المعارضة السورية تعتزم تسليم جثة الجاسوس الإسرائيلي كوهين.. واسرار جديدة عن إعدامه.. وتحقيق الرئيس السوري معه قبل شنقه

25 سبتمبر, 2016 - 15:22

الناصرة – “رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
ذكرت القناة الثانية في التليفزيون الإسرائيليّ أنّ المعارضة السورية ستُسلّم تل أبيب جثة الجاسوس الإسرائيلي ايلى كوهين، بعد استيلائها على شريط الفيديو من التليفزيون السوري الرسمي خلال القتال، وتمّ نقل الشريط إلى إسرائيل.
وأضافت القناة أنّ إسرائيل ستستلم جثة جاسوسها بعد سنوات طويلة من الغياب، وبثت القناة فيلمًا قصيرًا يوثق لحظة إعدام الجاسوس الإسرائيلي الشهير إيلى كوهين وسط العاصمة السورية دمشق، وقالت الثانية الإسرائيلية إنّ الفيلم حصلت عليه بعد أنْ وصل إلى أيادي مجموعات سورية مسلحة سلمت الفيلم لجهات إسرائيلية، في إشارة إلى العلاقات الوثيقة بين المسلحين وإسرائيل، ويظهر الفيلم الجاسوس الإسرائيلي معلقًا على المشنقة بسوريّة، وكذلك لحظة إنزال جثته من على المشنقة.
نشر الفيديو الذي يوثق ايلي كوهين مشنوقًا في ساحة المرجة في دمشق، وحوله الكثير ممن ينظرون للجاسوس الإسرائيلي المشنوق على حبل المشنقة وإنزاله للتابوت بعد ذلك، مثيرين مرة أخرى ذكرى أحد الشخصيات الأبرز في عالم الاستخبارات لإسرائيل، وربما ذكراه لم تخفتِ أبدًا، فضح ايلي كوهن – الجاسوس الذي نجح بالتسلل لقلب الحكم السوري في بداية سنوات الستينات – فتح نافذة على عالم شخص مقاتل في عالم الخيالات.
وقال موقع (WALLA) الإخباريّ-الإسرائيليّ إنّ الفيديو الذي تمّ توثيقه في ساعات الصباح من 18 أيّار (مايو) من العاك 1965، نشر على صفحة الفيسبوك “الكنوز الفنون السورية” وأخذنا بذلك 51 عامًا للوراء. وتابع الموقع قائلاً إنّ المشهد القاسي للضابط الإسرائيلي المعلق في وسط الجمهور المحتشد في ساحة المدينة ينشر من جديد قصة نشاطاته والقبض عليه في دمشق، قصة أثارت في كلا البلدين المتعادين (إسرائيل وسوريّة) مشاعر قوية من الغضب، الإحباط، الحزن، والفخر، على حدّ تعبيره.
ولفت الموقع إلى أنّ ايلي كوهين وُلد في مصر عام 1924. وفي سن الـ 23 انتقل لإسرائيل، وفي العام 1960 تجند لقسم الاستخبارات للجيش الإسرائيلي (أمان)، بعد دورة تدريبية في وحدة 188 للاستخبارات، تم إرساله لسوريّة تحت هوية رجل أعمال من الأرجنتين.
خلال وقت قصير نجح كوهين بالانخراط في صفوف المجتمع السوري والحكم في الدولة، وتقرّب من أصدقاء ومعارف زودوه بمعلومات نوعية كثيرة، هذه المعلومات خدمت إسرائيل في صراعها مع سوريّة، في عدة مجالات كانت مصدر الصراعات بين البلدين. من بين عدة أمور أرسل معلومات حيوية حول خطة سوريّة لحرف منابع الأردن، حول صفقات سلاح مختلفة، وحول إجراءات في صفوف الحكم السوري.
وبحسب الموقع الإسرائيليّ، اعتقل كوهين في بداية شهر كانون الثاني (يناير) 1965، وبعد 4 أشهر ونصف من التحقيق والتعذيب تم إعدامه. وشدّدّ التقرير الإسرائيليّ على أنّ قوة القصة تنعكس من التفاصيل الكثيرة التي نشرت في أيام ما بعد الإعدام، أهميتها وقيمتها يمكن الاستدلال عليها من تصريحات الرئيس السوري الذي كان حينها، حيث قال: حققت بنفسي مع كوهين، إذًا تفاخر بذلك رئيس سوريّة الجنرال أمين الحافظ، وادعى الحافظ أنّه في أعقاب لقائه مع الجاسوس الإسرائيلي بالسجن، كُشفت الهوية الحقيقية لكوهين، الذي زعم أنّه كامل أمين ثابت، مهاجر سوري مسلم من الأرجنتين.
علاوة على ذلك، أشار الموقع الإسرائيليّ إلى أنّه في مقابلة مع صحيفة “الأسبوع العربي” اللبنانية التي نشر محتواها في صحيفة “معاريف” بعد 3 أسابيع من إعدام كوهين، ادعى الرئيس السوريّ: عندما نظرت بعينيه، وقت حديثي معه في السجن شككت بأنه عربي، سألته عدة أسئلة متعلقة بالدين الإسلامي، شعرت بارتباكه، طلبت منه ان يقرأ الفاتحة فقرأ عدة آيات وتوقف، بعد ذلك قال لي كوهين أنه غادر سوريّة عندما كان صغيرًا، ولذلك فهو لا يتذكر جيدًا آيات القران؛ حينها أدركت أن شكوكي صحيحة وأنه يهودي وليس مسلمًا، سألته بعد ذلك أسئلة أخرى عن الإسلام فسكت، بحسب أقوال الرئيس السوريّ آنذاك.
بالإضافة إلى ذلك، قال الموقع العبريّ إنّ محمد بن لادن من المملكة العربيّة السعودية أقام شركة بناء في 1931 تحولت مع السنوات لمصدر اهتمام كبير. من بين زوجاته الـ 22 كانت أيضًا حميدة، سيدة سورية من مدينة اللاذقية، أمه لأسامة، زعيم تنظيم القاعدة السابق، أحد أولاده الـ 50.
شهد ايلي كوهين في قضيته أنّه عرف في سوريّة المقاول بن لادن، الذي تعهد، بحسب أقوال الجاسوس الإسرائيليّ، بتسوية واختراق طريق مجرى قناة منابع الحاصباني. وحسب قوله فإنّه نقل هذه المعلومات لإسرائيل، المعلومات التي حصل عليها كوهين حول خطة التصريف السورية كانت دقيقة، حيث خدمت إسرائيل في الحرب على المياه.
وخلُص الموقع العبريّ إلى القول إنّ إعدام أكبر عملاء إسرائيل أثار موجة كبيرة من الفعاليات التخليدية في شوارع إسرائيل، أماكن رياضية، بيوت كنائس، أسماء شوارع وميادين، منتزهات عامة، مدارس، مخطوطات توراة وغيرها من الفعاليات تحمل اسم كوهين بعد إعدامه.