ مضرة أو عار
و منحتمُ عفوا كريما شاملا::جودا بأطيب فرصة الاعمار
و أنرتمُ وجه الطريق لقاصد::طيب الحياة و نصرة الأحرار
وهنا أجئ تبركا متمثلا::بمقول نجل بارع الأشعار
أو ما ترى صبح المنى متبلجا ::و دجى الأسى متخرق الأستار
و حمى الضلالة حصنه متهدم::و سنا الهداية ساطع الأنوار
و البشر في أهل السعادة سارب::و الكرب في قلب المعاند ساري
و الجوّ أسبل رحمة و مسرّة::و اليُمن في كل الأماكن جاري
دمتم و صنتم ما اكتسبتم من ثنا::يا نخبة الأبطال في الأقطار
بقيادة البطل الزعيم معاوي الــمبدي سبيل تحرّر الأفكار
ثم الصلاة على النبيّ و آله::ما استبدل الأشرار بالأخيار
هذا و ما رمت الثناء و لا الهجا::من قبل هذا المقصد الإجباري.
/
يا منقذ القطر
محمد محمود أبو شامه
يا مرحبا بك إسرارا و إعلانا::يا من أقمت لصرح العدل بنيانا
يا قائد اللجنة الغرّاء كم فرحت::بهذه الزورة العصماء دنيانا
يا لجنة اليمن و الإصلاح شرّفنا::وفد الرئيس الذي في اليوم وافانا
أهلا بحرّاس أوطاني و سادتها::مَنْ أَلبسوا العدل للأوطان تيجانا
هم عصبة من أباة الضيم مخلصة::لهذه الأرض لا تنفك ترعانا
يسعون في رفع شأن القطر كم بذلوا::وسعا لإصلاحه شيبا و شبانا
"ذو التلميت" تغنى اليوم مفتخرا::بكم معاوي يا أغلى أعزانا
يا منقذ القطر من ذلّ و مهلكة::لقد كشفت بإذن الله بلوانا
يا ثاني العشر من ديسمبر نعمت::هذي البلاد بما أعلنت إعلانا
أعلنت للشعب عفوا عن بنيه ضحى::فهبّ يهتف بالأفراح جذلانا
حققت للشعب ما يُبقي كرامته::دينا و عفوا و تحريرا و عمرانا
أطلقت للشعب –كل الشعب- ألسنة::كانت مكممة ظلما و عدوانا
و ذو الكفاءة قد أعليت قيمته::و كان من قبل ذا في القطر حيرانا
و الاقتصاد لقد أحكمت خطّته::و خارجا أرضنا أعليتها شانا
لقد دعوت إلى تثقيف أمتنا::لنكسب القطر إبداعا و إتقانا
معلمين صبايانا و صبيتنا::كيما نرى مرأة الأوطان إنسانا
فالأمهات بفضل العلم قادرة::أن تكسب الطفل أخلاقا و إيمانا
إنا بأقلامنا تقوى سواعدنا::نبني مواطننا تزداد قوانا
في ظل لجنة تصحيح غطارفة::يرون محياهم في القطر محيانا
لنبرز اليوم ما كنت عواطفنا::و ننشد الشعر أصنافا و ألوانا
أهلا و مرحب لا تنفك لاهجة::بها حناجرنا أهلا أحبانا
من المحيط إلى "ذي التلميت" إلى=نجد البشام فذات الشحن تلقانا
تلقى الحشود غزيرات مرحبة::ترحابنا بغزير الغيث يغشانا
تهش للقائد الميمون طائره::لا زال للقطر قسطاسا و ميزانا
نسعى و إياه في إسعاد أمتنا::لا ضيّعَ اللهُ ربّ العرش مسعانا
صلّى الإله على المختار من مضر::و الآل و الصحب أزمانا فأزمانا
/
أبى الله إلا رفعكم
أحمد بن محمد بن الشيخ سيديا
لقد زارنا برج من السعد طالع::كما جاء مدرارا من الغيث ناقع
فأهلا بهذا الوفد عاش رئيسه::معاوية الغطريف ينميه طائع
رئيس إذا تلقاه لقاك بشره::و للبرق لمع بعده الوبل هامع
له خلق يرضي الإله و خَلْقَهُ::فلا ساخط في شعبه أو منازع
فسكّن روع الخائفين و ردّهم::و عمّت جميعَ القانطين المنافِعُ
رعى حرمات الحق فيهم تكرّما::رئيس لشمل الحمد و الشعب جامع
أضاءت لنا الأيام في ظل حكمه::و أنهضنا توجيهه المتتابع
بقيت لدين الله تُعْلِي منارَه::و تَحمي حِماهُ إن أَلَمَ مفاجع
و أنقذتنا من جاحم في دجمبر::توقده عم المواضع لاذع
