
بِسْم الله الرحمن الرحيم ( كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ) صدق الله العلي العظيم، هناك من يصف اوضاع المنطقة حالياً بانها مخيفة، وان نذر الحرب قادمة، هؤلاء ربما يغيب عنهم ان المنطقة لم تكن في اي يوم من ايام الدنيا مستقرة، فقلما عاش ناسها في امن وأمان واستقرار، وانتعاش معيشي، منذ ان خلق الله سيدنا آدم والى ان يأخذ الله الارض ومن عليها، سوف تبقى هذه المنطقة قابلة للاشتعال في اي لحظة، تاريخ المنطقة مأساوي ومؤلم، فالمطامع على خيرات المنطقة وعلى ارضها ومائها لا تنتهي، واذا لم تكن مطامع خارجية، فناس المنطقة ينكشون بعضهم بعضاً، فالحروب والغزوات والمنازعات التي حدثت بين دويلات المنطقة أضعاف أضعاف الحروب والغزوات التي قدمت اليها من الخارج، كل ذلك لان موقع المنطقة الذي يتوسط الكرة الارضيّة قيض لها هذا الوضع اللا استقرار، هذا والمنطقة لم تكن أرضاً وموقعاً وماءً وخيرات حسب، انما الاهم انها كانت مهداً لكل الأديان السماوية ( اليهودية والنصرانية والاسلام ) وتالياً قبلة لكل المتديين ولكل الكتابيين، من هنا ليس امام سكان المنطقة لاالقلق اوالخوف من الآتي، وإنما التعايش مع الاوضاع حاضراً وقادماْ والى ان يشاء الله أمراً كان مفعولاً …
دعونا نترك خلفنا الحروب الداخلية التي مازالت تضرم أوارها بعض الدول العربية، منذ ما قبل نحوالسبع سنين ومازالت، والتي سُميت في حينها بالربيع العربي، ولم تكن لا ربيعاً ولا خريفاً اوشتاءً اوصيفاً، وانما ماساة نزلت على رؤوس شعوبها، فهلك من هلك وشرد من شرد وجاع من جاع، ولازال أمراء الحروب يمعنون في الجريمة، وعلى حساب هلاك وتجويع وتشريد شعوبهم، وكانهم يقومون بحرب مقدسية، لا انها جريمة نكراء لا يرضاها من في السماء، ولا من في الارض …!!
لكن كل ذلك قد لا تكون المعضلة الكداء، ازاء التهديدات الكلامية التي أخذت تتصاعد وتيرتها ما بين الرئيس الامريكي ذوالشخصية النرجسية المتقلبة وايران، والتي بداية، لمؤشرات حرب مباشرة ما بين القوة الاعظم والجمهورية الاسلامية ذات القوة العسكرية التقليدية، فان نشبت هذه الحرب المتوقعة، فقد لا تبقي ولا تذر، وقد تجعل المنطقة كلها على صفيح ساخن، وساحة للقتال، فنتياهوالذي يلعب دور الوسواس الخناس، ويثير الفتن ويحرض أمريكا على ضرب ايران وأسقاط نظام الملالي، وضع امن وسلامة الدولة الصهيونية دون النظر ان لا استقرار ولا امن لدولته بلا استقرار لكل بلدان وشعوب المنطقة وبخاصة البلدان المجاورة …
السوْال هنا، التراشق الكلامي في الايام الاخيرة، ما بين ترامب والقيادة الإيرانية وثالثهم الوسواس الخناس نتنياهوالذي يتنقل ما بين العواصم العالمية من موسكوالى باريس ومن لندن الى واشنطن وبرلين، فهل هي بداية للتحضير للضربة القادمة ولكن السوْال من يطلق الرصاصة الاولى، ومن يخرج من الحرب اذا نشبت منتصراً، ومن يخرج منها منهزماً ً، وما حال المنطقة ودولها وانظمتها وشعوبها ونفطها و اموالها وأرصدتها المخزنة في بنوك دول الحرب…؟!!
تابعنا تهديدات ترامب لكوريا الشمالية بان تمخضت الى لقاء غير متوقع ما بين الرئيسين الامريكي والكوري الشمالي، واعلان الدولة المارقة تفكيك مفاعلاتها الذرية ورفع راية السلام اوالاستسلام، فهل نحن امام وضع مشابه ما بين ايران وأمريكا، بمعنى ما بعد العداوة الا السلام، ام الوضع الامريكي الإيراني غير …؟!!
حسن علي كرم
صحفي كويتي