توقعات أمريكية وإسرائيلية بسقوط وشيك لنظام السيسي

12 أغسطس, 2017 - 17:02

قالت مصادر أمنيّة وسياسيّة أمريكيّة وإسرائيليّة، وُصفت بأنّها رفيعة المُستوى، إنّ واشنطن وتل أبيب قلقتان جدًا من إمكانية انهيار النظام المصريّ بقيادة الرئيس عبد الفتّاح السيسي، لافتةً إلى أنّ الأزمة الاقتصاديّة الحادّة والصعبة التي تمُرّ بها مصر الذي يدفع دوائر صنع القرار في الدولتين لإجراء مداولات ومباحثات من أجل إنقاذ النظام المصريّ، وعدم السماح لجماعة الإخوان المُسلمين بالعودة إلى التظاهر في الشوارع بهدف إسقاط النظام.

 

وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبريّة أنه جرت في الآونة الأخيرة اتصالات بين مسؤولين سياسيين رفيعي المستوى في إسرائيل والولايات المتحدة لبحث ما وصفه الجانبان بـ”تخوف شديد على عدم استقرار النظام في القاهرة.

 

وأضافت الصحيفة أنّ التقديرات الإسرائيليّة والأمريكيّة، تشير إلى أنّ الخطر على نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي يكاد يكون وشيكًا، وأنّه في حال لم يطرأ تغيير جوهري على الاقتصاد المصري خلال عام 2017، فإنّ حالة الغليان الشعبي ستعيد الجماهير المصرية إلى الشوارع وتقوض حكم الجنرال السيسي، على حدّ تعبيرها. وتابعت أنّ قادة النظام في مصر ينظرون إلى الأزمة الاقتصادية في البلاد على أنّها التهديد الإستراتيجي المركزيّ على بلادهم.

 

إلى ذلك، أبدى الجنرال الإسرائيلي المتقاعد غيورا ايلاند، الذي شغل في السابق منصب مستشار الأمن القوميّ في الدولة العبريّة شكوكه تجّاه احتمال وجود أيّ تعاون ميداني فعليّ بين الجيشين الإسرائيليّ والمصريّ في محاربة الإرهاب التكفيريّ في شبه جزيرة سيناء. وقال الجنرال المتقاعد في حديث أدلى به لإذاعة جيش الاحتلال إنّه ليس هناك تعاون في المجال العملياتي من حيث تنسيق الهجمات ضدّ القوى الجهادية التي تعمل في شبه جزيرة سيناء، لكنّه أكّد في المقابل على أنّ هناك تعاونًا في مجال المعلومات، معبّرًا عن اعتقاده بأنّ هذا التعاون بات في هذه الفترة بالذات على مستوى أعلى بسبب الثقة الأكبر والأساس المشترك بين الجانبين الإسرائيليّ والمصريّ، على حدّ قوله.

 

على صلة، قال محلل الشؤون العسكريّة في القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيليّ ألون بن دافيد إنّ الدولة العبرية تنظر بكثير من القلق والاهتمام وقليل من الأمل حيال الوضع في مصر. وبالنسبة لإسرائيل، أضاف المُحلل، المُقرّب جدًا من المؤسسة الأمنيّة في تل أبيب، فإنّها عندما ترى السفينة الرائدة للإخوان المسلمين تغرق، فهذا لا يحمل أخبارَا جيّدةَ، لأن محور الإخوان المسلمين، الذي نشأ في المنطقة من تركيا ومصر وقطر والـ”ثوار” ضدّ الرئيس السوريّ د. بشّار الأسد، هو محور مريح لها، على حد قوله. أما زميلته في القناة الأولى الرسمية، غيئولا أيفن، فقد اعتبرت أنّه من الممكن الاعتماد على تدخل الجيش للحفاظ على العلاقات المصرية – الإسرائيلية، إلا أنّها أقرت بأنّ ما يجري في ميادين مصر لا يحمل بشارة سارّة لتل أبيب، على حد تعبيرها.

 

من ناحيتها أكّدت صحيفة “إسرائيل هيوم” نقلًا عن شخصيات في مجلس الأمن القوميّ الإسرائيلي وفي ديوان رئيس الوزراء، أثناء نقاش خاص أجرته اللجنة الفرعية في لجنة الخارجية والأمن، خلال الفترة الأخيرة، أنّ استمرار العلاقات الأمنية مع مصر أهم بالنسبة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من إعادة تشغيل السفارة الإسرائيلية في القاهرة، المهجورة منذ كانون أول (ديسمبر) 2016.

 

وأعرب ممثلو وزارة الخارجية والجيش ووزارة الاقتصاد في تل أبيب خلال النقاش، عن قلقهم إزاء تراجع حجم العلاقات مع مصر منذ مغادرة السلك الدبلوماسي للسفارة.

 

وأشارت الصحيفة إلى أنّ السفير الإسرائيلي وطاقمه غائبون عن مصر منذ ثمانية أشهر، وهذه هي أطول فترة تبقى فيها السفارة الإسرائيلية غير مأهولة منذ توقيع اتفاق السلام مع مصر قبل قرابة 40 سنة، وبعدما أعيد السفير وطاقمه إلى تل أبيب في العام الماضي لأسبابٍ أمنيّةٍ.

 

وتابعت الصحيفة نقلًا عن مصادر مطلعة على مجريات الجلسة التي انعقدت قبل أسبوعين، أنّ ممثلي وزارة الخارجية والاقتصاد والجيش أوضحوا أنّ عدم وجود سفارة إسرائيلية في القاهرة منذ ثمانية أشهر صعّب جدًا العلاقات بين الجانبين وخاصة الأمنية منها، مطالبين بالعودة للتعاون السياسيّ والمدنيّ والاقتصاديّ وليس الأمنيّ فقط.

 

وقالت المصادر عينها أيضًا إنّه أمام القلق الكبير الذي أعرب عنه المشاركون في النقاش، كان موقف مجلس الأمن القومي مفاجئًا، حيث اعترف ممثلو المجلس بوجود علاقات بين الجانبين طالبين توسيعها، لكنه بالنسبة لرئيس الحكومة، فإن العلاقات السياسية والمدنية مع مصر تقل أهمية عن العلاقات الأمنية، على حدّ تعبيره.

 

وقالت الصحيفة أنّ مصدرًا مطلعًا آخر على تفاصيل الجلسة أوضح أنّ رجال ديوان نتنياهو قالوا إنّ العلاقات الأمنية مع مصر جيدة، وأنّ الجيش المصري وأجهزة الأمن المصرية تدير في كل الأحوال العلاقات الخارجية، وهكذا فإن إعادة فتح السفارة هو مسألة هامة، لكن العلاقات مع الجيش المصري أهم من ذلك، بحسب تعبيرهم.

 

ويبقى السؤال: هل الدول الخليجيّة، وفي مُقدّمتها السعودية، المُتحالفة مع مصر والمُقاطعة لقطر، ستتولّى مهمة إنعاش الاقتصاد المصريّ عن طريق ضخّ المعونات الاقتصاديّة للقاهرة؟.

(رأي اليوم)

المصدر