فيسبوك.. منصة انطلاق المدونين بموريتانيا للبرلمان

21 يوليو, 2018 - 10:56

يطمح عدد من مشاهير المدونين بموريتانيا إلى استغلال مكانتهم في مواقع التواصل الاجتماعي لتحويلها إلى أصوات في صناديق الاقتراع بالانتخابات النيابية المقررة في الصيف، ويعولون على ثقتهم لدى رواد فيسبوك لتحويل الوجود الافتراضي إلى فوز حقيقي.

وأعلن عدة شباب موريتانيين من خلال صفحاتهم في فيسبوك عن دخول مضمار سباق البرلمان، ومنهم نشطاء سياسيون وأساتذة جامعيون وإعلاميون، حيث اختاروا منصة فيسبوك لإعلان الترشح لانتخابات تتعدد المؤثرات التقليدية فيها من قبلية وجهوية ومال سياسي، بينما تشكل مواقع التواصل مؤثرا جديدا لم يختبر حتى الآن.

ومن المدونين الذي أعلنوا ترشحهم الناشط والكاتب محمد الأمين ولد الفاظل، والأستاذ الجامعي الشيخ ولد سيدي عبد الله، والإعلامي محمد الأمين ولد سيدي مولود، والإعلامي الربيع ولد إدومو، والإعلامي زايد محمد، إضافة للباحث حيده لا رباس.

بوابة قسرية
ويمنع القانون الموريتاني الترشح المستقل في الانتخابات النيابية والمحلية، ولذا وجد العديد من المدونين إشكالا في العثور على حزب يترشحون من خلاله رغم وفرة عدد الأحزاب، إذ يتجاوز عددها المئة.

وكتب المرشح الشيخ سيدي عبد الله على فيسبوك "بعد أن تم منع الترشح المستقل أضحت عملية الترشح من الأحزاب بحاجة لمفاوضات طويلة وتنازلات كثيرة، عقبتي الرئيسية حاليا هي تلك التنازلات والثقة المهزوزة في التزامات بعض رؤساء الأحزاب".

وأضاف أن الطموح ما زال موجودا والرغبة قائمة، متمنيا التوفيق لكل الشباب الذين أعلنوا ترشحهم للاستحقاقات القادمة والذين في طريق للإعلان.

أما المدون ولد سيدي مولود فكشف لرواد صفحته أنه يفكر مع آخرين في جدوى طرح لائحة وطنية أو جهوية شبابية للانتخابات، وتقديم برنامج انتخابي تمكن محاسبته ومساءلته، وذلك في حال الاتفاق بين تشكيلات المعارضة من جهة والنظام والأغلبية المؤيدة له من جهة أخرى، وكانت ظروف المنافسة مواتية.

فيما أكد ولد الفاظل أنه "بناءً على اقتراحات من بعض الأصدقاء، واستجابة لنداء داخلي، وبعد تفكير عميق ودراسة جدية للعوائق والفرص، ولأسباب سأبينها في وقت لاحق إن شاء الله. بناءً على كل ذلك، فقد قررت ـإن تيسرت الأمورـ أن أترشح للبرلمان القادم من خلال اللائحة الجهوية لنواكشوط". 

تركيز على العاصمة
واقتصرت إعلانات ترشح المدونين على لوائح نواكشوط (18 مقعدا)، حيث يوجد بالعاصمة 27% من السكان، وفيها تتركز المؤسسات العلمية والتشغيلية الكبرى، كما تضعف القبضة القبلية ويتراجع تأثير المال السياسي.

ويؤكد ولد سيدي عبد الله أنه سيعتمد في حال الترشح على "اللايكات والتعليقات المؤيدة وعلى المعارف والأصدقاء ومن يقنعهم خطابي"، مذكرا بأن عدد متابعي صفحته يتجاوز 60 ألف شخص.

وتمكن مترشحون خلال الانتخابات الماضية من دخول البرلمان عبر الحصول على أقل من ثلاثة آلاف صوت بفعل قانون النسبية، في حين يبلغ عدد متابعي بعض المدونين عشرات الآلاف، كما أن 70% من الموريتانيين من الشباب.

تأثير متزايد
ويقول أستاذ التواصل والإعلام الجديد في جامعة العيون يعقوب ولد محمد الأمين للجزيرة نت إن التأثير المتزايد لمواقع التواصل لا يمكن إنكاره، معتبرا أن حملات التدوين التي يعلن من حين لآخر، والتي تترك تأثيرها في حياة الناس وتنجح في استصدار أو منع قرارات حكومية، خير دليل على ذلك.

وبخصوص دورها في الانتخابات، أشار ولد محمد الأمين إلى أن هذه الوسائط كانت حاضرة في الاستحقاقات الأخيرة، سواء من حيث الدعاية أو محاولات إقناع الناخبين بالمقاطعة، كما وقع في انتخابات عام 2013 النيابية، ورئاسيات 2014، والاستفتاء الذي نظم في 2017.

ولفت ولد محمد الأمين إلى أن إعلان مدونين ترشحهم قد يكون أول اختبار فعلي لدرجة ارتباط متابعيهم ومدى تأثرهم بهم، معتبرا أن اختيارهم للعاصمة حصرا للترشح قد يزيد من فرصهم في الفوز.

وشدد الأكاديمي على أن هذه الوسائط رفعت من مستوى الوعي العام، وأوجدت تشبيكا يتجاوز الأنماط التقليدية للعلاقات، وأوجدت آلية رقابة سريعة وواسعة الانتشار، الأمر الذي سيفرض أسلوبها على الجميع، خصوصا المسؤولين، ويتيح للجمهور متنفسا لا سلطة عليها، ومنصة ترويج قليلة الكلفة وسهلة الاستخدام.

المصدر : الجزيرة