أبى الله إلاّ رفعكم و عُلُوّكُم::و ليس لما يُعليه ذو العرش واضع
لك الله في كلّ الأمور مؤيدا::يمدك بالسعد الذي هو ساطع
كذا فليدبّر دولة و رعيّة::رئيس بحفظ الدين و العدل بارع
فلا أنت عند السخط منك و لا الرضا::لغير الذي يرضى به الله صانع
و لا وجل عند الخطوب إذا دهت::و لا أنت مما يحدث الدهر جازع
و عدلك أغنى عن غيوم تتابعت::و عدل الرئيس للخصوب مشايع
و لجنتنا العظمى لإصلاح شعبنا::إذا ما رَمَتْ لم يَبْقَ للقوس نازع
تناط بها الآمال و الخطب مدهش::و تستمطر الجدوى و تخشى القوارع
تصول و تحمي شرعة نبوية::فذو الشرّ مقهور و ذو البر قانع
فما الحب إن ضاعفته لك باطل::و لا القلب إن أصفيته لك باخع
فلا ترفضوا الفرع الذي طاب أصله::و لا تنقضوا العهد الذي هو شائع
و صلّى إله الخلق ربّ محمد::عليه، فما في الحشر إلاه شافع
/
معالم التصحيح ..أعظم معتبر
محمد يحي ولد خيري
بطل الخلاص و صانع الثاني عشر::و دجمبر الميمون و العام الأغر
و الفترة الذهبية المثلى التي::تتجاوب الرغبات فيها و القدر
إن "الركيز" ليحتفي بقدوكم::من بعد ما قد كان أعظم منتظر
أهلا بكم و مرافقيكم والألى ::حملوا اللواء غداة رفرف و انتصر
عهد الخلاص و الإنعتاق حقيقة::والأمن و العمل المواكب بالظفر
عهد به غشي الرخا أحياءنا::عبر المناطق و الخلايا و الأسر
يا أيها الشعب اعتبر و حز المنى::فمعالم التصحيح أعظم معتبر
أوليسك تقويم اقتصادك مكسبا::ضخما يضاف إلى مكاسبك الأُخَرْ
عقد العقيد العزم أن لا ننثني::عن مدرج الأمم الهوادي و الزمر
و قرار برمجة الديون موفق::لولاه لم يدر الملا أين المفر
و قرار منح العفو كان شموله::للشعب من إحدى المسرّات الكُبَرْ
و قرار تطبيق الشريعة سائر::حيث الحدود جوابر أو مزدجر
و قرار تطهير الادارة صارم::و هو المحك لنضجنا و المختبر
و قرار تطبيق العقوبة و الجزا::أوفى بحق من انتهى و من ائتمر
و قرار تطوير المناهج مبدع::في صهر طاقات الفآت و مبتكر
و قرار تجسيد الحياد كواقع::في مشكل الصحراء أشرف مفتخر
و قرار توفير المياه متابع::فالماء من انبوبه الثاني انهمر
و قرار تخفيف البطالة منصف::في حق من بلغوا التقاعد و الكبر
و العدل في التوظيف أصبح نافذا::حقا و لم تعد الوظائف تحتكر
و امتد ظل الأمن ثمة وارفا::وعلت طوالع سعده مثل القمر
و تجمع الشمل الشتيت و اسكتت::من فوهة الارهاب صيحات الضجر
و تعززت سبل الوئام و وثقت::منه العرى و جرى بمجراه النهر
و افتر ثغر اليمن عن وضح الإخا::يتناثر الياقوت منه و الددر
و الصدر أثلج و المسامع شنفت::و العين من مرئيها الأبهى تقر
و قضى الوداد الصادق الأصفى على::ما للتناقض و الخلاف من البؤر
و توارت الأحقاد و انتظم الصفا::و انجابت الأكدار و انقشع القتر
يا شؤمه من عهد حيف لم تكن::تبقى الضغائن من ذويه و لا تذر
و لىّ و أصبح للمآسي متحفا::و جهاز فحصٍ للمواعظ و العبر
و لقد تدورك فامّحت آثاره::من بعد ما قد كان يؤذن بالخطر
يا بهجة الرؤساء و الزعماء بل::يا منشئ التاريخ و الفرص الغُرَرْ
إنا لنُكْبِرُ فيك لابن الطائع الوطنية العُظمى و إسعاد البشر
فاهنأ فأنت حرٍ بما أوليته::أو لم تكن لبلادك الولد الأبر
و العادِلَ الأحكامِ و الحَكَمَ الرّضيِ::و كأنما كل اقتباسك من عمر!
