المغرب العربي وأزمة قطر: تونس والمغرب والجزائر تلتزم الحياد والرصانة وموريتانيا وليبيا تنخرط في المشروع السعودي

7 يونيو, 2017 - 20:47

باريس – “رأي
اختلفت مواقف الدول الخمس المشكلة للمغرب العربي تجاه أزمة الخليج، فقد أخذت دول مثل تونس والمغرب والجزائر مسافة، لكن موريتانيا وليبيا انخرطتا في مشروع العربية السعودية-الإمارات.

وتزعمت العربية السعودية “عاصفة حزم” من نوع جديد ضد قطر بعدما أقنعت حلفاءها في مجلس التعاون الخليجي الإمارات والبحرين بمقاطعة قطر اقتصاديا ودبلوماسية بتهمة دعمها للإرهاب وتقويض الصف العربي، وشاركتها القرار مصر واليمن، وانضمت لاحقا جزر المالديف الى القرار.

ورغم التفرقة بين دوله، فقد اعتاد المغرب العربي أخذ مسافة عموما عن سياسة الخليج، لكن هذه المرة لا يوجد إجماع كما حدث في عاصفة الحزم. فقد انخرطت حكومة شرق ليبيا في مشروع التضييق على قطر، وهذا الموقف غير مفاجئ نظرا للتأثير القوي للإمارات عليها، وبسبب خنق حكومة شرق ليبيا على قطر.

وقال وزير الخارجية في الحكومة المؤقتة، المنبثقة عن مجلس النواب، محمد الدايري في تصريح صحفي إن “بلاده قررت قطع علاقاتها مع دولة قطر تضامنا مع أشقائنا في مملكة البحرين والسعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية”.

وأضاف  “سجل قطر في اعتداءاتها المتكررة والعديدة على كرامة الشعب الليبي بعد ثورة 17 فبراير لطالما أغضب قطاعات عريضة من الشعب الليبي”.

واتخذت موريتانيا قرارا يشبه حكومة شرق ليبيا، فقد أعلنت وزارة الخارجية الموريتانية مقاطعة قطر، وأصدرت بيانا ناريا يقول في فقرة منه “دأبت دولة قطر على العمل على تقويض هذه المبادئ التي تأسس عليها العمل العربي المشترك.فقد ارتبطت سياستها في المنطقة بدعم التنظيمات الإرهابية، وترويج الأفكار المتطرفة. وعملت على نشر الفوضى والقلاقل في العديد من البلدان العربية، مما نتج عنه مآسي إنسانية كبيرة في تلك البلدان وفي أوروبا وعبر العالم؛ كما أدى إلى تفكيك مؤسسات دول شقيقة وتدمير بناها التحتية”.

ويمكن فهم قرار موريتانيا ارتباطا بالعلاقات التي طورتها مع العربية السعودية منذ احتضانها القمة العربية السنة الماضية، فقد ساندتها الرياض ماليا وسياسيا.

ونقلت وسائل الاعلام الموريتانية تظاهر المئات من الموريتانيين في نواكشوط أمام سفارة قطر رفضا لقرار المقاطعة، ونددوا بانضمام موريتانيا الى صفوف السعودية والإمارات.

ولم تنجر تونس الى صفوف السعودية، فقد كتبت جريدة بابنت أن تونس التزمت الرصانة الدبلوماسية، ونأت عن نفسها من هذه المواجهة، وقال وزير خارجيتها خميس الجيهناوي “نأمل أن يمكن حصر هذا.. ونتمنى تجاوز الخلافات في الخليج ونتمنى أن يتوصل الاخوان في الخليج الى حل يرضي جميع الأطراف.. فلا نريد مزيدا من التفرقة”.

ومن جانبها، سارت الجزائر على موقفها التقليدي وهو الحياد والابتعاد عن مواقف الخليج ومنها السعودية. وكان بيان الخارجية واضحا ودعت الخارجية الجزائرية إلى “ضرورة التزام مبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية  للدول واحترام سيادتها الوطنية في جميع الظروف”، لافتة إلى أن “مجمل الدول دعت البلدان المعنية بانتهاج الحوار كسبيل وحيد لتسوية خلافاتهم التي يمكنها بطبيعة الحال أن تؤثر على العلاقات بين الدول”.

  وأضافت أن الجزائر “تبقى واثقة بأن الصعوبات الحالية ظرفية وأن الحكمة  والتحفظ سيسودان في النهاية خاصة وأن التحديات الحقيقية التي تعترض سير الدول  والشعوب العربية نحو تضامن فعال ووحدة حقيقية  كثيرة على غرار الإرهاب”.

ويعتبر المغرب الحليف الرئيسي لدول الخليج العربي في المغرب العربي، فهو نظام ملكي مثلها، ولكنه لم ينجر حتى الآن الى الحملة السعودية-الإماراتية. ونقلت جريدة “اليوم 24″ عن مصدر دبلوماسي مغربي ترجيح الحياد في أزمة قطر مع باقي دول الخليج.

وبدون شك، سيذهب في مواقف مشابهة لدول ملكية خليجية وهي الكويت وسلطنة عمان، خاصة وأن المغاربة منشغلين بما يجري في شمال البلاد من حراك شعبي ريفي، وترفض حكومة الرباط الزج بنفسها في أزمة بين أنظمة ملكية.