وباء كورونا.. الحالة العامة في العالم اليوم: مبشرات هنا.. ومخاوف هناك

5 أبريل, 2020 - 14:01

يستعد الأميركيون لمرحلة صعبة من انتشار وباء كورونا بعدما تجاوز عدد الإصابات المؤكدة في بلدهم 300 ألف حالة، كما تزداد المخاوف في الصين بسبب العجز عن وقف الإصابات الجديدة، بينما تظهر بارقة أمل في إيطاليا وإسبانيا اللتين تتصدران سجل الوفيات عالميا.

وتجاوز مجموع الإصابات المؤكدة بمرض كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا المستجد في أنحاء العالم مليونا و213 آلاف حالة، توفي منها أكثر من 65,600، بينما تعافى أكثر من 252 ألف مصاب، وذلك وفقا لأحدث إحصاءات قدمتها اليوم الأحد جامعة جونز هوبكنز الأميركية التي تراقب انتشار الوباء.

وتأتي الولايات المتحدة في المرتبة الأولى من حيث الإصابات، حيث سجلت فيها أكثر من 312 ألف إصابة، في حين تجاوزت حصيلة الوفيات 8300 حالة.

توقعات ترامب
وتوقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن يرتفع عدد الوفيات في بلاده بشكل كبير، مجددا تأكيده أن الأسبوعين المقبلين سيكونان الأصعب.

وقال ترامب في البيت الأبيض أمس السبت "إننا مقبلون على وقت سيكون مروعا جدا، ربما لم نر قط مثل هذه الأعداد، ربما خلال الحرب العالمية الأولى أو الثانية أو ما شابه ذلك".

وأشار إلى أن الحكومة سترسل آلاف العسكريين إلى الولايات لمساعدتها في مكافحة الوباء، وأوضح أنه يجري إرسال ألف عسكري إلى مدينة نيويورك، بينهم أطباء عسكريون وممرضون.

معركة الكمامات
وشدد ترامب على حاجة بلاده إلى الكمامات الواقية، مهددا بما سماه "الانتقام" في حال لم تأخذ بلاده ما تريده منها، وتحدث عن قراره منع تصدير أجهزة التنفس المصنعة محليا إلى كندا وأميركا اللاتينية.

ونفى الرئيس الأميركي اتهامات بـ"قرصنة" تتعلق بالتعاقد على 200 ألف كمامة طبية كانت متجهة إلى برلين قال مسؤولون ألمان إنها فقدت وسط نقص عالمي خلال جائحة كورونا.

وقال ترامب "لم يكن هناك عمل قرصنة، بل على العكس".

وكان وزير داخلية ولاية العاصمة الألمانية برلين أندرياس جايزل قال أول أمس الجمعة إن مسؤولين أميركيين في تايلند صادروا كمامات طبية، متهما الولايات المتحدة بـ"القرصنة العصرية" واستخدام "أساليب الغرب المتوحش".

وقال مسؤولون في برلين أمس السبت إنهم ما زالوا يعملون لتحديد ما حدث للكمامات الطبية المعتمدة من نوع "إف إف بي-2".

ويتوقع خبراء البيت الأبيض الطبيون وفاة ما بين 100 ألف و240 ألف أميركي في تلك الجائحة، حتى لو تم الالتزام بأوامر البقاء في المنازل.

وفي نيويورك، أعلن حاكم الولاية أندرو كومو تسجيل 630 وفاة جديدة بالفيروس خلال 24 ساعة، وأن عدد الإصابات وصل إلى نحو 114 ألفا.

وقال كومو إن الإصابات في الولاية قد تبلغ ذروتها خلال سبعة أيام، مؤكدا أنه سيصدر قرارا يسمح بالإسراع في تخريج الأطباء والممرضين من الجامعات، وتسهيل إجراءات ممارسة عملهم، ليساعدوا في جهود مكافحة الفيروس.

مخاوف الصين
من جانبها، أعلنت لجنة الصحة الوطنية في الصين اليوم تسجيل 30 إصابة جديدة بفيروس كورونا في البر الرئيسي أمس السبت، ارتفاعا من 19 حالة في اليوم السابق.

