تحاول بلديات العاصمة الموريتانية نواكشوط بشتى الطرق القضاء على ظاهرة التبول في الشارع العام، لكن طابع البداوة الذي لا يزال يغلب على السكان يجهض جهودها.
ويندر أن تمر من شارع في موريتانيا دون أن ترى أشخاصا يتبولون على جوانب الطرقات وقرب البنايات وأحيانا على عجلات السيارات المتوقفة، وقلة منهم يضعون ساترا على الشارع والغالبية تجلس القرفصاء لتقضي حاجتها ثم تنصرف.
وتتسبب هذه الظاهرة في التلوث وانتشار سلوك غير حضاري إضافة إلى الأمراض المعدية.
ويقول محمود ولد سعدنا، والذي يعمل تاجرا في وسط العاصمة، أنه حاول في كثير من الأحيان ثني الناس عن التبول قرب محله التجاري من خلال كتابة عبارات تحذيرية أو إبلاغ السلطات وتصوير ممارسي هذا السلوك دون فائدة.
ويضيف ولد سعدنا: “الغالبية لازالت تمارس هذه العادة وبشدة”، معتبرا أن طبيعة المجتمع البدوي وتغلغل هذه العادة في المناطق النائية دفع بالناس للاستمرار في ممارسة هذا السلوك في العراء.
ولعل أخطر ما في هذه الظاهرة، هو التبول قرب المدارس، مما يساعد على توريث هذا السلوك جيلا بعد جيل، كما أن عدم توفر بعض المواطنين على مراحيض في منازلهم خاصة في الأحياء العشوائية، يتسبب في استمرار هذه العادة.
ويؤكد مسؤولو البلديات في العاصمة، أن مواجهة ظاهرة التبول في الشوارع والطرقات العامة تستلزم تنفيذ حملات توعوية يشارك بها الأطباء والدعاة لمواجهة انتشارها خاصة انها أصبحت مصدر إزعاج للمارة وشكوى دائمة من تقصير السلطات بنظافة الشارع العام.
ويدعو باحثون الى تعاون الجهات الحكومية والمجتمع المدني، لمعالجة الظاهرة من مختلف النواحي الاجتماعية والدينية والثقافية، وإقامة دورات مياه مفتوحة في أماكن التجمعات، والشوارع والميادين العامة، وإطلاق حملات للتحلي بالقيم المدنية والتخلي عن هذه العادة.
"ارم نيوز"