التوتر الدبلوماسي بين باريس وموسكو يبلغ ذروته بسبب الحرب في سوريا

11 أكتوبر, 2016 - 19:41

باريس – لندن – (أ ف ب) – بلغ التوتر الدبلوماسي بين باريس وموسكو بسبب الحرب في سوريا ذروته الثلاثاء مع الغاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارة مقررة منذ زمن للعاصمة الفرنسية، جراء الشروط التي تفرضها فرنسا.

وابلغت باريس موسكو أن هولاند جاهز لاستقبال نظيره الروسي من أجل “اجتماع عمل” حول سوريا وليس لمشاركته في تدشين كاتدرائية ارثوذكسية في باريس، في وقت تغير فيه الطائرات الروسية على حلب دعما لهجوم الجيش السوري.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في موسكو “قرر فلاديمير بوتين الغاء”زيارته المقررة اصلا لتدشين كاتدرائية كبيرة ارثوذكسية، لكنه “لا يزال مستعدا لزيارة باريس عندما سيشعر هولاند بانه جاهز″ للقائه.

وفي الوقت نفسه اعرب الرئيس الفرنسي “عن استعداده للقائه في اي وقت” للدفع باتجاه السلام.

واضاف هولاند امام الجمعية البرلمانية لمجلس اوروبا ان “الحوار ضروري مع روسيا لكن يجب ان يكون حازما وصريحا” مشددا على ان “هناك خلافا اساسيا” بين باريس وموسكو حول سوريا.

وتجسد هذا الخلاف عندما استخدمت روسيا مساء السبت الفيتو في مجلس الامن على مشروع قرار فرنسي يدعو الى وقف عمليات القصف على حلب وقدمت مشروع قرار مختلفا.

وكان النص الفرنسي يدعو الى وقف غارات النظام السوري وحليفته روسيا على ثاني مدن سوريا. في حين طالب الاقتراح الروسي المضاد بوقف المعارك لكن دون الاشارة الى عمليات القصف التي اوقعت مئات القتلى منذ بدء الهجوم على حلب في 22 ايلول/سبتمبر.

– “حقائق” –

وكان هولاند اعلن لشبكة تلفزيون فرنسية انه “يتساءل” ما اذا كان عليه استقبال نظيره الروسي بسبب “جرائم الحرب” التي يرتكبها نظام بشار الاسد في حلب بدعم من الطيران الروسي.

وتساءل هولاند في الحديث الذي اجري السبت وبث الاحد “هل سيكون الامر مفيدا؟ هل هو ضروري؟”.

اما وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت فحذر الاثنين من ان هولاند سيقول “حقائق” لنظيره الروسي اذا قرر استقباله في 19 من الجاري.

وقال ايرولت “اذا قرر رئيس الجمهورية استقبال الرئيس الروسي فلن تكون دعوة اجتماعية بل سيكون لقاء لقول الحقائق”.

ورفض الكرملين اقتراح باريس بعقد اجتماع عمل فالغيت زيارة الرئيس الروسي.

وكانت وكالة انباء ايتار-تاس نقلت عن المتحدث باسم الكرملين بيسكوف قوله صباح الاثنين ان التحضيرات لزيارة باريس لا تزال مستمرة. الا ان الجانب الروسي اعتبر ان موقف الرئيس الفرنسي في غير محله، لانه “عندما يكون هناك توتر دبلوماسي يجب التحاور، والوقت مناسب لذلك” كما افاد مصدر دبلوماسي روسي.

ولم يستبعد بوتين زيارة برلين مساء 19 تشرين الاول/اكتوبر للمشاركة في اجتماع مخصص لازمة اوكرانيا كما نقلت ايتار-تاس مساء الاثنين عن احد معاونيه يوري اوشاكوف من اسطنبول على هامش زيارة دولة.

والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل هي من اقترح هذا اللقاء بين المانيا وفرنسا وروسيا واوكرانيا كما ذكر مصدر دبلوماسي روسي. وفي هذه المرحلة من غير المؤكد ان يشارك فيه الرئيس الاوكراني بحسب المصدر نفسه.

والتوتر الاخير بين باريس وموسكو قد يزيد الامور تعقيدا.

وزيارة بوتين لباريس مقررة منذ زمن بعيد لافتتاح “المركز الروحي والثقافي الارثوذكسي الروسي” الجديد الذي شيد في قلب العاصمة الفرنسية. وكان يفترض ان يدشن هولاند معه معرضا تنظمه مؤسسة فويتون حول مجموعة الروسي سيرغي شتوشكين التي تم تأميمها بعد الثورة في 1917 وفقا لمصادر دبلوماسية متطابقة.

ودخلت بريطانيا على خط أزمة سوريا، حيث دعا وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون الثلاثاء مناهضي الحروب الى تنظيم احتجاج امام السفارة الروسية في لندن، وذلك خلال نقاش في البرلمان حول قصف مدينة حلب السورية.

وقال جونسون “اود بالتاكيد ان ارى تظاهرات امام السفارة الروسية”.

واعتبر جونسون، رئيس بلدية لندن السابق المعروف بتصريحاته الخارجة عن المألوف، ان جماعات مناهضة الحروب لا تعبر عن غضب كاف من النزاع في حلب.

وقال “اين تحالف +اوقفوا الحرب+ الان؟ اين هم؟”.

واسس تحالف +اوقفوا الحرب+ زعيم حزب العمال جيريمي كوربن احتجاجا على الحرب في افغانستان والعراق.

وجمع التحالف ملايين البريطانيين في احتجاجات ضد الاستعدادات لغزو العراق في 2003.

واثناء النقاش في البرلمان، اتهم العديد من اعضاء البرلمان روسيا بارتكاب جرائم حرب في سوريا.

وكان جونسون يرد على سؤال من النائبة العمالية آن كلويد التي دعت الى تظاهرات مليونية امام السفارات الروسية في العالم اجمع.

وقالت “اود ان ادعو مرة اخرى جميع من يهتمون بمعاناة المدنيين السوريين الى الاحتجاج امام السفارة الروسية في لندن وفي عواصم العالم ابتداء من اليوم”.

وقال وزير التنمية الدولية السابق اندرو ميتشل ان المقاتلات البريطانية يمكن ان تساعد في فرض منطقة حظر طيران لمنع غارات القصف الروسية.

وقال ميتشل وهو من حزب المحافظين الحاكم ان “ان على المجتمع الدولي مسؤولية الحماية (..) واذا كان ذلك يعني مواجهة القوة الجوية الروسية دفاعيا نيابة عن الابرياء على الارض الذين نحاول حمايتهم، علينا ان نفعل ذلك”.

وقارن ميتشل بين تصرفات روسيا وتصرفات القوات النازية خلال الحرب الاهلية الاسبانية في ثلاثينات القرن الماضي.

وتشن روسيا حملة قصف جوي في سوريا منذ اكثر من عام دعما لنظام الرئيس السوري بشار الاسد.