وتزايدت حالات الإصابة الوافدة من خارج البلاد، بالإضافة إلى تسجيل حالات جديدة من العدوى المحلية.

وعلى الرغم من تراجع وتيرة الإصابات اليومية في الصين بفارق كبير عن ذروة الوباء في فبراير/شباط الماضي فإن بكين لا تزال عاجزة عن وقف الإصابات الجديدة كليا رغم فرضها إجراءات صارمة للغاية للحد من انتشار الفيروس الذي ظهر لأول مرة في مدينة ووهان الصينية في ديسمبر/كانون الأول الماضي، قبل أن ينتشر عالميا.

وأكثر ما يقلق الصين في الأسابيع الأخيرة هو الحالات الواردة من الخارج والمصابون الذين لا تظهر عليهم أعراض لكنهم ينقلون الفيروس إلى غيرهم.

بارقة الأمل الأوروبية
يزداد الأمل في الدول الأوروبية التي تعاني إلى جانب الولايات المتحدة من أشد تداعيات الجائحة، والتي سجلت أغلبية الوفيات.

وسجلت إسبانيا اليوم الأحد 674 وفاة جديدة بفيروس كورونا المستجد خلال الساعات الـ24 الأخيرة، وهي أدنى حصيلة منذ عشرة أيام وتعكس تراجعا لليوم الثالث على التوالي، وفق أرقام أعلنتها وزارة الصحة.

وبذلك يصل عدد الوفيات الإجمالي في البلاد منذ بدء انتشار وباء كوفيد-19 إلى 12,418 وفاة، وهي ثاني أعلى حصيلة في العالم بعد إيطاليا، أما عدد الإصابات المؤكدة فازداد بنسبة 4.8% ليصل إلى 130,759 إصابة.

وفي إيطاليا -التي تتصدر القائمة العالمية للوفيات، إذ سجلت أكثر من 15 ألف وفاة- ظهرت بارقة أمل أمس السبت، حيث تراجع عدد المنقولين إلى وحدات العناية المركزة بالمستشفيات للمرة الأولى منذ انتشار الوباء قبل أكثر من شهر.

وقال مدير الحماية المدنية الإيطالية أنجيلو بوريلو "إنه نبأ مهم لأنه يخفف العبء عن مستشفياتنا". وأضاف "إنها المرة الأولى التي ينخفض فيها العدد منذ أن بدأنا إدارة هذا الوضع الطارئ".

ويشكل هذا التراجع النسبي جدا في عدد الوفيات والإصابات بارقة أمل في تباطؤ انتشار الفيروس بعد إجراءات حجر مشددة فرضتها الدول الأكثر تضررا لأسابيع.

استئناف أنشطة في إيران
من جانبه، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم الأحد إن بلاده ستستأنف الأنشطة الاقتصادية "منخفضة المخاطر" في 11 أبريل/نيسان الجاري، وذلك على الرغم من أن إيران تشهد أكبر عدد إصابات ووفيات بفيروس كورونا المستجد في الشرق الأوسط.

وأضاف روحاني في اجتماع بثه التلفزيون "تحت إشراف وزارة الصحة، كل الأنشطة الاقتصادية منخفضة المخاطر سيتم استئنافها".

وقال إن "ثلثي العدد الإجمالي للموظفين الحكوميين سيعملون من خارج المكاتب اعتبارا من السبت، لا يناقض القرار نصيحة البقاء في المنزل التي أصدرتها السلطات الصحية".

وأعلنت وزارة الصحة الإيرانية اليوم ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا إلى 3603 حالات، بعد تسجيل 151 حالة وفاة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية.     

وصرح المتحدث باسم الوزارة كيانوش جهانبور بأن عدد الإصابات ارتفع إلى 58,226 حالة بعد تسجيل 2483 إصابة جديدة.

كما أعلن أن 22,011 من المصابين قد تعافوا بالفعل، وفقا لما نقلته عنه وكالة أنباء فارس الإيرانية. 