و الحلم وصفك في اشتقاق أصوله::و كأنما بك مبتداه و الخبر
صلّى الإله مسلّما منه على::خير البريّة من به شرفت مضر
/
يا ملمّ الشتات
محمدن ولد محمد الحافظ
أيها الشعب قم فذا كانون::و تجدّث إن الحديث شجون
قد أعيدت لك الكرامة فاطرب::و اشد ما شئت ما عليك عيون
لم تعد للجدران أذن فسامر::آمن القلب لا تُخِفْكَ الظنون
لا تجمجم في حلقة الشاي و اذكر::كل ما كان و الذي سيكون
و اصرف الجهد في البناء فكانون له الصلح و الإخا عربون
و قد محا ذكريات أمسٍ رهيب::و به دُكَت للطغاة حصون
و توارت عبادة الفرد و انزاحت هموم و خشية و شؤون
سلطة الفرد و التظاهر بالعدل و تحت الخفاء حقد دفين
بذرت في أهوائها جهد شعب::أكلته شدائد و سنون
عفرت حرمة البلاد و داست::حرمات القانون فهو مهين
كل عام نداء جمع و جمعٍ و اعتقال و حملة و سجون
و اقتصاد يسر نحو التدني::و يسار طورا و طور يمين
و اعتماد على الضغائن في الحكم فهذا مقصي و هذا مكين
و علاقات في السياسة ضيزى::و حياد مزيف و هجين
بين هذا و ذاك ضاعت بلادي::فانتشلت البلاد يا كانون
و أعدت احترام شعب تهاوى::ذكره و احتوت عليه الديون
و أعدت القانون حكما و فصلا::فاسترد احترامَهُ القانون
هبّة المخلص الأصيل و خط::و طني و طالع ميمون
يومها أشرقت أسرّة و جه الـــأرض و استبشر الحبيس الرهين
و جنى ثمرةَ التصالح شعب::طالما هزّه للأمن الحنين
لا حبيس تحت الإقامة يخشى::صولة الظلم فهو حر سجين
أو غريب مطارد أو مدان::ذنبه أنه لهذا قرين
ثاني العشر من دجمبر هذي::بيعتي أنت بالولاء قمين
أنت صالحت الشعب بالجدّ و الحزم و عزم في الحق ليس يلين
ثم ناديت للبناء هنيئا ::كل صعب في الصلح سهل يهون
مُرْ نُطِع أمرك الرشيد فما بعدك عطر و لا و وراك مصون
محو أمية الجماهير كسب::لرقي المواطنين ثمين
و اقتصاد البلاد في خطة التقويــم نهج نجاحه مضمون
ذاك هدي الرئيس من بهداه::قد رست في برّ الأمان السفين
يا أبا أحمد يحييك شعب::قد رأى أنك الرئيس الأمين
و الزعيم الذي عفا فاشرأبّت::نحو إنجازه العظيمِ العيونُ
و لعمري ما كنت مداح حكم::لا و لا كنت بالمديح أدين
غير أني أوفي الرئيس و كانون حقوقا ما كنت فيها أخون
يا ملم الشتات هذي علوم الضـّــاد يندى لما تعاني الجبين
هذه أسرة المحاظر تشكو::عَنَتَ الدّهر ما لها من يعين
كم محت من أمية فهي حصن::لحمى الدين و التراث حصين
ليس بدعا إذا حميتم حماها::فإليكم قد يجأر المسكين
حاش لله ان يُضامَ تراث::في حماكم أو يُستبَاحَ عرين
يا معاوي مرحبا ردّدتْها::أمهات و إخوة و بنون
و جماهير اضمروا من وداد::و انتماء أضعاف ما قد يبين
قد حللتم –و الوفد- أهلا فغنّى=بالمنى طائر و ماست غصون
لو تصحّ الجفون دربا لأمست::لكم في درب المسار الجفون
و صلاة على المشفّع من زال به الشك و استنار اليقين
/
الجو نور و أعباق
محمد الحافظ بن السالك بن الطلبه
أهلا تجسّدها هذي الأغاريد::و ذي الطبول و هاتيك الزغاريد
و ذي الهتافات بالترحيب رائعة::صوتا و للصوت تمطيط و تمديد
و اللافتات مرايا للقلوب لما::تجنه من معاني البشر تجسيد
أهلا و سهلا و لا يني الزمان بها::في كلّ آن من الآناء تجديد
أهلاو ليس لها حدّ تُحَدّ به::لا سيما و قريض الشعر محدود
أهلا و لم تكن ألفاظا مجردة::نقولها فلها بالحال تأكيد
فالحال ناطقة فصحى الخطاب لها::بما بقى عن لسان القول ترديد
و الجو نور و أعباق و زغردة::والأرض رقص و تصفيق و تغريد
إذ جاء قائدنا السامي و موكبه::محمود سعي به حفت محاميد
