تسبب انقطاع خدمات شركة فيسبوك -التي تشمل مواقع وتطبيقات فيسبوك وإنستغرام وواتساب- عن العديد من المستخدمين حول العالم يوم الأربعاء 13 مارس/آذار، في إرباك مستخدمي هذه الخدمات، وأثار تساؤلات عن أسباب هذا الانقطاع المتكرر في خدمات الشركة.
فوفقا لتقرير من موقع داون ديتيكتور (downdetector) المختص بمراقبة أداء المواقع، بدأت تقارير المستخدمين عن المشكلات المتعلقة بخدمات فيسبوك وإنستغرام وفيسبوك ماسنجر بالظهور بعد ظهر يوم الأربعاء، على الساحل الشرقي للولايات المتحدة والمملكة المتحدة والبرازيل، في حين جاءت تقارير انقطاع واتساب في البداية من المكسيك وأميركا الجنوبية وأوروبا.
المخترقون وانقطاع فيسبوك
وقال بيان فيسبوك عن الحادثة إن الفريق التقني يعمل على اكتشاف سبب هذا الانقطاع، ولكنه أكد أنه ليس بسبب عمل تخريبي خارجي.
وتوجه الاتهامات في هذه الحوادث للمخترقين بالقيام بهجمات الحرمان من الخدمة (DDoS) والذين بالطبع لا يمكن استثناء قدراتهم بالتسبب في مشاكل حقيقية لعملاقة الشبكات الاجتماعية، حيث قاموا سابقا بعدد من الهجمات الناجحة التي تسببت في محو ثلاثين مليون حساب على الشبكة؛ ولكن حتى نكون منصفين فإن هذا الانقطاع أكبر من قدراتهم.
وتقوم هجمات الحرمان من الخدمة على إغراق الخوادم بكم هائل من الطلبات، بحيث تعجز عن تلبيتها، فتتوقف عن العمل.
ولكن هذا النوع من الهجمات يصعب تنفيذه على شركات بحجم فيسبوك وغوغل وأمازون التي تتعامل مع ملايين الحسابات ولديها من البنية التحتية والخوادم ما يكفي لتقديم خدماتها بشكل سلس.
بروتوكولات الإنترنت في قفص الاتهام
وتناقلت مواقع إخبارية ومتخصصة بالتقنية تقريرا لشركة نيت سكوت (Netscout) المتخصصة في مجال الشبكات، تقول فيه إن سبب انقطاع خدمات فيسبوك مرده لعطل في بروتوكول البوابة الحدودية (Border Gateway Protocol)، وهو عبارة عن مجموعة من الأوامر والقوانين التي تتحكم بانتقال المعلومات عبر مجموعة شبكات الإنترنت المختلفة.
فالإنترنت هو عبارة عن مجموعة من الشبكات الداخلية المرتبطة ببعضها بعضا وتتبع مزودي خدمة معينين. فمثلا هناك عدد من الشبكات الفرعية المتصلة التي تكون الشبكة العنكبوتية في أميركا، ولكي تنتقل المعلومات من هذه الشبكة لشبكات الإنترنت في أوروبا يجب أن يتم توجيهها من قبل بروتوكول البوابة الحدودية.
ولكن يحدث أن تصاب هذه الأنظمة بمشكلة ما، تعطل وصول المعلومات لأجزاء من الشبكة دون أخرى، وهو ما حصل في انقطاع خدمات فيسبوك الأخيرة.
ومع أن فيسبوك لم تعلق على تقرير شركة نيت سكوت، فإن العديد من المصادر ترى أن هذا احتمال كبير.
ويقول المتخصص في مجال الشبكات وحلول العمليات محمد بورتاموخ -في حديث للجزيرة نت- إن هذا احتمال وارد، لكنه ليس الوحيد.
فمن جهة لم يرد من طرف فيسبوك أي تعليق على تقرير نيت سكوت، وهي الوحيدة التي تستطيع أن تؤكد أو تنفي هذا الاحتمال.
كما أن حسابا متخصصا لمراقبة بروتوكول البوابة الحدودية، أشار بوضوح إلى عدم ملاحظة أي نشاطات غير طبيعية في هذه الفترة، مما ينفي احتمالية أن تكون مشكلة الانقطاع حدثت بسبب مشاكل في البروتوكول.
ويعزز هذا الاعتقاد أن بروتوكول البوابة الحدودية هو بروتوكول ثابت ولا يتم تغييره بشكل دوري، حتى لا يتسبب في مشكلات بسبب عدم موائمة التحديثات.
كما أن المشاكل التي تحدث فيه يتم تعديلها في وقت سريع، حتى لا تتسبب بانقطاعات طويلة ودائمة كما هو الحال في انقطاع فيسبوك الأخير.
الأخ الأكبر.. المتهم المعتاد
ويقول بورتاموخ إن التحليل الوحيد الذي يبرر هذا الانقطاع هو رفع تحديث جديد من قبل فيسبوك قد يحتوي على مشاكل في توجيه الأوامر لبروتوكول البوابة الحدودية، مما تسبب في رفض هذه الأوامر وبالتالي حدوث الانقطاع في أجزاء من الشبكة.
وأضاف "في العادة لا تتسبب مشاكل بروتوكول البوابة الحدودية انقطاعا بهذا المستوى، سواء من ناحية الشدة أو الوقت، حيث إنها غالبا ما تكون مؤقتة وتأثيرها لا يتعدى بعض مزودي الخدمة".
ويرى أن الوقت الذي استغرقه هذا الانقطاع وما تطلبه لإرجاع هذه الخدمات للعمل مرة أخرى من قبل فيسبوك، يرجح احتمالية أن تكون المشكلة من برمجة في تحديث للفيسبوك.
وكان البروفيسور توم توماس من جامعة تولين الأميركية أحد الذين شككوا في تقرير نيت سكوت حول تسبب بروتوكول البوابة الحدودية بالمشكلة، حيث رجح فرضية وجود مشاكل في تحديثات فيسبوك تسببت في هذا الانقطاع، وذلك في تقرير نشره موقع تيك كرانتش المعني بشؤون التقنية.
المصدر :وكالات دولية