يقطعُ الرحالة الدنماركي شارلي أولداهل، هذه الأيام، موريتانيا، في إطار رحلته سيراً على الأقدام، والتي انطلقت من الدنمارك وتنتهي في تنزانيا، وهدفها التوعية بنقص الماء، خاصة في القارة الأفريقية، وتحمل عنوان "المشي من أجل الماء".
وتبدو قصة شارلي مختلفة عن جميع قصص الرحالة الذين جابوا أفريقيا، فقد اختار الماء الذي دارت حوله الصراعات في القارة السمراء ولا يزال نقصه يهدد حياة ملايين الأفارقة، فجاءت مغامرته طلباً للماء، واضعاً في الواجهة معاناة قرية تنزانية تدعى "لنغاتسي"، والتي تشكل المحطة الأخيرة في رحلة الرحالة شارلي، ويأمل أن ينجح في جمع تبرعات لصالح سكان هذه القرية وتسليط الضوء على معاناتهم من العطش ونقص الخدمات.
ويسير "شارلي أولداهل" 18 ألف كيلومتر بدأها من مدينة إسبيِيرغ غربي الدنمارك وتنتهي في قرية لنغاستي شرقي تنزانيا، ويوجد الرحالة حالياً في جنوب العاصمة الموريتانية بعدما قطع الدنمارك وبلجيكا وفرنسا وإسبانيا والبرتغال والمغرب، سيراً على الأقدام وهو يدفع أمامه عربة صغيرة تحمل مؤونته والحاجيات الأساسية للرحلة.
وللمسافة التي يقطعها الرحالة شارلي (40 كيلومتراً يومياً)، دلالة كبيرة لديه، فقد تبلورت فكرة الرحلة لديه بعد أن زار قرية "لنغاتسي" في تنزانيا، ووجد سكانها يسيرون على الأقدام مسافة أربعين كيلومتراً لجلب الماء، فقرر التعبير عن معاناتهم والتضامن معهم بهذه الطريقة.
ويقول شارلي (27 عاماً) على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" إنّ "الفكرة بدأت عندما كنت أعمل في دار للأيتام في قرية لنغاتسي في تنزانيا لمدة عام، وقد رأيت الناس يستغرقون ساعات من الوقت لجلب المياه الصالحة للشرب، فقررت القيام بشيء لجمع الأموال وجلب الماء للقرية واستخدام باقي الأموال لتجديد شبكات المياه في القرى المجاورة".
يمشي شارلي 40 كيلومترا يومياً لمدة ستة أيام في الأسبوع، وينام ليلاً في البرية أو في منزل شخص التقاه في رحلته، ويقول: "حررت نفسي في مايو/أيار 2015 من وظيفتي وتركت شقتي ومعظم ممتلكاتي، وبدأت بالمشي من مسقط رأسي إيسبيرج في الدنمارك إلى القرية لنغاستي في تنزانيا على الساحل الشرقي لأفريقيا، ستستغرق رحلتي حوالي نحو سنوات أقطع خلالها 29 دولة في القارة الأوروبية والأفريقية، وأنا سعيد بمقابلة أشخاص من ثقافات مختلفة في طريقي".