أرض "الركيز" بهم تهتزّ رابية::تجودها من حيا البشرى تجاويد
و قد أتى –و هو يحدوه و يقدمه-::يمن و نصر و تمكين و تأييد
قد جاء قاصدنا يرمي مقاصدنا::و إنه بتحايانا لمقصود
لنا الهناء به ضيفا يزور و إذ::دارت على يده منا المقاليد
كنا إلى مثله عطشى القلوب عسى::يكون فيه لنا سقي و تبريد
فالأرض إذ ذاك أحباس و مقبرة::يجري بها من دم الأشراف أخدود
و الشعب عابس وجه شاحب قلق::و الكون صدر من الإرعاب مزرود
و النار موقدة و اللسن يوثقها::ضرب و حبس و تعذيب و تشريد
للضرب و القتل يجري كل متهم::و للمبرإ تعزير و تهديد
أخطاء حكم أتى حكم يصححها::مرحى له و لما أسداه تخليد
بيوم صدق أتى صدقا تحيط به::أسد كتائب من إنتاجه صيد
قد جاء شمسا تنير النور ساطعة::تغشى الورى و لليل الجور تبديد
فانزاح ما كان يغشى الكون من شبح::في ظرف يوم و ذاك اليوم مشهود
فأصبح الوطن المحبوب منشرحا::يدعو: بني إلى أعشاشكم عودوا
و كان و الصدر منه ضيّق حرج::و الحلق فيه شجى و الثغر مسدود
و اليوم للسن إطلاق تترجم ما::تشاء فما في القول تقييد
و للأباطيل إزهاق و تنهية::و للعدالة بالقرآن تشييد
/
أخو الضياء اللامع
الدنبجه بن معاوية
هذا معاوية الفتى ابن الطائع::هذا الرئيس أخو الضياء اللامع
هذا الذي ترك البلاد و ما بها::شوك يدق و ما بها من لاسع
فهو السخيّ إذا السنون تتابعت::و هو الكمى لدى الصريخ الهائع
متسارع نحو المكارم جهده::أما الخنى فإليه غير مسارع
و إذا الشعوب تبيعها الرؤسا فما::هذا الرئيس لشعبه بالبائع
كم في وفودك من أكارم سادة::و سمادع لسمادع لسمادع
لا غرو إن حاز السيادة يافعا::قرم نماه سيد احمد بن الطائع
لله درك من مسالمة الورى::في الداخلي و الأجنبي الشاسع
كم فتنة سكنتها و ملمة::فرجتها من أخي ضلال ضالع
هذا "أبوتلميت" أصبح لابسا::بقدوكم حلل السرور الساطع
و اللهَ نرجو أن يمد زمانكم::متتبعين سواء نهج الشارع
نرجو لكم ها بجاه محمد::و بآله و بصحبه و التابع
صلّى الإله عليه ما سجعت على:: فنن مطوقة الحمام الساجع
/
سموت إلى العلياء
إسماعيل بن سيدي عبد الله
أبوتلميت البشر يغمره فعما::و راح إليه النصر يدعمه دعما
بوفد رئاسي به حلّ زائرا::على رأسه يبدو معاوية الأسمى
ينال جليل الحظ كل من اسمه::معاوية حزما معاوية عزما
معاوية فكرا و رأيا و محتدا::معاوية علما معاوية حلما
سموت إلى العلياء يالشعب جاهدا::إلى أن غدا بالعزّ في القلعة الشماّ
و ما زلت في محو الجهالة ساعيا::تحطم ركن الجهل تهدمه هدما
و توثر أهل العلم رفعا لقدرهم::تجدّد من عافى العلوم لنا رسما
و يا لَجْنَةَََ التصحيحِ طوبى لسعيكم::فما نختشي ظلما و لا نشتكي هضما
فقد شاع أمن للقلوب مطمئن::غداة توليتم قيادتنا حكما
فسيروا على درب البناء و قوموا::قيادتنا إنا نساندكم حتما
أقادَتَنَا إن المشاكل جمة::و لكننا بالعزم نهزمها هزما
فعونا على روض الصعاب وكسرها::فأنتم لها نعم لبمعين على الغما
فتعميم ماء بالطريق و كهربا::مطالب هذا القطر هم بها هما
ليشرب ظمآن و يبني بيته::و ينقل في سيارة قوته الاعمى
و نملأ سهل الأرض بقلا و خضرة::و نغرس أشجارا و نسقيها طعما
و نحرث ما شئنا و نغرس نخلنا::و تنمو المواشي للمنمي إذا نمى
و يحسن حال الكل من بعد بؤسه::و ينعم أهل الأرض كلهم نعما
و إنا لنشكوكم جمود رواتب::على أن للسعر ارتفاعا ع هنا جما
و جازاكم الرحمن خير جزائه::لعبد مطيع رم أعماله رما
و صلى على من جاء بالذكر مرسلا::و كان شفاء ذكره البدء و الختما
كامل الود