مذيعة تركية تروي تفاصيل قصة المكالمة مع أردوغان التي أفشلت الانقلاب .. وتؤكد : الهاتف “حاليا محفوظ في درجي..”

8 ديسمبر, 2016 - 15:38

اسطنبول  (أ ف ب) – تروي هاندي فرات لوكالة فرانس برس قصة اشهر مكالمة هاتفية في تاريخ تركيا ليلة وقوع المحاولة الانقلابية في منتصف تموز/يوليو الماضي، عندما اتصل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بالمذيعة في قناة “سي ان ان تورك” ليدعو أنصاره للنزول الى الشارع.

وعبر هاتف مقدمة البرامج المعروفة، ندد اردوغان بمحاولة الانقلاب داعيا انصاره الى القضاء عليه.

وتعد المكالمة التي جرت عبر تطبيق “فايس تايم” التابع لشركة ابل، نقطة تحول حاسمة في محاولة الانقلاب.

وجعلت هذه المكالمة من فرات، مديرة مكتب “سي ان ان ترك” في انقرة، وهي صحافية معروفة بالفعل ونجمة في تركيا، رمزا لليلة الانقلاب. واصبح هاتفها حتى سلعة شهيرة يتسابق الكثيرون لعرض مبالغ طائلة عليها لشرائه.

وتقول الصحافية في مقابلة مع وكالة فرانس برس في اسطنبول “لم ابع هاتفي”.

واكدت فرات ان الهاتف “حاليا محفوظ في درجي. لا استخدمه ولكن احتفظ به في درجي خوفا من ان اوقعه واكسره”.

وبحسب الصحافية، فان رجال اعمال من السعودية وقطر وتركيا عرضوا عليها شراء الجهاز الذي يعتبر انه لعب دورا حاسما في تغيير مسار الانقلاب.

– التركيز على العمل –

ليلة 15 تموز/يوليو حاولت مجموعة من العسكريين في انقرة واسطنبول الاطاحة بنظام الرئيس رجب طيب اردوغان. ونسبت السلطات هذه المحاولة الى الداعية الاسلامي فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة، وقد افشلتها قوات الامن الموالية للحكومة والاف الاتراك الذين نزلوا الى الشوارع.

وهاجم الانقلابيون مقر التلفزيون الرسمي “تي ار تي” واجبروا صحافية على قراءة بيان يعلنون فيه تسلمهم السلطة.

وسيبقى ظهور اردوغان الذي كان يمضي عطلة في مرمريس غرب البلاد، في وقت متاخر من اليوم بعد بدء الانقلاب على شاشة “سي ان ان تورك”، وهي القناة الخاصة الاوسع انتشارا في تركيا، احد المشاهد التي طبعت هذه الليلة الدراماتيكية.

وبالنسبة لفرات، فانها ارادت وقت المكالمة التركيز فقط على المقابلة دون التفكير بالتأثير المحتمل بعدها. وتقول “عندما كنت على الهواء بشكل مباشر، كنت متوترة للغاية وقلقة جدا. تقوم بالتركيز على عملك في تلك اللحظة”.

وتوضح “بدلا من التفكير بماذا سيحدث بعدها، عليك التركيز على الرئيس الذي ما زال على قيد الحياة وتراه عبر شاشة ذلك الهاتف. قمت بالتركيز على عملي واملت الا ينقطع الارسال”.

وتستذكر الصحافية “كانت يدي ترتجف، وكنت اشعر بالقلق ان كانت الكاميرا تظهره (اردوغان) في شاشة كاملة وان كان ينبغي طرح هذا السؤال او ذلك السؤال”.

وتروي فرات انها كانت تشعر بالقلق من الفوضى التي كانت ستبدأ في تركيا، بعد قصف مقر البرلمان في العاصمة انقرة واندلاع اشتباكات في قواعد عسكرية. وتتابع “قلت +يا الهي، هل اصبحنا دولة اخرى؟ هل تندلع حرب اهلية؟ على اي صباح سنستيقظ؟”.

وادت مكالمة اردوغان مع “سي ان ان تورك” الى انهاء حالة عدم اليقين. وتوجه بعدها الى اسطنبول وهزم الانقلاب في ذلك الصباح.

وبعد المقابلة، اقتحمت مجموعة من الجنود الانقلابيين مقر مجموعة دوغان الاعلامية التي تضم مقر القناة، في اسطنبول ثم انقطع بث التلفزيون.

وبعد فشل محاولة الانقلاب، عادت القناة الى البث وثم قامت عدة مرات باعادة بث مقابلة فرات مع اردوغان.

ومنذ محاولة الانقلاب تجرى عمليات تطهير واسعة وتستهدف خصوصا وسائل الاعلام والصحافيين الاتراك.

واعتقل اكثر من 35 الف شخص في تركيا في اطار التحقيقات الجارية اثر الانقلاب الفاشل ضد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، بحسب ارقام الحكومة. وتتهم السلطات التركية الداعية فتح الله غولن المقيم في المنفى في ولاية بنسلفانيا الاميركية بالوقوف وراء الانقلاب الفاشل وهو ما ينفيه بشدة.

وتؤكد فرات انها عرفت مقدار تأثير مكالمتها الهاتفية اثر تلقيها مجموعة كبيرة من رسائل الدعم والشكر من تركيا واماكن اخرى في العالم بعد ذلك.

واكدت لوكالة فرانس برس “تلقيت رسائل من العالم العربي عبر حسابي على موقع تويتر تقول +شكرا+، هذا هاتف الحرية، وانت تمكنت من تغيير مصير المنطقة”.

وردا على سؤال حول ان كانت الشهرة والدعاية الكبيرة التي حصلت عليها ستطغى على عملها، اجابت فرات “افكر بهذا في بعض الاحيان (…) ولكن اعلم انه من واجبي قول الحقيقة والحديث عن تلك الليلة”.