ميثاق/ وما: عقد فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني مساء أمس الخميس في سيلبابي ضمن برنامج زيارة العمل التي يقوم بها حاليا لعاصمة ولاية كيدي ماغه، اجتماعا ضم أطر الولاية ومنتخبيها ووجهائها وممثلي الفعاليات النسوية والشبابية والمجتمع المدني.
ووجه رئيس الجمهورية في بداية الاجتماع التحية لساكنة ولاية كيدي ماغه معربا عن سعادته بزيارة هذه الولاية العريقة.
وعبر عن امتنانه للسياسيين والأطر ولوجهاء ولاية كيدي ماغه على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة اللذين كان موضعا لهما والوفد المرافق له.
وقال إنه حرص؛ رغم أن الزيارة زيارة عمل؛ على تنظيم هذا اللقاء للاستماع للمواطنين وتبادل الحديث معهم والتعرف على مشاكلهم ورؤيتهم المتبصرة لإيجاد حلول لها.
وأفسح رئيس الجمهورية بعد ذلك المجال للأطر والوجهاء من أجل الإدلاء بآرائهم واستشكالاتهم حول مختلف مجالات التنمية في الولاية.
وثمن المتدخلون انفتاح السلطات العليا على مشاكل المواطنين واهتمامها بإيجاد حلول ملائمة لها، مشيدين بالإنجازات التي تحققت خلال السنة الماضية رغم التأثيرات السلبية لجائحة كورونا وما قامت به الدولة لمواجهة هذه الأزمة العالمية.
وقال رئيس الجمهورية في رده على استشكالات ومطالب أطر ووجهاء الولاية إن المداخلات كلها رغم قصر الوقت والتكرار في بعض الأحيان تركزت حول المصلحة العامة والمطالب التي تهم تحسين ظروف المواطنين في مختلف مناطق الولاية مما يدل على مستوى رفيع من الوعي والحرص على تحقيق الأصلح والإحساس بأهمية إيجاد الحلول للمشاكل المطروحة.
وقال رئيس الجمهورية ان المداخلات تضمنت مقترحات ومقاربات مهمة لتنوير الرأي العام وتوجيه السلطات العليا في البلاد في هذا الصدد.
و تطرق رئيس الجمهورية لبعض المداخلات مؤكدا أن الإهمال لن يطال أيا من المشاكل الأخرى التي لن يتيح الوقت التطرق لها والتي يقوم مسؤولو القطاعات المعنية بتسجيلها وإيجاد الحلول الملائمة لها بما فيها المشاكل المتعلقة بالقطع الأرضية.
وقال بخصوص إحساس بعض سكان الولاية بالغبن؛ فإن السلطات العليا ستبذل مجهودا كبيرا في سبيل عدم تعرض أي كان للغبن.
وبخصوص الحالة المدنية قال رئيس الجمهورية إن عدم توفير الأوراق المدنية غير مقبول وإنه سيتم تزويد جميع الموريتانيين دون استثناء بالوثائق المطلوبة؛ مشيرا إلى أن هناك جهات عاكفة على ذلك، بما في ذلك تفعيل المراكز الفرعية لوكالة سجل السكان والوثائق المؤمنة في جميع الأماكن ودعمها بالوسائل البشرية والمادية للقيام بواجباتها.
وأوضح أن هناك لجنة مهنية ستباشر عملها من جديد في أقرب الآجال لحل مشاكل الحالة المدنية في جميع الولايات المعنية بما فيها غيدي ماغه وستسهر هذه اللجنة على تلبية مجمل المشاكل المطروحة في هذا المجال .
وأشار رئيس الجمهورية إلى أن هناك مشاكل في التزود بالمياه الصالحة للشرب في الولاية رغم مصادرها المائية الكثيرة خصوصا من الأمطار التي تذهب في بعض الأحيان إلى النهر، مبرزا أن الجهات المعنية ستباشر بحث السبل الكفيلة بحل مشكلة المياه.
وأشار رئيس الجمهورية إلى أن الدولة ستقوم بإقامة سد واحد على الأقل سيمكن غيدي ماغة من حل المشاكل المرتبطة بالزراعة والمياه الصالحة للشرب.
وقال في رده على سؤال يتعلق بتوفير الألبان واللحوم واستغلال المقدرات الكبيرة المتوفرة في هذا المجال، إن البلد يستورد أكثر من ٤ مليارات أوقية جديدة من الخارج من هذه المواد؛ مبرزا أن هناك جهات حكومية تدرس استغلال الألبان المحلية وتثمينها وإدخالها في الدورة الاقتصادية بما يوفر العملة الصعبة وينعكس إيجابيا على المنمين ويخلق فرصا للتشغيل وامتصاص البطالة.
وبخصوص التعليم قال رئيس الجمهورية انه هو كما ذكر بعض المختصين والعارفين بالمجال، أساس كل تنمية وتقدم وأساس كل نهوض بالبلد وهدفنا في هذا المجال يضيف رئيس الجمهورية هو قيام المدرسة الجمهورية التي يشعر فيها جميع الموريتانيين بالأخوة والتكافؤ والمساواة.
