هتاف “لإسقاط النظام” على التلفزيون الجزائري!

6 مارس, 2019 - 10:47

بث التلفزيون الجزائري الرسمي، أمس تقريرا غير مسبوق حول الحراك الذي تشهده البلاد ضد ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة؛ حيث تضمن شعارات لمواطنين يطالبون “برحيل النظام” وما وصفوه بـ”الزمرة الفاسدة”.
وفي تقريره، عاد التلفزيون الجزائري إلى مظاهرات حاشدة شهدتها البلاد الجمعة الماضية احتجاجا على ترشح الرئيس بوتفليقة لولاية خامسة في انتخابات 18 أبريل/ نيسان المقبل.
وفي تقرير ناري مرفوق بصور هذه المسيرات، قال المعلق: “جمعة 22 فبراير يوم ليس ككل الأيام في عام ليس ككل الأعوام وصوت الشعب لا يعلو فوقه أي صوت”.
وتابع: “هؤلاء أرادو وضعا آخر غير هذا الوضع وحياة أخرى غير هذه الحياة ونظاما آخر غير هذا النظام.. هؤلاء شباب مسالم ربيعهم جزائري لا عربي ولا أعجمي يطمحون”.
واستدرك: “هؤلاء لا يريدون ذهاب الرئيس دون ذهاب النظام، لكن الأمر يتطلب هدوءا، والرسالة وصلت من الشعب إلى الرئيس فأجاب الرئيس”، في إشارة إلى رسالة وجهها بوتفليقة بمناسبة ترشحه وتعهد فيها بتغيير النظام حال فوزه بولاية خامسة.
وعلى نحو غير مسبوق، بث تقرير التلفزيون الحكومي تصريحات وهتافات لمواطنين مثل “الشعب يريد اسقاط النظام” وبالفرنسية “Fln dégage (نريد رحيل الحزب الحاكم)” و”تسقط الزمرة الفاسدة” ونريد “تغيير النظام بطريقة سلسة وخروج سلمي”.
ويعد هذا التقرير أمرا لافتا بحكم أن التلفزيون الجزائري مؤسسة تخضع لتوجيهات مباشرة من الرئاسة ووزارة الإعلام، كما أنه كان يكتفي في تغطياته السابقة للحراك بنقل صورة عامة عن مواطنين تظاهروا للمطالبة بتحسين الأوضاع.
وكانت تغطية التلفزيون الجزائري لمظاهرات الجمعة الماضية، والتي لاقت انتقادات، تمثلت في دقيقتين فقط، وخصص الجزء الأكبر منها لبث صور لشباب قاموا بأعمال عنف مع نهاية المسيرات رغم أن بيانا للشرطة قال إنهم مراهقون كانوا تحت تأثير مواد مخدرة.
ومساء الأحد، تعهد بوتفليقة، في رسالة للجزائريين، بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة دون الترشح فيها حال فوزه بسباق الرئاسة المقرر في 18 أبريل/ نيسان المقبل.
وبوتفليقة الموجود في مستشفى سويسري منذ أسبوع فوض مدير حملته عبد الغني زعلان، بتقديم ملف ترشحه أمام المجلس (المحكمة) الدستوري فيما انسحبت أبرز الشخصيات المعارضة من السباق وطالبت بتأجيل الإنتخابات.
وفي 10 فبراير/شباط الماضي، أعلن بوتفليقة ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة؛ تلبية “لمناشدات أنصاره”، متعهدًا في رسالة للجزائريين بعقد مؤتمر للتوافق على “إصلاحات عميقة” حال فوزه.
ومنذ ذلك الوقت، تشهد البلاد حراكا شعبيا، ودعوات لتراجع بوتفليقة عن الترشح، شاركت فيه عدة شرائح مهنية، من محامين وصحافيين وطلبة. 

(الأناضول)