العالم العربي
واصلت الدول العربية رفع مستوى إجراءاتها لمكافحة انتشار فيروس كورونا مع تسجيل مزيد من الإصابات والوفيات.

الجزائر
قررت الجزائر "توسيع إجراء الحجر الجزئي إلى كافة ولايات البلاد باستثناء ولاية البليدة التي ستظل خاضعة لإجراء الحجر الكلي"، وفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء مساء أمس السبت، ويدخل القرار حيز التنفيذ من اليوم الأحد وحتى 19 أبريل/نيسان الجاري.

وقبل هذا القرار كان إجراء الحجر الجزئي -الذي يتمثل بحظر التجول من السابعة مساء حتى السابعة صباحا- مطبقا في الجزائر العاصمة و13 ولاية من ولايات البلاد الـ48.

وتم الإعلان رسميا عن 130 وفاة بفيروس كورونا في الجزائر حتى الآن، و1251 حالة إصابة في المجمل.

المغرب
أصدر ملك المغرب محمد السادس قرارا بالعفو عن 5654 سجينا خوفا من تفشي فيروس كورونا المستجد في السجون.

وقالت وزارة العدل المغربية اليوم الأحد في بيان إنه تم اختيار المستفيدين من هذا العفو بناء على "معايير إنسانية وموضوعية مضبوطة تأخذ بعين الاعتبار سنهم وهشاشة وضعيتهم الصحية، ومدة اعتقالهم، وما أبانوا عنه من حسن السيرة والسلوك والانضباط طوال مدة اعتقالهم".

كما أوضح بيان الوزارة أنه سيتم الإفراج عنهم على دفعات "للظروف الاستثنائية المرتبطة بحالة الطوارئ الصحية، وما تفرضه من اتخاذ الاحتياطات اللازمة".

تونس
وافق البرلمان التونسي بالإجماع أمس السبت على تفويض صلاحياته للحكومة لمدة شهرين، في إطار خطط لتسريع الإجراءات الحكومية في مواجهة أزمة وباء كورونا وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية.

ويسمح القانون للحكومة بإصدار المراسيم دون استشارة البرلمان مسبقا، بما في ذلك المرونة في صفقات الشراء العامة وتعبئة الموارد المالية للدولة من الداخل والخارج.

وأعلنت تونس إجمالا 495 إصابة بفيروس كورونا و18 حالة وفاة وتكافح لمنع انتشاره بعد إعلان إغلاق تام يستمر إلى 19 أبريل/نيسان الحالي.

وقال وزير الصحة التونسي عبد اللطيف المكي أمس السبت خلال جلسة البرلمان إن أكثر من عشرة ملايين تونسي سيكونون مجبرين على ارتداء الكمامات الواقية في الفترة اللاحقة للحجر الصحي تحسبا لظهور موجة جديدة من العدوى.

وأضاف "نحن بصدد التشاور بشأن مواصفات الكمامة الواقية، لن نعود إلى الحياة العادية بسهولة".

مصر
أعلنت الرئاسة المصرية تأجيل فعاليات ومراسم افتتاح ما وصفتها بالمشروعات القومية الكبرى -بما يشمل العاصمة الإدارية الجديدة والمتحف الكبير- حتى عام 2021 بسبب فيروس كورونا.

من جهة أخرى، قال وزير الدولة المصري لشؤون الإعلام أسامة هيكل إن من المتوقع تمديد حظر التجول والإجراءات الاحترازية في البلاد لمواجهة فيروس كورونا.

وأعرب الوزير عن قلق الحكومة من تضاعف إصابات كورونا في الأيام المقبلة بما يفوق طاقة القطاع الطبي.

الأردن
أعلن وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام أمجد العضايلة أمس السبت أن بلاده ستستخدم طائرات مسيرة وكاميرات مراقبة، للتأكد من الالتزام بحظر التجول في عموم مدن المملكة والذي دخل حيز التنفيذ منذ نحو أسبوعين.

المصدر: الجزيرة: وكالات