وأوضح أن هناك عنصرا أساسيا وركيزة لا غنى عنها في العملية التربوية هي المعلم والأستاذ، مهنئا هؤلاء على التفاني والجهود التي يقومون بها من أجل النهوض بالتعليم وترقيته وتثمينه.
وأعرب رئيس الجمهورية عن تقديره لتضحيات الأسرة التربوية، متعهدا بالقيام بما يلزم في هذا المجال بما يمكن المعلمين والأساتذة من لعب دورهم بجدارة في كل عملية إصلاح مستقبلية.
وبخصوص الطرق وفك العزلة عن بعض المناطق، أكد رئيس الجمهورية أنه بعد ثلاثة أشهر من الآن على الأكثر سيتم فك العزلة عن ول ينجه وغابو، من خلال ربطهم بطريق من كنكوصه إلى هامد وول ينجه ولعبلي وغابو.
وأبرز أن هذا الطريق ستستفيد منه عديد القرى و البلديات، وكذلك سيتم بذل جهود لكهربة مدينة غابو.
وبخصوص المطالب النسوية والشبابية، حيى رئيس الجمهورية الفعاليات النسوية في الولاية، مبرزا أن تآزر وغيرها من المؤسسات الحكومية ستعمل على تثمين عمل النساء ودعم التعاونيات النسوية.
وقال بخصوص شباب الولاية إن الدولة تولي أهمية كبيرة للارتقاء بالشباب وستعطى التعليمات للوزارة المعنية بالشباب من أجل بذل جهود معتبرة في هذا المجال.
وقال رئيس الجمهورية بخصوص المحافظة على البيئة إن الحكومة تعطي أهمية كبيرة للقطاع المعني بالبيئة والتنمية المستدامة، مشيرا إلى أن على الوجهاء والأطر والمجتمع المدني لعب دور إيجابي في المحافظة على البيئة بكل مكوناتها من منطلق أن لا غنى عنها لحياة الإنسان والحيوان.
وأشار بخصوص الحماية المدنية إلى أن هناك نقصا في معدات الحماية المدنية في عديد الولايات وأن هناك جهودا لتزويد عدد من عواصم الولايات بما فيها غيدي ماغه بمعدات لإطفاء الحرائق وأجهزة ووسائل الحماية المدنية.
وبخصوص ضرورة وجود التخصصات في مستشفى سيلبابي قال رئيس الجمهورية إن هذا الطلب مشروع وملح وهو أمر تعاني منه العديد من المستشفيات في عواصم الولايات، مبرزا أن تلبيته تتطلب في المقام الأول تكوين الأطباء وخلق التخصصات.
وأشار إلى أن المتاح من ذلك سيتم توفيره من طرف القطاع المعني وأن ما يتطلب التكوين والوقت قد لا تتأتى الاستجابة له في المدى المنظور بفعل عوامل موضوعية تم التطرق لها.
وحيى رئيس الجمهورية المواطنين الموريتانيين في الخارج على الدور الذي يقومون به في دول الاستضافة والتضحية التي يبذلونها من أجل بلادهم مثمنا الدور الذي قاموا به نساء ورجالا من أجل ضمان سلامة وخروج البلد من هذا الوباء خصوصا الدور الذي قام به الأطباء والخبراء الذي زودوا البلاد بالمقترحات والآراء التي ساعدت البلد في الخروج من هذه الأزمة العالمية.
وبخصوص مشكلة ازدواجية الجنسية قال رئيس الجمهورية إن الجهات المعنية تدرس الاستجابة لمطالب جالياتنا في هذا المجال وتعكف على إيجاد حلول مناسبة في هذا الصدد.
وأكد رئيس الجمهورية أن اللامركزية خيار لا رجعة فيه وستتم مواكبته بالطرق المناسبة مع عدم إغفال دوره الكبير في التنمية المحلية وفي تقريب الإدارة من المواطنين علاوة على دور اللامركزية في تقديم الحلول محليا للمشاكل المطروحة.
وجدد رئيس الجمهورية اهتمام السلطات العليا بهذا المجال وتعويلها عليه في النهوض بالبلد وفي إنجاح السياسات التنموية المتبعة.
من ناحية أخرى؛ دشن فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني صباح اليوم الجمعة في سيلبابي ضمن برنامج زيارة العمل التي يقوم بها حاليا لولاية غيدي ماغه، محطة طرقية جديدة في إطار تنفيذ برنامج توسعة وعصرنة مدينة سيلبابي.
وتضم هذه المحطة مباني إدارية لممثليات سلطة النقل البري والنقابات والمصالح الأمنية ومرآبا لتوقيف السيارات ومرافق أخرى.
وتبلغ كلفة هذه المحطة التي نفذتها شركة إسكان لصالح وزارة التجهيز والنقل تسعين مليون أوقية قديمة على نفقة الدولة الموريتانية.