حلم لاجئي مالي في موريتانيا بالعودة لديارهم "مستحيل"

8 أكتوبر, 2017 - 14:34

فى مجموعة من الخيم المتناثرة على بحر من الرمال فى وسط الصحراء الموريتانية، لا يريد اللاجئون الماليون الذين ما زال عددهم كبيرا، السماع بأى حديث عن العودة بعدما خاب أملهم من الاخفاق الذى واجهه الذين حاولوا القيام بهذه بالمغامرة.

ومحمد عثمان أغ الخليفة الذى وصل على غرار الكثيرين فى 2012 إلى مخيم مبيرا، على بعد حوالى 50 كلم من الحدود، عندما سقط شمال مالى فى أيدى المجموعات المتشددة، واحد منهم.

وبعد 6 أشهر على توقيع اتفاق سلام فى يونيو 2015 بين حكومة مالى والتمرد السابق الذى يهيمن عليه الطوارق، عاد مع عائلته إلى منطقة تمبكتو (شمال غرب).

وقال هذا الراعى الخمسينى الذى ينتمى إلى قبيلة كيل تاغامارت، وهى من الطوارق والذى يرتدى عمامة سوداء وجلبابا أخضر باهتا، "منذ اضطررنا على مغادرة بلادنا، نراقب الوضع من بعيد. قيل لنا ان توقيع السلام قد حصل على ارفع المستويات".

وبينما كانت تحيط به زوجته وابناؤه الاربعة وقريبتها وابناؤها الثلاثة، اضاف ان "الحوادث قد بدأت فى الاسبوع الذى أعقب عودتنا".

وأكد محمد عثمان اغ الخليفة، "لم تكن تتوافر لدينا الوسائل للعودة إلى موريتانيا، وفى كل مرة كنا نأمل فى أن تجرى الأمور على ما يرام"، مشيرا إلى الهجمات على القوافل العسكرية وأعمال السلب والنهب.

وقال "فى المكان الذى كنا نعيش فيه قرب نهر النيجر بين غوندام وتمبكتو، يتعرض الجيش باستمرار لإطلاق صواريخ، وفى أغلب الاحيان يتضرر بدو رحل مع ماشيتهم"، وبات من الصعوبة بمكان احتمال الوضع.

وأضاف "لم يعد فى امكاننا ان نثق بأحد. كنت قد اعتدت على الهدوء والشعور بحرية الحياة فى المخيم" الذى عاد اليه مع عائلته منذ أغسطس.

وتؤكد زوجته آيشيتو والت محمد عثمان التى ترتدى جلبابا ازرق مزينا بالزهور، أن "شروط العودة، أى السلام الحقيقى، لم تتأمن بعد".

وأضافت "غالبا ما نقول أن الناس الذين بقوا فى المخيم كانوا على حق"، وقالت "بالتأكيد، نحلم بالعودة إلى منزلنا، لكنى خضت هذه التجربة من قبل".

المصدر

صوت الأمة